نبيل شعث في حوار لـ”المجتمع”: الدول العربية أفشلت مخطط ترمب ونتنياهو بتمرير “صفقة القرن”

 

– ترمب باع عملية السلام لنتنياهو.. وفلسطين ليست للبيع

– ترمب يريد سلاماً على مزاجه ومزاج نتنياهو ولن نسمح له بذلك مهما كلفنا ذلك من ثمن

– الكويت وفرت لنا الغطاء السياسي والمالي لتعزيز صمودنا في وجه مخططات تصفية القضية الفلسطينية

 

قال د. نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الدولية والخارجية، لـ”المجتمع”: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب باع عملية السلام لرئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، من خلال “صفقة القرن” التي هي بالأساس مخطط صهيوني أمريكي.

وأكد شعث أن الرئيس ترمب يتعامل مع فلسطين كصفقة تجارية، وهو واهم حين يعتقد أن الحقوق الفلسطينية يمكن أن تباع بالأموال، فالشعب الفلسطيني يناضل من أجل حقوقه منذ أكثر من قرن، وهذه الحقوق غير قابلة للمساومة.

ووجه شعث شكره للدول العربية التي أفشلت مخطط تمرير “صفقة القرن” من خلال إبلاغها للوفد الأمريكي أن الحقوق الفلسطينية ثابته، وأن السلام يمر عبر دولة فلسطينية عاصمتها القدس على حدود عام 1967.

“المجتمع” حاورت د. نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الدولية والخارجية، حول الملفات الساخنة التي تشهدها القضية الفلسطينية في ظل مواصلة واشنطن التسويق لـ”صفقة القرن” والرفض الفلسطيني لها.

كانت هناك جولة للوفد الأمريكي للمنطقة للترويج لـ”صفقة القرن” ماذا نتج عنها؟ وما موقف السلطة الفلسطينية من هذه الزيارة؟

– هذه الزيارة نتج عنها مزيد من الجرائم الأمريكية و”الإسرائيلية”، وتدمير لعملية السلام، الرئيس الأمريكي ترمب ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يروجون للمشروع الصهيوني في المنطقة وسلام على مقاسهم من خلال “صفقة القرن”، كانوا يعتقدون أنهم يستطيعون أن يروجوا لمشروعهم الهدام، لكنهم وجدوا رفضاً عربياً لهذا المشروع، وهذا كان واضحاً في المواقف العربية للوفد الأمريكي الذي زار العواصم العربية، منها عمَّان والقاهرة، الوفد الأمريكي قبل أن يصل إلى المنطقة نفذ عدة ملفات خطيرة على طريق تنفيذ “صفقة القرن”، منها شطب ملف القدس عن طاولة المفاوضات من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، ووقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بهدف تصفية قضية اللاجئين وحق العودة، وخلق كيان فلسطيني تابع للاحتلال والوصول لسلام اقتصادي، وبالمناسبة هذه الملفات السابقة هي مدخل تنفيذ “صفقة القرن” التي بدأت واشنطن الترويج لها من خلال وفدها الذي فشل في مهمته وعاد بخفي حنين، بعد رفض القيادة الفلسطينية الجلوس مع هذا الوفد المنحاز لكيان الاحتلال، واشنطن في نظرنا انتهت كوسيط لعملية السلام.

ما المطالب الفلسطينية من أجل استئناف عملية سلام مع دولة الاحتلال؟ وما موقفكم من رعاية واشنطن لها؟

– مطالبنا واضحة، منظمة التحرير الفلسطينية وقعت اتفاق سلام مع دولة الاحتلال عام 1993 وهو اتفاق أوسلو الذي نص على إقامة دولة فلسطينية بعد خمسة سنوات من هذا الاتفاق، لكن دولة الاحتلال وواشنطن لم يلتزموا بهذا الاتفاق، نحن نريد إنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس على حدود عام 1967، وعودة اللاجئين الفلسطينيين، هذا هو مفتاح السلام مع الاحتلال وواشنطن، بدون ذلك لن نعود لعملية سلام تقودها واشنطن وحدها، فواشنطن قادت عملية السلام نحو 28 عاماً ولم تقف يوماً إلى جانب الحقوق المشروعة أو تضغط على دولة الاحتلال، وسمحت لها بانتهاك كل الاتفاقيات الموقعة برعايتها، ولن نقبل بعد اليوم برعايتها لعملية السلام وحدها، لذلك نحن نريد عملية سلام تشارك فيها أطراف دولية منها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة وروسيا، منطلقين من مبادرة السلام العربية، ترمب يريد سلاماً على مزاجه ومزاج نتنياهو، ولن نسمح له بذلك مهما كلفنا ذلك من ثمن.

واشنطن شرعت بحصار السلطة الفلسطينية مالياً من خلال تجميد مساعداتها المالية التي تقدر بـ300 مليون دولار، ماذا أنتم فاعلون في ظل هذا الحصار المالي من قبل واشنطن؟

– لن نبيع فلسطين بأموالهم، والحمد لله لدينا أشقاء عرب مثل المملكة العربية السعودية، ودولة الكويت والدول العربية والإسلامية، لدينا في العالم دعم كامل في مجلس الأمن الدولي، والجمعية العامة للأمم المتحدة، ولدينا شعب صامد في وجه الاحتلال، 6.5 مليون نسمة في الوطن المحتل، ومثلهم في مخيمات الشتات والخارج، ومستعدون للموت من أجل حقوقهم، ولن نعود لاختراع ترمب لعملية سلام جديدة، هناك عملية سلام عمرها 25 سنة يجب عليها تحقيقها، لا لبيعها لنتنياهو.

واشنطن شرعت هي ونتنياهو بالترويج للسلام الاقتصادي، وهي بالمناسبة كانت وما زالت رغبة كيان الاحتلال، كيف تنظرون لهذا المخطط الخطير؟

– الرئيس ترمب يتعامل مع القضية الفلسطينية وكأنها صفقة تجارية، يريد أن نبيع القدس، واللاجئين، والكرامة والحقوق الفلسطينية، وهو رجل أعمال فاشل، كل ما يقال عن السلام الاقتصادي كلام في الهواء، لأن الشعب الفلسطيني يواصل التضحية بالدم من أجل حقوقه المشروعة، منذ “وعد بلفور” عام 1917، نحن سدنة المسجد الأقصى، ودماء الشعب الفلسطيني هي فداء الأرض الفلسطينية المقدسة، ومن غير المعقول أن نبيع حقوقنا بأموال الدنيا، هذه هي القدس هي فلسطين.

تقول: إنكم لن تقبلوا بعد اليوم برعاية أمريكية لعملية السلام، هل تتطلعون لدور فعال من المجتمع الدولي لقيادة عملية سلام جديدة؟

– العالم تغير، هناك دول كبيرة ووازنة ظهرت على الساحة الدولية، مثل الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي ودول أمريكا الجنوبية والدول العربية والإسلامية، يجب أن يكون لها دور في أي عملية سلام، وبالمناسبة، نحن لا نريد أن نستبعد واشنطن نهائياً من عملية السلام، لكن نريد أن يكون دورها في إطار دولي وليس هم من يتحكمون في عملية السلام، لأن رعايتهم لها قد ظلمنا فيها ظلماً فادحاً، ولم يتحقق أي تقدم في عملية السلام طيلة ربع قرن.

الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت مشروع الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، إلى أين وصل هذا الملف؟

– المبدأ أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت بأغلبية 120 صوتاً توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، وهذا المشروع يحتاج لجهد كبير، فهو يحتاج لإقناع العالم بأهمية تطبيق هذا القرار خاصة الأمين العام للأمم المتحدة الذي يجب أن يتم الاتفاق معه على آليه إرسال قوات دولية، وكذلك يجب إقناع الدول التي سترسل قوات الحماية للأراضي الفلسطينية بأهمية هذه الخطوة في توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين العزل، وكذلك هذا الأمر ينطق على قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي اتخذ قراراً بإرسال لجنة تحقيق دولية، للتحقيق في الجرائم “الإسرائيلية” بحق المدنيين العزل في قطاع غزة بعد الجرائم التي ارتكبت بحق مسيرات العودة السلمية من قبل دولة الاحتلال.

كيف ترى دور الكويت في دعم القضية الفلسطينية؟

– حقيقة لدولة الكويت مواقف مشرفة في خدمة القضية الفلسطينية ودعمها على كافة الأصعدة، فالكويت دولة تصدرت الصفوف في كل المحافل الدولية في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وهي التي انطلقت من على أرضها نواة الثورة الفلسطينية، الكويت عزيزة على قلوب كل الفلسطينيين، لها من القيادة والشعب الفلسطيني كل التحية لهذا الدور في خدمة القضية الفلسطينية، فهي من توفر لنا الدعم المالي والمعنوي في كل زمان ومكان، فكل الشكر لها على هذا الدعم لصمود الشعب الفلسطيني.

لو أتيح لك أن توجه كلمة لأحرار العالم والأصدقاء، ماذا يمكن أن تقول عبر “المجتمع”؟

– نقول لهم: من يريد أن يحقق السلام يجب أن يكون سلاماً عادلاً، لا يخلق دولة فصل عنصري، قائمة على الاستعمار، نحن قبلنا بأن نعيش في دولة ديمقراطية واحدة، وقادة الاحتلال رفضوا ذلك، ولذلك كان مطلبنا بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، وأن يتم جلاء الاحتلال عن الأرض الفلسطينية، من يريد أن تتحقق العدالة في العالم فعليه أن يعمل على تحقيقها في فلسطين.

Exit mobile version