خبيرة مغربية: انسحاب أمريكا من مجلس حقوق الإنسان “عجرفة”

اعتبرت الناشطة الحقوقية المغربية، الحاصلة على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، خديجة الرياضي، أن انسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يندرج في إطار “سياسة عامة” لإدارة الرئيس ترمب، التي أقدمت على الانسحاب من العديد من الاتفاقيات والمنظمات الدولية.

ووصفت هذا القرار بـ”العجرفة” و”النفاق السياسي” تجاه قضايا حقوق الإنسان في العالم، وقالت: إن الولايات المتحدة الأمريكية بهذا القرار تضع نفسها إلى جانب كوريا الشمالية وإيران اللتين تنتقدهما.

وفي تصريح لـ”الأناضول”، اليوم الأربعاء، قالت خديجة الرياضي، منسقة الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان (يضم 22 منظمة حقوقية مغربية)، وأول امرأة عربية تحصل على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عام 2013: إن التحقيقات التي يقوم بها المجلس فيما يخص انتهاكات “إسرائيل” ضد حقوق الشعب الفلسطيني محرجة لواشنطن، مضيفة أن هذه القضية دائمة في اجتماعات المجلس هو ما أثار غضب الولايات المتحدة واتخذته كذريعة للانسحاب.

واعتبرت أن هذا الانسحاب “يتعلق بسياسة عامة لإدارة ترمب، الذي منذ مجيئه وهو ينحسب من العديد من الاتفاقات الدولية”، موضحة أن الأمر لا يتعلق فقط بمجلس حقوق الإنسان، بل بـ”سياسة عامة”، مشيرة في هذا الإطار إلى انسحاب الولايات المتحدة من منظمة “يونسكو” في أكتوبر 2017.

ورأت أن هذا القرار يندرج أيضاً في إطار “سياسة العجرفة التي تنتهجها الإدارة الحالية للولايات المتحدة”.

وقللت الناشطة الحقوقية المغربية من تأثير الانسحاب الأمريكي على عمل مجلس حقوق الإنسان، وقالت: “لا أظن أنه سيكون هناك تأثير على المجلس بانسحاب الولايات المتحدة لأن المجلس أصلاً قراراته وتوصياته غير ملزمة بل يتمتع بقوة معنوية أكثر”.

وأضافت أن المجلس سيستمر في عمله وفي إنجاز تقاريره في العديد من المناطق، وستبقى تقاريره لها وقعها، رغم انسحاب الولايات المتحدة، وأن هذا الانسحاب لن يكون له تأثير على دور المجلس وعمله.

وقالت: إن الولايات المتحدة الأمريكية تتهرب من المسؤولية أمام المجلس لأنه كانت هناك انتقادات كثيرة حتى لسياساتها في مجال حقوق الإنسان، موردة في هذا السياق انتقادات المفوضية السامية لحقوق الإنسان الأخيرة لسياسة الهجرة التي تنهجها إدارة ترمب.

واعتبرت أن “التأثير المحتمل لهذا الانسحاب هو أن الولايات المتحدة ستكون أقل التزاماً باحترام حقوق الإنسان داخل الأراضي الأمريكية، أما في باقي دول العالم فهي فعلياً من أكبر المنتهكين لحقوق الشعوب في كل مناطق العالم”.

وتابعت أن واشنطن بهذا القرار أصبحت مثلها مثل إيران وكوريا الشمالية، اللتان تنتقدهما، وهما ليستا عضوين في المجلس.

Exit mobile version