نكسة حزيران.. جرح غائر ومليونية القدس تبعث الأمل بالعودة

– عطا الله: الكويت في قلب وعلى لسان كل فلسطيني وأحيت الآمال بالأمة

– أبو ظريفة: في ذكرى نكسة حزيران جسد الشعب الفلسطيني أروع أنواع الصمود والمقاومة من خلال مسيرات العودة ومليونية القدس

بمناسبة الذكرى الحادية والخمسين لنكسة حزيران، لا تزال هذه الذكرى ماثلة في أعين الفلسطينيين، لما حملته من ألم وقهر من قبل المحتل “الإسرائيلي”، الذي أكمل سيطرته بعدها على كل الأرض العربية الفلسطينية، واحتل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، وبرز على أثرها ما يعرف بحدود عام 1967، وتشكل الأراضي التي احتلتها دولة الاحتلال في عدوان حزيران 1967، 22% من مساحة فلسطين التاريخية، لكن هذا الاحتلال لكل فلسطين لم يقتل إرادة المقاومة لهذا المحتل الغاشم وشهدت فلسطين على مدار عقود احتلالها مقاومة شرسة لهذا المحتل تنوعت أشكالها.

“المجتمع” ترصد في هذا التقرير نكسة يونيو وما حملته من جراح، وكيف انتفض الفلسطينيون من وسط الدمار والتشرد لمقاومة الاحتلال على الرغم من مرور 51 عاماً على احتلال غزة والضفة، وذلك من خلال مسيرات العودة، التي تبلغ ذروتها في مسيرة مليونية القدس.

شراكة سياسية

ويقول عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة لـ”المجتمع”: في ذكرى نكسة يونيو، جسد الشعب الفلسطيني أروع أنواع الصمود والمقاومة من خلال مسيرات العودة، ومليونية القدس التي تشارك فيها كل الفصائل والقوى الفلسطينية، من خلال مسيرة ستنطلق من رفح جنوباً حتى بيت حانون شمالاً، وستستخدم الشاحنات والدراجات، وكل الوسائل التي استخدمها النازحون في النكسة إبان الاحتلال، حين نزحوا من غزة والضفة للخارج بعد المجازر التي ارتكبتها دولة الاحتلال بحق المدن والبلدات الفلسطينية، وذلك في دلالة رمزية أن الذاكرة الفلسطينية حية لم تغتصب.

وأشار أبو ظريفة، إلى أن ذروة مليونية القدس ستكون الجمعة القادمة، من خلال توجه الجماهير الفلسطينية إلى السياج الفاصل شرق قطاع غزة، كتأكيد على التمسك بحق العودة، ورفض كل المحاولات التي تستهدف القضية الفلسطينية.

وطالب أبو ظريفة أن تشكل ذكرى النكسة ومليونية القدس، مناسبة وطنية من أجل استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وبناء برنامج سياسي قائم على الشراكة السياسية، لمواجهة المخططات التي تستهدف القضية الفلسطينية.

أمل العودة والتحرير

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطالله لـ”المجتمع”: إن نكسة يونيو أفقدت الشعب الفلسطيني الأمل باستعادة وطنه الذي اغتصب عام 1948، على يد العصابات الصهيونية، لكن وبعد 51 عاماً من احتلال الأراضي الفلسطينية في عدوان عام 1967 عاد أمل العودة والتحرير، من خلال مسيرات العودة، والتي ستبلغ ذروتها في مليونية القدس الجمعة القادمة، وذلك بهدف إرسال رسالة للمحتل الغاصب أنه على الرغم من القتل والدمار والحصار، فأن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه وحقوقه المشروعه، والتي نصت عليها كل الاتفاقيات الدولية.

المنظمات الدولية

وحول دور المنظمات الدولية في مساعدة الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه، أكد عطا الله، بأن المنظمات الدولية باتت عبارة عن أجسام مشلولة، وأن هذه الأجسام باتت عاجزة حتى على إدانة عمليات القتل اليومية من قبل المحتل بحق الفلسطينيين، ومن تسبب بهذا الشلل هو واشنطن، التي استخدمت “الفيتو” أكثر من 40 مرة، بهدف عرقة أي قرار يطالب بحماية وإنصاف الشعب الفلسطيني الأعزل هذا يتعارض مع كل المواثيق والأعراف الدولية.

وشدد عطالله على ضرورة محاربة كل أنواع التطبيع مع هذا المحتل، وأن تشعر دولة الاحتلال بأنها ملاحقة في كل المحافل الدولية، معرباً عن أمله ألا يدخل الشك للشعب الفلسطيني بأنه وحده من يجابه هذا المحتل، بل بدعم الأمة العمق الإستراتيجي للقضة الفلسطينية.

دور الكويت

وبخصوص الدور الدبلوماسي الكبير الذي تقوم به الكويت في خدمة القضية الفلسطينية، أكد عطا الله، أن الكويت بات اسمها منقوشاً في قلوب كل الفلسطينيين، فهي من تتصدر الآن الصفوف في المحافل الدولية في الدفاع عن القضية الفلسطينية، التي تعتبرها هي قضيتها المركزية، فالكويت هي من انطلقت شعلة الثورة الفلسطينية من على أرضها، والكويت هي من أكثر من الدول العربية مساندة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

ويشار إلى أن مسيرات العودة الفلسطينية التي انطلقت في الثلاثين من مارس الماضي التي استشهد فيها حتى الآن نحو 124 فلسطينياً، وجرح 13 ألف آخرين، ستبلغ ذروتها هذا الأسبوع من خلال مليونية القدس، وقد دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية على حدود قطاع غزة خوفاً من عملية اقتحام واسعة من قبل المتظاهرين الفلسطينيين للسياج الفاصل.

وقالت وسائل إعلام “إسرائيلية”: إن هذا الأسبوع هو الأصعب منذ انطلاق مسيرات العودة، خوفاً من اقتحام الحدود، واقتراب الأوضاع الإنسانية في القطاع من الوصول لمرحلة الانفجار في ظل مواصلة الحصار.

وأشارت وسائل الإعلام العبرية إلى أن المناورات العسكرية التي تنفذ حالياً من قبل جيش الاحتلال على حدود غزة، هي بهدف السيطرة على سيناريو انفجار الأوضاع على حدود غزة في ذكرى نكسة يونيو، وأن تفجر كذلك مسيرة مليونية القدس، مواجهة واسعة مع فصائل المقاومة الفلسطينية.

Exit mobile version