مقبرة “الرحمة” بنك أهداف المؤسسة الصهيونية في القدس المحتلة

 

– بكيرات: السيطرة على مقبرة الرحمة بمثابة الضربة القاضية للمسجد الأقصى

– الحلاق: نبش القبور في مقبرة الرحمة ليس إلا خطوة من خطوات متقدمة لتهويد المنطقة بأكملها

 

تحاول سلطات الاحتلال في القدس المحتلة السيطرة على مقبرة الرحمة الملاصقة للجهة الشرقية لسور المسجد الأقصى، وهي من المقابر القديمة المدفون بها عدد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم الصحابي عبادة بن الصامت الذي يقع قبره قرب باب الرحمة المغلق إبان عهد الناصر صلاح الدين الأيوبي.

مشاريع يهودية

د. ناجح بكيرات، رئيس أكاديمية القران في المسجد الأقصى، حذر في حديث معه من نتائج كارثية على المسجد الأقصى في حال استهداف مقبرة الرحمة التي تعتبر من الدروع الواقية للمسجد الأقصى، فأطماع الجماعات الاستيطانية في مقبرة الرحمة تهدف إلى السيطرة على المنطقة الشرقية الفارغة في المسجد الأقصى وفتح باب الرحمة المغلق وبناء كنيس يهودي وتكون المقبرة ممراً لهذا الكنيس.

وأضاف: نبش القبور في الآونة الأخيرة يهدف إلى إقامة مشاريع يهودية سواء ما يسمى بمشروع التلفريك الهوائي ووضع أعمدة في المقبرة والاعتداء على رفات الموتى، أو من خلال فتح ممرات فيها بهدف الصلاة على الحائط السور الشرقي باتجاه حائط البراق من الجهة الغربية، فالأهداف خبيثة ولها صبغة تلمودية وتم تغليفها بمشاريع سياحية استثمارية.

وتابع قائلاً: مشروع التلفريك الهوائي هو مشروع خطير بحيث يكون المرور من فوق المسجد الأقصى من الجهة الشرقية، وهذا تدرج في عملية السيطرة الكاملة على ما يسمى زوراً وبهتاناً الهيكل المزعوم.

بدوره، حذر الخبير المقدسي في حديث مع “المجتمع” من مغبة إقدام المؤسسة “الإسرائيلية” في القدس على السيطرة الكاملة على مقبرة الرحمة، وسيكون هذا الإجراء بمثابة الضربة القاضية للمسجد الأقصى وفرصة إقامة كنيس في المنطقة الشرقية الفارغة والممنوع استغلالها من قبل الأوقاف، إضافة إلى إغلاق مبنى الرحمة في المنطقة الشرقية واستصدار أمر قضائي بهذا الشأن، وفي هذا الأمر تكتمل حلقة السيطرة من جميع الجهات وتحاصر ساحات المسجد الأقصى، فالحدائق التلمودية بدأت من منطقة القصور الأموية الملاصقة للمسجد الأقصى من الجهة الجنوبية والقريبة من أساسات المسجد القديم والأبواب التاريخية مثل باب الثلاثي والمفرد والمزدوج.

سياسة المنع

المهندس بسام الحلاق، رئيس لجنة إعمار المسجد الأقصى، أكد في حديث معه أن الاحتلال يستخدم سياسة المنع بكل ما يخص إعمار المسجد الأقصى في المنطقة الواقعة داخل سور المسجد الأقصى بمساحة 144 دونماً، وبالمقابل يتبع سياسة السماح بالتهويد للجماعات المتطرفة في كل ما يتعلق بمكونات المسجد الأقصى داخلياً وخارجياً، وما يجري في مقبرة الرحمة يتكرر باستمرار في المنطقة الشمالية بين باب الغوانمة وباب الأسباط بطول 300 متر، حيث يمنع استخدام أي مساحة هناك حتى تبقى فارغة لإقامة منشآت تهويدية فيها وأقيم فوق الأبنية التاريخية في المنطقة وهي مدارس دينية تعود للحقبة العثمانية والأيوبية والمملوكية منشآت للمستوطنين حتى يكونوا قريبين من قبة الصخرة وما يسمى عندهم قدس الأقداس.

وأضاف: نبش القبور في مقبرة الرحمة ليس إلا خطوة من خطوات متقدمة لتهويد المنطقة بأكملها، بينما تمنع الأوقاف من إدخال كيس من الإسمنت أو أي مواد لترميم أجزاء من المسجد أو الساحات فيه، حتى الإضاءة يتم التحكم بها وخطوط المياه ودخول الموتى للصلاة عليهم.

Exit mobile version