يوم الأسير الفلسطيني.. أعمار تذبل في السجون

يُحيي الفلسطينيون يوم الأسير الفلسطيني الذي يوافق السابع عشر من أبريل من كل عام عبر فعاليات تنطلق في كافة أرجاء الوطن فلسطين وفي الشتات وفي عدد من دول العالم، لتسليط الضوء على هذا الملف.

وأقرّ هذا اليوم المجلس الوطني الفلسطيني باعتباره السلطة العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية، خلال دورته العادية يوم السابع عشر من أبريل 1974، ليكون يومًا وطنيًا للوفاء للأسرى الفلسطينيين وتضحياتهم، باعتباره يوماً لشحذ الهمم وتوحيد الجهود، لنصرتهم ومساندتهم ودعم حقهم بالحرية، ولتكريمهم وللوقوف بجانبهم وبجانب ذويهم.

ويقبع في سجون الاحتلال نحو 6500 أسير فلسطيني، بينهم 350 طفلاً، و62 معتقلة، بينهن 21 أما، وثماني قاصرات، إضافة إلى ستة نواب بالمجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان)، و500 معتقل إداري (معتقلون بلا تهمة)، و1800 مريض، بينهم 700 بحاجة لتدخل طبي عاجل.

ويريد الفلسطينيون من إحياء هذا اليوم إثبات الوفاء لشهداء الحركة الأسيرة أيضًا، الذي قضوا نحبهم داخل سجون الاحتلال قبل أن يروا نور الحرية.

ويسعى نشطاء فلسطينيون وأنصار للأسرى في سجون الاحتلال ونشطاء عرب وغربيين من دول مختلفة إلى تدويل يوم الأسير، عبر إقامة الفعاليات والأنشطة المتنوعة والتي تستمر أيام بعد هذا التاريخ.

فعاليات

ومن المقرر أن تشهد محافظات بدءًا من اليوم الثلاثاء سلسلة من الفعاليات كالمهرجانات والندوات والمسيرات والوقفات التضامنية مع المعتقلين، بما في ذلك خيام العودة المنصوبة على الحدود الشرقية لقطاع غزة منذ الـ30 من مارس الماضي إحياءً لـ”يوم الأرض”.

وقضى أكثر من 30 أسيرًا فلسطينيًا أكثر من 20 عاما داخل سجون الاحتلال حتى اليوم، وهم من يطلق عليهم الأسرى القدامى، فيما قضى 12 أسيرًا أكثر 30 عامًا داخل الأسر وأقدمهم الأسير كريم يونس من الداخل الفلسطيني المحتل والمعتقل منذ عام 1983.

ويمارس الاحتلال جرائم حرب بحق الأسرى داخل السجون، ليس بدءًا بالإهمال الطبي ويعاني أكثر من  150 أسيرًا من أمراض مزمنة، ومرورًا بالاعتقال الإداري الذي يبقى الأسير من خلاله داخل المعتقل دون تهمة أو محاكمة، وأيضًا منع أهالي عدد كبير منهم من زيارته لسنوات، بالإضافة لأنواع من التعذيب والشبح والتنكيل أثناء وخلال فترة الأسر، والحبل على الجرار.

وأبرِمت عدد من صفقات تبادل في تاريخ الحركة الأسيرة، أطلق خلالها سراح ألاف الأسرى، كانت أخرها صفقة “وفاء الأحرار” التي تم إطلاق سراح 1027 أسيرًا مقابل إطلاق سراح الجندي الصهيوني جلعاد شاليط الذي كان معتقلًا لدى “كتائب القسام” بغزة في 11 أكتوبر 2011.

إضرابات الكرامة

وخاض الأسرى في سجون الاحتلال عدة إضرابات مطلبية جماعية وفردية لتحسين ظروفهم واحتجاجًا على انتهاكات إدارة سجون الاحتلال لحقوقهم، أبرزها إضراب سجن عسقلان عام 1970، الذي استشهد فيه الأسير عبد القادر أبو الفحم، وإضراب نفحة عام 1980 الذي استشهد إثره ثلاثة أسرى وإضراب 1992، وإضراب مايو 2012 الذي أدى إلى إخراج الأسرى المعزولين وإعادة الزيارات لذوي أسرى غزة.

وفي أواخر عامي 2011 و2012 اتسع نطاق الإضرابات الفردية، بفضل إضراب الأسير خضر عدنان الذي سلط الضوء على الاعتقال الإداري ثم أفرج عنه، وتلته إضرابات أخرى لفترات متفاوتة ما تزال مستمرة.

ويعقد الأسرى في سجون الاحتلال أملًا كبيرًا في نيل حريتهم من خلال صفقة تبادل أسرى جديدة تبرمها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ممثلة بجناحها العسكري “كتائب الشهيد عز الدين القسام”، التي أسرت خلال العدوان الصهيوني على غزة صيف عام 2014 أربعة جنود صهاينة، وترفض الإفصاح عن أي معلومات عنهم إلا بشروط مسبقة وضعتها من أجل إبرام أي صفقة قادمة.

 

المصدر: وكالة “صفا”.

Exit mobile version