د.أحمد يوسف: هناك أطراف تعرقل المصالحة وندعو الكويت لإنقاذها

 

«حماس» سلمت حكومة الوفاق صلاحياتها ووزراؤها رفضوا الدخول لوزاراتهم وأداروها من الفنادق

الإجراءات العقابية التي هدد عباس باتخاذها ضد غزة إن تمت فسيكون هو الخاسر الوحيد فيها

هناك زيارة قريبة للقاهرة ليجتمع أطراف الأزمة من جديد بحضور أطراف العمل الوطني والإسلامي

«صفقة القرن» لن تمر فهي تهدف لطمس الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني

كل المحاولات التي تستهدف تصفية قضية اللاجئين لن تنجح في تصفية حق العودة

غزة تعيش كارثة والسفينة بدأت تغرق والجميع سيتحمل نتائج ذلك

 

 

أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) د. أحمد يوسف أن المصالحة الفلسطينية ما زالت تراوح مكانها، رغم ما يحاك ضد القضية الفلسطينية من مؤامرات تستهدف الفلسطينيين مثل «صفقة القرن»، مشيراً إلى أن هناك جهات لا ترى في المصالحة خلاصاً، ومؤكداً في الوقت نفسه أن «حماس» قدمت كل التسهيلات لعمل حكومة الوفاق في غزة، وأن عمل الحكومة يجب أن يقوم على التعاون لا على المناكفات.

وفي هذ االسياق، دعا القيادي الفلسطيني إلى وساطة كويتية في ملف المصالحة الفلسطينية بحكم العلاقات الوثيقة التي تربط الكويت بكل أطياف العمل السياسي الفلسطيني.

وفيما يخص «صفقة القرن»، أكد يوسف، في الحوار الذي أجرته معه «المجتمع»، أنها لن تحصّل الحقوق الفلسطينية، وأنها تهدف لطمس الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مندداً بالدور الأمريكي الذي يعمل على التعدي على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

* يقال: إن المصالحة الفلسطينية تواجه انتكاسة جديدة بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء رامي الحمد الله في غزة، كيف تقيم واقع المصالحة؟

– مسيرة المصالحة الفلسطينية يبدو أنها مسيرة متعثرة، لأسباب كثيرة، ولكن للأسف هناك جهات لا ترى في المصالحة خلاصاً بالرغم من الجهود المصرية التي بذلت خلال الفترة الماضية للتوسط، لإحداث اختراق في هذا الملف، من خلال سلسلة لقاءات عقدتها مع قيادات في حركتي «فتح» و»حماس»، وما زالت المصالحة تراوح مكانها، على الرغم من كل ما يحاك ضد القضية الفلسطينية من مؤامرات تستهدف الفلسطينيين التي من أبرزها ما يتعلق بـ»صفقة القرن» التي أطلق عليها الرئيس محمود عباس وصف «صفقة العار».

* الرئيس عباس هدد باتخاذ إجراءات إدارية ومالية وقانونية ضد قطاع غزة في أعقاب عدم تمكين الحكومة الفلسطينية في غزة، وبعد محاولة اغتيال الحمد الله، ماذا تقول في هذا الملف؟

– الإجراءات العقابية التي هدد الرئيس عباس باتخاذها ضد غزة إن تمت فإن الخاسر الوحيد فيها هو الرئيس عباس نفسه، وهو سيعمل على إضعاف شعبه في غزة وستؤثر على شعبيته، وهذه العقوبات ستضعف الوضع الفلسطيني بشكل عام، وتهديد للمشروع الوطني، وخسارة كل شيء، والمصالحة التي كنا نأمل منها تعزيز البيت الداخلي الفلسطيني، الخاسر الأكبر هو الرئيس عباس، وسيقف على أنقاض وطن، وسيكون الرئيس عباس غير قادر على مجابهة التحديات الجسام التي تواجه القضية الفلسطينية، التي تواجه مشروعاً تصفوياً خطيراً بما يسمى بـ»صفقة القرن».

* في ظل التوتر بين «فتح» و»حماس»، هل قطع الأمل بتحقيق المصالحة الفلسطينية؟

– نحن لم نقطع الأمل، وما زال هناك فسحة من الرجاء أن تنجح جهود المصالحة الفلسطينية، وأن يقوم الإخوة في مصر بإعادة معاينة الأوضاع، وتقديم رؤية من المفترض أن يتم فيها إلزام جميع الأطراف، ونحن مستعدون في «حماس» أن نتعامل مع أي جهد مصري يتعلق بالمصالحة، ومصر بالمناسبة لديها رؤية وتقييم على أرض الواقع للمصالحة، من خلال ما عقده الوفد الأمني المصري من لقاءات مع كافة النخب في قطاع غزة، وهناك حديث أن هناك زيارة قريبة للقاهرة، ليجتمع أطراف الأزمة من جديد بحضور أطراف العمل الوطني والإسلامي.

* ماذا حدث لعمل حكومة الوفاق في غزة فيما يتعلق بالتمكين لعملها في غزة؟

– «حماس» قدمت كل التسهيلات لعمل حكومة الوفاق في غزة، ويجب أن يقوم عمل الحكومة على التعاون لا على المناكفات، وما حدث أن وزراء في حكومة الوفاق قاموا بإدارة وزاراتهم من الفنادق وهذا غير معقول، ونحن كنا نأمل من حكومة الوفاق أن تمارس عملها بشكل كامل، وأن تتم عملية التمكين تدريجياً وفق ما يتطلع له الوزراء، بشكل ينسجم مع المتطلبات الوطنية، وبالمناسبة نحن في «حماس» مستعدون للتعاون مع حكومة الوفاق على قاعدة الشراكة السياسية.

وللعلم، فإن “حماس” تخلت عن اللجنة الإدارية كما طلب الرئيس عباس، ويفترض ألا يكون هناك أي خلافات، ولكن كل المحاولات المتعلقة بإشعار المواطن بجدية المصالحة لم تنجح من خلال المماطلة التي مارستها حكومة الوفاق في إدارة الأوضاع بقطاع غزة، لذلك يبدو أن هناك جهات وأطرافاً لا تريد المصالحة، وقد ترجم ذلك عملياً من خلال الواقع العملي لممارسات حكومة الحمد الله على أرض الواقع، التي لم تُجر أي إعادة هيكلة للأوضاع في غزة.

* «صفقة القرن» على الأبواب، والإدارة الأمريكية يبدو أنها ماضية قدماً في مخططها بتصفية القضية الفلسطينية من خلال هذه الصفقة، ما رأيك؟

– هذه الصفقة لن تحقق الحقوق الفلسطينية، هي صفقة العار، تهدف لطمس الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والإدارة الأمريكية أعلنت القدس عاصمة لكيان الاحتلال ونقل السفارة إليها، وكذلك تقليص المساعدات المقدمة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وهناك مشاريع قوانين صادق عليها «الكنيست الإسرائيلي» بفرض السيادة على الضفة المحتلة، وضم المستوطنات «الإسرائيلية» لهذه السيادة، وهذا معناه أن أكثر من 60% من أرض الضفة المحتلة ستضم للكيان الصهيوني، وهذا للأسف يتم بمباركة أمريكية، وهذا يعد تعدياً على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والاحتلال وواشنطن يستغلون الحالة العربية لتمرير مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية.

* يحمل «يوم الأرض» الخالد رمزية خاصة عند الفلسطينيين، ولكن هذا العام الشعب الفلسطيني مصمم على الاستمرار في مسيرات العودة من يوم الأرض حتى ذكرى النكبة السبعين، ما دلالات ذلك؟

– «يوم الأرض» يمثل رمزية بالنسبة للفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم، هو يؤكد أن حق العودة لن يسقط، وأن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله من أجل هذا الحق، وأن كل المحاولات التي تستهدف تصفية قضية اللاجئين لن تنجح في تصفية حق العودة للاجئين الفلسطينيين باعتباره حقاً مقدساً، وهذا العام مسيرات العودة سترسل رسالة قوية للعالم بأنه بعد 70 عاماً من النكبة؛ فإن هناك شعباً متمسكاً بحقوقه المشروعة في تقرير المصير، وهو شعب ما زال تحت الاحتلال، ورسالتنا للجميع بأن «إسرائيل» دولة عدوان، ومن يهرول للتطبيع مع «إسرائيل» وفتح علاقات معها، وعلى العالم العربي والإسلامي أن يتذكروا على الدوام أن هناك مقدسات لاتزال تنتهك حرمتها دولة الاحتلال التي سلبت الأرض والمقدسات الإسلامية.

* صف لنا الأوضاع الإنسانية بغزة في ظل التحذيرات الداخلية والخارجية من انفجار وشيك بسبب الحصار «الإسرائيلي»؟

– الأوضاع في غزة هي كارثية، ولا تبشر بالخير، ومطلوب التحرك العاجل وتدارك الوضع قبل أن تغرق السفينة، والأوضاع الصعبة أفرزها الحصار «الإسرائيلي» والانقسام الداخلي الفلسطيني المرير، كل فلسطيني في غزة يواجه أزمة على كافة الأصعدة سواء ما يتعلق بالسفر أو في حياته اليومية من عمل وبطالة وغيرها من مشكلات غزة المتفاقمة، إغلاق معابر القطاع حرم غزة من الوفود التضامنية، وغزة تمثل قلعة حصينة للمشروع الوطني، وكأن ما يحدث فيها يهدف إلى تركيعها، وأن تكون ضعيفة وتستسلم وترفع الرايات.

* هل لك من رسالة لدولة الكويت الشقيقة التي تعد من أكثر الدول العربية دعماً للقضية الفلسطينية؟

– القيادة والشعب الكويتي هم أصحاب نصرة ونخوة، ودائماً نجدهم في طلائع الداعمين للشعب الفلسطيني، وهم أكثر الشعوب صداقة للشعب الفلسطيني، ورسالتنا لهم أن يستمروا على العهد في دعم قضيتهم قضية فلسطين، وأن يساندونا في مناهضة «صفقة القرن»، ومواصلة عملها في إعادة إعمار قطاع غزة، ونتطلع لوساطة كويتية في ملف المصالحة الفلسطينية بحكم العلاقات الوثيقة التي تربطها بكل أطياف العمل السياسي الفلسطيني خاصة حركتي «فتح» و»حماس»، فهم لهم مواقف مشهودة في دعم القضية الفلسطينية، وبالمناسبة كل الكتَّاب والمثقفين في الكويت انبرت أقلامهم في الدفاع عن القضية الفلسطينية بالإضافة إلى الجهد الرسمي من القيادة الكويتية.

Exit mobile version