محلل أمريكي عن وعيد ترمب بالانتقام من بشار: وقت التدخل في سوريا «فات»

«مضى وقت التدخل في سوريا».. بتلك العبارة علق المحلل في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية الأمريكي «إيميل حكيم»، على العملية العسكرية التي تعهدت الولايات المتحدة الأمريكية بإطلاقها في سورية انتقاماً من الهجوم الكيماوي الذي شنته قوات الرئيس السوري بشار الأسد على مدينة دوما بالغوطة الشرقية.

وجاءت تصريحات حكيم في سياق تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية بعنوان «التوترات الإقليمية تتزايد في سورية مع تهديد ترمب بشن هجوم» الذي سلطت فيه الضوء على تداعيات الهجوم الذي نفذته القوات الموالية للأسد بالأسلحة الكيماوية في دوما، والذي تسبب في مقتل قرابة 70 شخصاً من بينهم نساء وأطفال، ما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى إطلاق تهديدات بشن عمل عسكري وشيك ضد قوات الأسد.

وحمل ترمب نظيره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإيران مسؤولية استخدام أسلحة كيماوية من قبل النظام السوري في دوما، لدعمهما المتواصل للأسد في الحرب السورية.

وقال حكيم: إن الهجمات الأمريكية الوشيكة لن تغير المسار الذي تمضي فيه حكومة الأسد، بل إنها ربما تزيد الأمور سوء.

وأردف: قد يكون هناك هجوم ضيق ومرضي، لكن طالما لا توجد ثمة إستراتيجية أوسع للصراع السوري برمته، ربما تغذي تلك الضربة التصعيد دون تحقيق الأهداف المرجوة، وتابع: مضى وقت التدخل.

وأشار التقرير إلى أن تهديدات ترمب التي تجيء بالتزامن مع قصف إسرائيل لمطار التيفور العسكري بريف حمص، والذي تسبب في مقتل جنود عدد من الجنود الإيرانيين، يبرز المخاطر التي قد تنتج عن أن الحرب السورية ربما تشهد تصعيداً خطيراً خارج عن السيطرة.

وأوضح التقرير أن سورية وروسيا اتهمتا “إسرائيل” بإطلاق هجوم على قاعدة سورية يتمركز فيها جنود إيرانيون، مشيراً إلى أن سورية أضحت، وبأكثر من أي وقت مضى، تواجه مخاطر أن تصبح ساحة تصفية حسابات بين القوى العالمية.

وأوضح التقرير أنه وبرغم تحذير ترمب بأن الأسد سيدفع “ثمناً باهظاً” لاستخدامه الأسلحة الكيمائية المحرمة دولياً ضد شعبه، يتشكك المحللون فيما إذا كانت الهجمات الأمريكية المرتقبة ستؤثر على مسار الأحداث الجارية على الأرض في سورية، وستنهي الانتصار الظاهري للحكومة السورية على المعارضة المسلحة.

وبدأت المعارضة السورية، وتحديدا مقاتلي “جيش الإسلام” أمس الإثنين في الخروج من دوما التي شهدت الهجوم الكيماوي، بعدما وافقت على اتفاقية الاستسلام التي ستعيد السيطرة لقوات الأسد على المنطقة وذلك للمرة الأولى في 6 سنوات.

وقتل حوالي 70 شخصاً على الأقل إثر ما يشتبه في أنه هجوم كيماوي على مدينة دوما السورية، التي تعتبر آخر معاقل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية.

لكن المركز الإعلامي للغوطة، الموالي للمعارضة السورية، إن حوالي 75 شخصا “قُتلوا جراء الاختناق”، بينما يعاني حوالي ألف آخرون من الهجوم المزعوم.

وأرجع المركز الاختناق إلى إلقاء طيران النظام السوري برميلا حارقا، يحتوي على غاز السارين السام.

وبمجرد ظهور اتهامات الهجوم الكيماوي، نفت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” مسؤولية النظام عن الهجوم، مشددة على أنه ادعاءات من قِبل “جيش الإسلام” المنتمي إلى المعارضة السورية المسلحة والتي تسيطر على دوما بحسب مصر العربية.

Exit mobile version