تطهير حقول الألغام لبناء مساكن لمليون مستوطن في الضفة

تنتشر حقول الألغام القديمة في المنطقة الشرقية لمحافظة قلقيلية شمال الضفة الغربية بالقرب من قرى الفندق وجينصافوط وحجة والمنطقة المعروفة بمنطقة قصر زوهر الاستيطاني، ويقوم خبراء الألغام بتطهيرها من الألغام لإقامة وحدات استيطانية فيها لتنضم إلى الكتلة الاستيطانية في المنطقة التي تضم مجموعة مستوطنات كبيرة، منها قرنية شمرون وجينات شمرون وعمانويل والمنطقة الصناعية إضافة إلى مستوطنات أخرى تربط بهذه الكتلة.

قبل يومين سمع صوت انفجار كبير في المنطقة هز القرى الفلسطينية المحيطة، وتبين لاحقاً أنه عملية تطهير نهائية للمنطقة من قبل خبراء الألغام، مصادر “إسرائيلية” أشارت إلى أن هيئة إزالة الألغام الأرضية أطلقت عملية تطهير حقل ألغام بالقرب من مستوطنة كارني شومرون شرق قلقيلية وسمع دوي انفجار قوي نتيجة لذلك، وجاء تفجير الألغام تمهيداً لإخلاء المنطقة وتجهيزها لبناء مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة.

وأضافت المصادر “الإسرائيلية” أن نائب وزير جيش الاحتلال قال: “قمنا بإعداد الأرض لبناء مساكن لمليون مستوطن في الضفة”.

أهالي القرى المحيطة أشاروا في حديث مع “المجتمع” إلى انتقال الاستيطان إلى الجهة الأخرى من الطريق الواصل بين قلقيلية ونابلس وهي منطقة خالية من المستوطنات.

المواطن حسن باقة قال: هذه المنطقة التي تقع إلى الناحية الشمالية من شارع نابلس حتى تصل أراضي محافظة طولكرم خالية من المستوطنات، وتطهير حقل الألغام يعني أننا مقبلون على استيطان في هذه المنطقة ليكون الاستيطان على طرفي الطريق الواصل بين قلقيلية ونابلس.

بدوره، قال المزارع المسن عبدالعزيز عمر: منذ فترة وخبراء الألغام يقومون بإزالة الألغام، وكان هذا من قبيل توفير الأمان للمواطنين، واتضح الهدف لاحقاً أن الاستيطان سيكون في المنطقة بشكل مكثف من قبل حكومة الاحتلال، وما جرى من أصوات انفجارات قوية يدلل على قرب انتهاء عملية التنقيب عن الألغام التي تعود إلى العهد الأردني ومن خلال الحديث مع بعض خبراء الألغام وهم من عرب الداخل من منطقة الناصرة أخبرونا أن الهدف من إزالة الألغام بناء مستوطنات ومرافق استيطانية متنوعة.

وعلق الناشط محمد زيد: إزالة الألغام في هذا الوقت له هدف إستراتيجي، فعلى ما يبدو أن حكومة الاحتلال حصلت على الخرائط القديمة وتقوم بتنفيذ عملية تطهير واسعة، فالمنطقة إستراتيجية وكان فيها معسكرات للجيش الأردني وهي تشرف على الساحل الفلسطيني وهي قريبة من أكبر الكتل الاستيطانية في شمال الضفة الغربية، لذا فالتطهير يؤسس إلى مرحلة جديدة في المنطقة، وسيكون لها أبعاد خطيرة، فالمنطقة التي ستزرع فيها الوحدات الاستيطانية ستحاصر عدة تجمعات فلسطينية، إضافة إلى تعزيز الكتلة الاستيطانية الموجودة، وقطع أي تواصل للتجمعات الفلسطينية، فهذه الوحدات ستكون بمثابة الحبل الذي يخنق المنطقة بين نابلس وطولكرم وقلقيلية، والسيطرة عليها بشكل كامل جداً ومصادرة مقدراتها.

Exit mobile version