متحدث الرئاسة التركية: “غصن الزيتون” مستمرة حتى تطهير كامل المنطقة من الإرهابيين

قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن إن “عملية غصن الزيتون ستستمر حتى تطهير كامل المنطقة من الإرهابيين، بما في ذلك مدينة تل رفعت (شمالي حلب)”.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، تطرق خلاله إلى عملية “غصن الزيتون”، والقمة الثلاثية التي استضافتها بلاده أمس، وشراء تركيا منظومة “أس-400” الروسية، والعلاقات الثنائية بين أنقرة وموسكو.

وأضاف قالن “وجودنا في عفرين سيستمر إلى أن يستتب الأمن في المناطق الحدودية وداخل المدينة”.

وأشار إلى أن “روسيا تقول إنه لم يتبق تقريبًا عناصر لتنظيم “ي ب ك” و”ب ي د” الارهابيين في تل رفعت، سنتأكد من ذلك عبر مصادرنا الخاصة”.

وبخصوص مساعدات بلاده لسوريا، بيّن قالن أن بلاده أوصلت مساعدات بقيمة 630 مليون دولار إلى عموم سوريا عبر الهلال الأحمر التركي.

وشدد على أن “الرئيس أردوغان اقترح أمس في القمة الثلاثية (التركية الروسية الإيرانية حول سوريا)، إنشاء مشاف ميدانية في مناطق محددة بحاجة إليها.. وتتواصل أعمالنا بهذا الخصوص”.

وأعرب المتحدث باسم الرئاسة، عن استعداد بلاده للتعاون مع كل الأطراف، بغية تلبية الاحتياجات الطبية، بالإضافة إلى إيصال المساعدات الإنسانية في سوريا.

وعلّق على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 بخصوص سوريا، بالقول “يتواصل عزمنا على صعيد تحقيق المرحلة الانتقالية السياسية، وصياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات مستقلة وشفافة وعادلة، في إطار القرار”.

وينص القرار 2254 على وقف إطلاق النار بسوريا والتوصّل لتسوية سياسية للأزمة في البلاد.

وأطلقت القوات المسلحة عملية “غصن الزيتون”، في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، بالتعاون مع “الجيش السوري الحر”، لتحرير المنطقة من إرهابيي تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا”، و”داعش”.

وفي 18 مارس/ آذار الماضي، أعلن الجيش التركي السيطرة على كامل قرى وبلدات منطقة عفرين.

وبخصوص شراء أنقرة منظومة “أس-400” الروسية، أضاف قالن: “العملية تسير بسرعة، حيث جرى الانتهاء من الأعمال المتعلقة بتسليم المنظومة إلى تركيا في يوليو/تموز 2019”.

ووصف شراء المنظومة بالخطوة التاريخية من ناحية تلبية أنقرة احتياجاتها الدفاعية.

وتطرق إلى الاعتراضات الواردة من أوروبا وأمريكا من وقت لآخر على شراء المنظومة، قائلًا: “هذه الاعتراضات ليس لها أساس من الناحية التقنية والعسكرية. الغرض من شراء المنظومة هو تلبية الاحتياجات الدفاعية وهذا لا يشكل تهديدًا لأي دولة أخرى”.

وأوضح أن العلاقات التركية الروسية اكتسبت زخماً كبيراً في السنوات الأخيرة. مبينا أنها شهدت نقطة تحول في المجالات الاقتصادية والتجارية والطاقة عبر وضع حجر الأساس لمشروع محطة “أق قويو” النووية بولاية مرسين جنوبي البلاد، بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أول أمس الثلاثاء.

ولفت إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين 22 مليار دولار، وأن الدولتين تهدفان لرفع حجم التجارة بينهما إلى 100 مليار دولار.

وتابع: “تماشيًا مع هذا الهدف، نحاول تطوير العلاقات في مجموعة واسعة من المجالات، من إلغاء التأشيرات إلى النقل، ومن تجارة الخضروات والفاكهة إلى السياحة”.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2010، وقّعت تركيا وروسيا اتفاقًا للتعاون حول إنشاء وتشغيل محطة “أق قويو” للطاقة النووية في ولاية مرسين جنوبي تركيا.

وتبلغ تكلفة المشروع الضخم حوالي 20 مليار دولار، وسيسهم في تعزيز أمن الطاقة في تركيا، وإيجاد فرص عمل جديدة.

و”أق قويو” هي أول محطة نووية بدأت تركيا إنشاءها في مرسين على البحر المتوسط، وتقوم شركة “روس آتوم” الروسية للطاقة النووية ببنائها.

وبشأن زيارة الرئيس الإيراني لتركيا خلال اليومين الماضيين والعلاقات التركية الإيرانية، لفت قالن إلى أنه جرى بحث العلاقات على نطاق واسع.

وأوضح أن الزعيمان(التركي رجب طيب اردوغان ونظيره الايراني حسن روحاني) تناولا مسائل تطوير العلاقات، وضمان أمن الحدود، والتصدي للهجرة غير الشرعية، ومكافحة الإرهاب، والتعامل بالعملات الوطنية، والتعاون في مجال الطاقة.

وحول القمة الثلاثية(تركيا، روسيا، إيران) حول سوريا التي استضافتها أنقرة أمس، قال قالن: “عند النظر إلى البيان الختامي والتقييمات التي جرت خلال القمة، فإنه جرى التأكيد على اتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء الحرب بسوريا الذي يمثل الهدف الأساسي، وحماية وحدة ترابها”.

وأشار إلى مسألة تطهير الأراضي السورية من كافة العناصر الإرهابية بما فيها “داعش” و”القاعدة” و”جبهة النصرة”، و”ب ي د/بي كا كا”، من إحدى النقاط التي تتطابق فيها وجهات نظر الدول الضامنة في مسار أستانة (تركيا روسيا وإيران).

وأعرب عن انتظارهم من الحلفاء الغربيين والأطراف الفاعلة الأخرى تقديم الدعم الكامل لتركيا في مكافحة تنظيم “ب ي د/ي ب ك”(الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية).

وأشار إلى محاربة “ب ي د/ي ب ك” ليست عائقا أمام مكافحة “داعش” الإرهابي.

ولفت إلى أن قوات بلاده أقامت 8 نقاط مراقبة بسوريا من أصل 12 نقطة في إطار اتفاق مناطق “خفض التوتر”، وقال: “هناك أربع نقاط متبقية، وتستمر التحضيرات الاستكشافية المتعلقة بإنشاء نقطة المراقبة التاسعة”.

وأضاف: “نفي بالمهمة التي تقع على عاتقنا بإدلب في إطار مباحثات أستانا، وسنواصل القيام بذلك. هدفنا الأساسي هو عدم تكرار الحوادث التي شهدتها الغوطة الشرقية في شمالي حمص وإدلب، بأي شكل من الأشكال”.

وشدد على وجوب زيادة الضغط على النظام السوري، وإيصال المساعدات الإنسانية بسرعة.

وتابع: “ننتظر من روسيا وإيران الضغط على النظام السوري بغية إيقاف خروقاته لوقف إطلاق النار. لأن النظام يشكل أكبر عائق أمام تنفيذ وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات. ناقشنا هذه المسألة خلال القمة الثلاثية بشكل موسع”.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2017 أعلن الجيش التركي أنه بدأ بإقامة نقاط مراقبة بإدلب في إطار اتفاق أبرم في سبتمبر/أيلول من نفس العام مع روسيا وإيران في أستانة عاصمة كازاخستان.

Exit mobile version