هآرتس: حماس اكتشفت سلاحا أكثر فاعلية من الصواريخ والأنفاق

” إنس الصواريخ والأنفاق – حماس وجدت طريقة أكثر فاعلية لإرباك الجيش الإسرائيلي” ..

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تحليلا حول “مسيرة العودة الكبرى” الفلسطينية التي انطلقت من قطاع غزة باتجاه حدود دولة الاحتلال يوم الجمعة.

وقال الكاتب الإسرائيلي “عاموس هاريل” في التحليل الذي نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني :” هذه تظاهرة لم تكن هادئة، عشرات الآلاف من سكان غزة تجمعوا في المنطقة المحاذية للحدود مع إسرائيل بعد ظهر يوم الجمعة، بضعة آلاف فقط هم من اقترب من السياج نفسه. تم إلقاء قنابل حارقة، وقنابل على جانب الطريق، وحُرقت الإطارات، وكانت هناك محاولات قليلة لقطع الجدار وعبور الحدود إلى إسرائيل”.

ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن جيش الاحتلال “رد بيد من حديد، ما أسفر عن مقتل 15 متظاهرا معظمهم أُطلق عليه الرصاص من قبل قناصة الجيش، وفي العديد من الحالات ربما يكون ذلك بعد دخولهم المنطقة الأمنية التي تفرضها إسرائيل بعرض 300 مترا في الجانب الغزاوي من السياج.

كما أصيب مئات المتظاهرين بعضهم بإطلاق النار والآخر باستنشاق الغاز، وتشير الأرقام إلى إطلاق النار الحي الواسع والاستثنائي من قبل الجيش الإسرائيلي.

ووصف الكاتب يوم الجمعة بأنه كان أسوأ يوم للعنف في قطاع غزة منذ نهاية عملية “الجرف الصامد” في صيف 2014.

وأضاف متسائلا:” ماذا بعد؟ يبدو أن حماس التي شارك نشطاؤها في التظاهرات وحثوا المشاركين على الاشتباك مع الجيش قرب السياج وجدوا طريقة أكثر فاعلية للاشتباك مع الجيش الإسرائيلي، من إطلاق الصواريخ وتنفيذ الهجمات عبر الأنفاق”.

ورأى الكاتب أن الصواريخ والهجمات داخل إسرائيل تحمل مخاطرة تقود إلى حرب ربما حماس لا تريدها، لافتا في الوقت ذاته إلى أن القبة الحديدية تقدم حماية معقولة ضد الصواريخ.

وأشار عاموس هاريل إلى أن إسرائيل تبني حاجزا ذو تقنية فائقة على امتداد الحدود لاكتشاف ومنع بناء الأنفاق تمتد من غزة إلى داخل إسرائيل.

ودلل على رؤيته بعدم إطلاق صاروخ واحد على إسرائيل من القطاع، حتى تاريخ نشر التحليل على الرغم من الرقم الكبير في الخسائر الفلسطينية.

واعتبر الكاتب الإسرائيلي أن أحداث الجمعة أعادت قطاع غزة للاهتمام الدولي إلى حد ما، بعد أشهر من عدم الاكتراث بمحنتها، مشيرا إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس دعا لإجراء تحقيق مستقل في صدامات غزة.

وكانت القوات الإسرائيلية قد فتحت النار بالقرب من حدود قطاع غزة الجمعة بعد أن تدفق آلاف الفلسطينيين إلى الحدود مع دولة الاحتلال في اليوم الاول من حراك معلن يستمر ستة أسابيع، أطلق عليه اسم “مسيرة العودة الكبرى”.

ويهدف الاحتجاج إلى إعلان تمسك الفلسطينيين بحق العودة إلى بلداتهم وقراهم التي نزحوا عنها أو أجبروا على تركها عام 1948. وأقام الفلسطينيون خمسة مخيمات بالقرب من الحدود، من بيت حانون شمالا إلى رفح بالقرب من الحدود مع مصر. وقد ضاعف الجيش الإسرائيلي وجوده على الحدود.

ووصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية التجمع بأنه “محاولة متعمدة لخلق سبب للمواجهة مع إسرائيل” وحملت حماس والمنظمات الفلسطينية المشاركة في المبادرة المسؤولية.

وقصف الجيش الإسرائيلي الجمعة ثلاثة مواقع لحركة حماس، مؤكدا القيام بذلك رداً على محاولة فلسطينيين كانوا يتظاهرون على الحدود مع إسرائيل، مهاجمة جنوده. وأكد الجيش شن غارات جوية وقصفاً مدفعياً إثر المواجهات، التي اندلعت بين آلاف المتظاهرين والجنود الإسرائيليين على الحدود مع غزة.

ونقلت وكالة “رويترز” عن دبلوماسيين أن مجلس الأمن الدولي سيجتمع بشأن غزة الجمعة بطلب من الكويت.

ومن جانبها اتهمت تركيا إسرائيل باستخدام “غير متكافئ” للقوة ضد الفلسطينيين، وعبرت وزارة الخارجية التركية في بيان لها الجمعة عن “قلقها” جراء أعداد الضحايا. وقالت “من الضروري أن تكف إسرائيل عن استخدام القوة الذي من شأنه رفع التوترات في المنطقة”.

وفي القاهرة أصدر الأزهر بياناً طالب فيه المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية “بدعم الشعب الفلسطيني في صموده وكفاحه الوطني” وحث الأزهر مجلس الأمن الدولي على الاضطلاع بمسؤولياته في وقف الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني، حسب البيان.

وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان اليوم الجمعة على “دعم مصر الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها حقه في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة”. ودعا البيان إلى تفعيل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، مشيرا إلي أن “إحياء يوم الأرض يذكر الجميع بضرورة العمل الجاد والسريع من أجل التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية”.

Exit mobile version