شكلت مسيرات العودة الكبرى في قطاع غزة مثالاً يحتذى به لمقاومة الاستيطان في الضفة، ومنع تمدد المستوطنات من خلال التواجد البشري السلمي على الأرض.
“المجتمع” التقت العديد من الفلسطينيين الذين عبروا عن سعادتهم لما جرى في غزة من حشد شعبي منقطع النظير والاستجابة الشعبية لمسيرات العودة الكبرى.
ارتدادات إيجابية
الناشط في مقاومة الاستيطان الباحث خالد معالي من سلفيت قال: فكرت غزة وخططت، وحركت المياه الراكدة، وانطلقت من طور استقبال الحدث وتلقي الضربات، إلى صنع الأحداث والتحكم في مساراتها، ونجحت بامتياز في يومها الأول من “مسيرة العودة الكبرى”، حيث أجبرت رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال “الإسرائيلي”، غابي أيزنكوت، ومعه آلاف الجنود الحضور صاغراً على محيط غزة، ليرتكب جريمة حرب بقنص 15 شاباً مدنيين، كانت كل جريمتهم أنهم شاركوا بمسيرة العودة الكبرى لوطنهم في الـ48.
وأضاف: مسيرات العودة سيكون لها ارتدادات إيجابية في الضفة الغربية التي تعاني من الاستيطان ومشاريعه التهويدية التي طالت كل شيء على الأرض ولم يعد للفلسطيني أي أمل في وطن حر مستقل.
أما الإعلامي د. أمين أبو وردة من نابلس، المختص بالإعلام الإلكتروني، قال: مسيرات العودة في غزة لها صورة إيجابية على النضال الفلسطيني الشعبي في مقاومة سلمية لها قيمتها على أرض الواقع، فكما قال أحد الكتَّاب: المسيرات لم تصب أي جندي بأذى إلا أنها أصابت دولة الاحتلال في المقتل، فهناك صوت مرتفع خرج يدعو إلى حق العودة، فكل لاجئ في الضفة الغربية وأنا منهم رأى في مسيرات العودة قوة في الطرح والأداء، وانتزاع حق يحاول الاحتلال ومن يؤيده العمل عل إلغائه، فحق العودة جاء من جديد بعد 70 عاماً بثوب المسيرات المطالبة بالعودة إلى القرى المهجرة، ولا أحد يقلل من قيمة هذه المسيرات باعتبار أن المقاومة السلمية عملية تراكمية تحصد النقاط يوماً بعد يوم وليس بالضربة القاضية كما يظن البعض، فدولة الاحتلال خطط لها قادة الحركة الصهيونية منذ مؤتمر بازل عام 1897م وأقيمت الدولة بعد خمسين عاماً عام 1948.
الحاضنة الوطنية
أما اللاجئ المسن نبيل ولويل (75 عاماً) من قلقيلية وعضو مجلس بلدي سابق يقول: مسيرات العودة الكبرى تعني أن الأجيال كان لها كلمتها في رفض اللجوء والإصرار على أن العودة حق لا يمكن التنازل عنه، فهو حق ثابت لا يسقط بالتقادم مهما كانت الضغوط التي يمارسها الاحتلال، فالتهويد فشل والحلول البديلة فشلت.
أما النائب التشريعي فتحي القرعاوي قال: مسيرات غزة تثبت للقاصي والداني أن “صفقة القرن” لن تمر، وأن الشعب الفلسطيني سيفشل كل مؤامرة ضده، فبعد 70 عاماً من النكبة يعود حق العودة إلى الواجهة بقوة ضد الجدولة العبرية، وضد أقوى دولة في العالم وهي أمريكا، فالشعب الفلسطيني له قدرة على العطاء في كل مراحل مقاومته، ويستطيع أن يدمر الاستيطان لو كانت هناك إرادة سياسية تشبه الإرادة السياسية في غزة، فالحاضنة الوطنية هي التي تصنع النجاحات والإبداع.