مسؤول أممي: ثلثا الجياع بالعالم يعيشون في مناطق النزاعات

كشف مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك عن أن ثلثي الجياع في العالم يعيشون في البلدان التي تعاني من النزاعات، فيما يعاني حوالي 500 مليون شخص من سوء التغذية.

جاء ذلك في كلمة للمسؤول الأممي عبر دائرة تلفزيونية خلال جلسة مجلس الأمن التي تناولت العلاقة بين الصراع والجوع ودور الأطراف المتنازعة في دفع عجلة انعدام الأمن الغذائي في عدد من النزاعات القائمة.

وأشار لوكوك في هذا الصدد إلى الوضع الغذائي الصعب في ثلاث مناطق هي جنوب السودان واليمن وشمال شرق نيجيريا، لافتاً إلى أنها تواجه خطر حدوث المجاعة خلال الأشهر الستة المقبلة.

وتطرق أيضاً إلى الوضع في كل من إثيوبيا والصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية، قائلاً: يجب أن تبنى جهودنا على تجربة العام الماضي وأن نوسعها وندعمها في هذه البلدان بمزيد من التمويل وإمكانية الوصول الإنساني مع تواصل المشاركة في الجهود الإنسانية المنقذة للحياة المقرونة بالأنشطة التنموية طويلة الأمد.

ودعا إلى البناء على التجربة الواسعة في منظومة العمل الإنساني التي أصبحت خلال العقود الماضية أكثر فعالية وكفاءة وممولة بشكل أفضل.

وأضاف لوكوك أن القانون الإنساني الدولي مصمم للحماية من الجوع في الصراع المسلح، مؤكداً عدم وجود حلول إنسانية للصراعات لاسيما وأن السلام والحل السياسي يوقفان دائرة الصراع والجوع.

من جانبه، قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي: إن الغذاء يجب أن يستخدم كسلاح في إعادة الإعمار والسلام لا الحرب، حيث نجد أن ما يسمى “تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش) والجماعات الإرهابية يستخدمون الغذاء كسلاح للتجنيد والحرب والدمار، معرباً عن اعتقاده بأنه يتعين على مجلس الأمن والأمم المتحدة والمانحين حول العالم استخدام الغذاء كسلاح في إعادة الإعمار والسلام والتقريب بين الناس.

وأضاف أن مجلس الأمن أمامه فرصة أكبر من أي وقت مضى لعمل المزيد لإحداث التأثير المطلوب، مشيراً إلى أن العالم يشهد أسوأ الأزمات الإنسانية منذ إنشاء الأمم المتحدة.

ودعا بيزلي أعضاء مجلس الأمن إلى العمل معا لإنهاء الصراعات وضمان الوصول الإنساني للمحتاجين إلى المساعدات والدعم التنموي، قائلاً: إلى أن نتمكن من فعل ذلك فلن نستطيع حل أزمة الجوع لأنه مرتبط بشكل مباشر بالصراعات التي ترتبط بدورها مباشرة بالجوع.

وتقوم أطراف الصراع بذلك الدور عن طريق تقييد وصول المساعدات الإنسانية أو الهجوم المباشر على مصادر الإنتاج والبنية التحتية لتوصيل الغذاء كالأراضي الزراعية والماشية والطرق فيما تؤثر الحرب أيضاً على الاقتصادات مما يؤثر على الأمن الغذائي حيث يتجلى ذلك في ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وعرضت خلال الجلسة “ورقة مفاهيمية” قدمت إلى مجلس الأمن عددا من الأسئلة للنظر في التدخلات التي يجب أن تطبق وتشمل هذه الطرق كيفية ضمان مجلس الأمن للامتثال للقانون الإنساني الدولي من أجل كسر حلقة الجوع والصراع وتحسين الوصول إلى المحتاجين ومنع التجويع كأسلوب للحرب.

وترأست الجلسة وزيرة التجارة الخارجية والتنمية والتعاون في هولندا سيغريد كاخ التي تترأس بلادها مجلس الأمن خلال هذا الشهر.

Exit mobile version