الفلسطينيون: دلال المغربي أثبتت أن البندقية هي الطريق لتحرير فلسطين (بالفيديو)

في الذكرى الأربعين لاستشهادها، لا تزال الشهيدة دلال المغربي عروس فلسطين تمثل أيقونة في المقاومة والصمود في وجه الاحتلال “الإسرائيلي” الغاشم، الذي على الرغم من مرور أربعين عاماً على استشهادها، فإنه ما زال يحتجز جثمانها هي ومئات الشهداء الفلسطينيين في “مقابر الأرقام”، في دلالة واضحة على الضربة الموجعة التي وجهتها الشهيدة دلال المغربي، هي والمجموعة المقاومة التي نفذت عملية فدائية بطولية أطلق عليها “عملية الساحل الفلسطيني”.

في الحادي عشر من مارس 1978، قادت الشابة دلال المغربي مجموعة من الفدائيين الفلسطينيين، وتوجهت بزورق صغير إلى الساحل الفلسطيني لتنفيذ عملية استشهادية في قلب فلسطين العربية المحتلة، التي لطالما حلمت بالعودة إليها، وتنسم عبيرها، وتمكنت بعد وصولها لشواطئ شمال فلسطين المحتلة من احتجاز باص “إسرائيلي”، فاستقلته واشتبكت هي ومجموعتها المكونة من 12 فدائياً مع جنود كيان الاحتلال لعدة ساعات، مما أسفر وفق اعتراف الاحتلال عن مقتل أكثر من 37 جندياً وجرح العشرات، في عملية تعد من أكثر العمليات نجاحاً في تاريخ الثورة الفلسطينية.

ويقول النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني د. فيصل أبو شهلا لـ”المجتمع”: إن دلال المغربي تمثل نموذجاً في مقاومة الاحتلال، كيف لا وهي من قادت عملية الساحل التي أوجعت الاحتلال، وأسقطت مقولة الاحتلال بأن الكبار يموتون والصغار ينسون، وأن الشعب الفلسطيني مستمر في مقاومته لهذا المحتل حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

وأكد أبو شهلا أن دلال المغربي آمنت بالحق الفلسطيني، والذي من أجل هذا الحق قدمت روحها فداء لفلسطين وقضيتها العادلة، وجاءت من مخيم للاجئين في لبنان، من أجل الدفاع عن فلسطين المغتصبة، وهي جذورها من مدينة يافا الفلسطينية التي احتلت على يد العصابات الصهيونية عام 1948.

وأشار أبو شهلا أن الاحتلال يخاف من الفلسطيني، ويخاف من الأطفال ومنهم الطفلة عهد التميمي المحتجزة في سجون الاحتلال حتى الآن، وهو يخاف من كل الثورة والمقاومة الفلسطينية والتي لن تخبو حتى تحرير كامل تراب فلسطين.

وتعد عملية الساحل التي نفذتها دلال المغربي، أقوى رابط تم في تلك الحقبة يربط الفلسطيني الذي يعيش في مخيمات الشتات بوطنهم الأم، وأن الحق الفلسطيني لن ولم يسقط على مر الزمن، وأن تجربة اللجوء لم تنجح في إسقاط حب الوطن والأرض، أو أن تحول القضية الفلسطينية لقضية إنسانية تندثر بالتقادم.

وأكد أبو شهلا أن العهد والثوابت الوطنية الفلسطينية باقية، ولا زال الشعب الفلسطيني وكل قواه تتمسك بهذه الثوابت، وأن روح الشهيدة دلال المغربي وغيرها من آلاف الشهداء الذين سقطوا من أجل الدفاع عن فلسطين ستبقى شعلة نستلهم منها الاستمرار في طريق الدفاع عن فلسطين والخلاص من الاحتلال.

وشدد أبو شهلا أن كل محاولات واشنطن بشطب القضية الفلسطينية من خلال ما يطلق عليه صفقة القرن، لن تنجح في تصفية القضية الفلسطينية لأن الشعب الفلسطيني متمسك بحقوقه، وتلك الحقوق قدمت دلال المغربي روحها من أجلها.

وينظر الفلسطينيون إلى الشهيدة دلال المغربي، على أنها رمز من رموز الثورة والمقاومة الفلسطينية، ويكرمونها سنوياً بإحياء ذكرى استشهادها من خلال فعاليات وطنية، تؤكد المضي على طريق دلال المغربي في حمل البندقية ومقاومة الاحتلال، وأطلقوا اسمها على العديد من المؤسسات والميادين العامة، مما أثار غضب كيان الاحتلال، وقد حمل قبل عامين رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو صورة دلال المغربي وعرضها في الأمم المتحدة معترضاً على احتفال الشعب الفلسطيني بذكرى استشهادها باعتبارها حسب مزاعمه ” إرهابية “، إنما هي في ذاكرة الأجيال الفلسطينية عروس ثورة فلسطين المشتعلة وستبقى.

Exit mobile version