بعد الهجوم علي سكريبال.. المملكة المتحدة تهدر فرصة الوقوف في وجه روسيا

ألينا بولياكوفا (*)

أعلنت المملكة المتحدة اليوم أنها ستطرد 23 دبلوماسيًا روسيًا وتقطع الاتصال الدبلوماسي الرفيع المستوى مع روسيا، رداً على محاولة اغتيال سيرجي سكريبال، عميل الاستخبارات الروسية السابق في لندن في الأسبوع الماضي.

وقد تسمم سكريبتال بغاز “نوفيتشوك”، وهو غاز أعصاب خطير معروف أنه تم إنتاجه في روسيا، وأصيبت ابنته أيضاً، وقد نُصح الأفراد القريبون من مكان الحادث بنحو 500 شخص، بتطهير أمتعتهم.

ما أهمية هذا الأمر؟ هذا الهجوم هو الأحدث في سلسلة من الاغتيالات المرتبطة بروسيا على الأراضي البريطانية، التي تشمل التسميم بالبولونيوم في عام 2006 لألكسندر ليتفينينكو، وهو ضابط سابق في المخابرات الروسية، و14 مواطناً روسيًا آخر ماتوا في ظروف غامضة، مثل عضو الأوليجارشية بوريس بيريزوفسكي. ومع ذلك، تبرز قضية سكريبال على أنها فاضحة وتصاعدية بشكل خاص.

ووفقاً لتقييم الحكومة البريطانية، أطلق الروس سلاحاً كيماوياً على الأرض البريطانية (بخلاف البولونيوم، صُنع في شركة “”Novichok على وجه التحديد كسلاح حيوي)، وعلاوة على ذلك، فإن رد الكرملين على المهلة التي حددتها رئيسة الوزراء تيريزا ماي في ليلة الثلاثاء لتقديم توضيح يشمل الإنكار والتهديد النووي الخفي، وهو تذكير بالخطاب الذي ألقاه الرئيس بوتين لتخليد الحرب الذي يتباهى فيها بقدرات روسيا النووية الجديدة.

وبعد أن قامت روسيا بنسف الموعد النهائي، ذكرت تقارير أن ماي قد ناقشت مع مجلس الأمن القومي مجموعة واسعة من الإجراءات المضادة، تصاعدت من الطرد الدبلوماسي إلى العقوبات المفروضة على الشركات الروسية، ومصادرة بعض الأصول الروسية غير المشروعة في المملكة المتحدة، وفرض حظر على عمليات RT)  -روسيا اليوم – ذراع الدعاية الموبوءة) وتصعيد العمليات الإنترنتية الهجومية ضد الأهداف الروسية، وقد قدم قادة الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا الدعم لمثل هذه الردود في المملكة المتحدة.

خلاصة القول: في اختيارها لطرد الدبلوماسيين الروس، اتخذت المملكة المتحدة أضعف خيار، وهذا يضيع فرصة إظهار عزيمة موحدة عبر الأطلسي في مواجهة العدوان الروسي التصعيدي، لقد تعلم الكرملين درسًا آخر من المواجهة: أعمال التخويف.

 

 

(*) ألينا بولياكوفا هي زميلة ديفيد م. روبنشتاين للسياسة الخارجية في معهد بروكينجز.

Exit mobile version