قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أمس السبت: إن محادثاته المزمعة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون قد تنتهي دون التوصل لاتفاق أو تؤدي إلى أعظم اتفاق للعالم مما يزيل التوتر بشأن برنامج بيونج يانج النووي.
وقال ترمب في تجمع لحملة المرشح الجمهوري للكونجرس ريك ساكوني في غرب بنسلفانيا: “قد أغادر سريعاً” إذا لم يكن التقدم ممكناً، وأضاف أنه يعتقد أن كوريا الشمالية تريد صنع السلام وأنه يعتقد أن الوقت قد حان.
ولم يتضح بعد موعد ومكان المحادثات المزمعة رغم أن الاجتماع من المفترض أن يتم بحلول نهاية مايو.
وقال ترمب: من يعرف ما الذي سيحدث؟ وأضاف أن الاجتماع إن حدث ربما أغادر سريعاً أو ربما نجلس ونبرم أعظم اتفاق للعالم.
واتخذ ترمب القرار المفاجئ يوم الخميس بمقابلة كيم بعد دعوة الزعيم الكوري الشمالي التي قدمها وفد كوريا الجنوبية خلال زيارة للبيت الأبيض، وغيرت الخطوة فجأة سياسة أمريكية مستمرة منذ عقود تهدف إلى منع كوريا الشمالية من تطوير أسلحة نووية وصواريخ باليستية.
وفي وقت سابق في واشنطن، سعى ترمب لحشد التأييد الدولي للقمة المحتملة، قائلاً: إن كوريا الشمالية وافقت على عدم إجراء تجارب صاروخية إلى حين عقد الاجتماعات المقترحة.
وكتب ترمب على “تويتر” يقول: لم تجر كوريا الشمالية أي تجربة صاروخية منذ 28 نوفمبر 2017 وتعهدت بعدم القيام بذلك أثناء اجتماعاتنا، أعتقد أنهم سيلتزمون بتعهدهم.
وتتسق تصريحات ترمب مع ما ذكره مسؤول كوري جنوبي يوم الخميس بشأن المباحثات المحتملة، بيد أن ترمب لم يتحدث عن التجارب النووية في تغريدته.
ولم يتضح ما الاجتماعات التي أشار ترمب إليها أو توقيتها على وجه الدقة، وكان مسؤولون كوريون جنوبيون قالوا في الأسبوع الماضي: إن ترمب وافق على دعوة من كيم لعقد لقاء بحلول مايو.
ويواجه البيت الأبيض انتقادات على موافقته على إجراء محادثات، ورد على الانتقادات يوم الجمعة بالتحذير من أنه لن تعقد أي قمة إلا إذا اتخذت بيونج يانج “خطوات ملموسة” فيما يتعلق ببرنامجها النووي.
ووصف ترمب زعيمي الصين واليابان على “تويتر” يوم السبت بأنهما داعمان للحوار المحتمل على الرغم من أنه لم يفعل شيئاً يذكر لتبديد الارتباك بشأن موعد المحادثات أو أي شروط مسبقة ستكون مطلوبة.
وكتب ترمب على “تويتر” يقول: إن الرئيس الصيني شي جين بينغ أبلغني بأنه يقدر للولايات المتحدة عملها على حل المشكلة بالطرق الدبلوماسية بدلاً من اللجوء إلى البديل الذي ينذر بالسوء، الصين ما زالت متعاونة!
وغرد ترمب يوم السبت أيضاً قائلاً: تحدثت إلى رئيس وزراء اليابان آبي وهو متحمس جداً للمباحثات مع كوريا الشمالية.
وتقول الولايات المتحدة منذ فترة طويلة: إنها تريد أن تفضي أي محادثات إلى تخلي بيونج يانج عن برنامجها للأسلحة النووية وبرنامجها الصاروخي.
وانتعشت آمال حدوث انفراجة مع كوريا الشمالية، الخميس الماضي، عندما قال ترمب: إنه مستعد لعقد اجتماع مع كيم الذي وجه الدعوة لترمب إلى ما ستكون محادثات لم يسبق لها مثيل بين زعيمي البلدين.
وأثار كيم، وترمب التوتر حول العالم العام الماضي إذ دخلا في حرب كلامية بشأن محاولات كوريا الشمالية تطوير سلاح نووي قادر على ضرب الولايات المتحدة، وواصلت بيونج يانج برنامجها النووي في تحد لقرارات مجلس الأمن الدولي.
لكن التوترات تراجعت مع إقامة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الشهر الماضي في كوريا الجنوبية؛ مما مهد الطريق أمام ما ستكون أكبر مغامرة لترمب في مجال السياسة الخارجية منذ توليه المنصب في يناير من العام الماضي.
وقال رئيس مكتب الأمن القومي في كوريا الجنوبية تشونج يوي-يونج في واشنطن: إنه أطلع ترمب على نتائج لقاء مسؤولين من كوريا الجنوبية مع كيم الأسبوع الماضي، وقال: إن كيم تعهد بنزع السلاح النووي وتعليق التجارب النووية والصاروخية.
وأضاف: أبلغت الرئيس ترمب أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون قال في اجتماعنا: إنه ملتزم بنزع السلاح النووي، وتعهد كيم بأن يكف عن أي تجارب صاروخية أو نووية أخرى.
وقرار ترمب المفاجئ بلقاء كيم أذهل الناس حتى الأشخاص داخل إدارته.
وقال مسؤول كبير من وزارة الخارجية الأمريكية: من المتوقع أن تؤدي المحادثات إلى نقاش حول نتيجة أننا على استعداد للقيام بمفاوضات.
ويخشى مسؤولون وخبراء أمريكيون من أن تسعى كوريا الشمالية لكسب الوقت لتعزيز وتطوير ترسانتها النووية إذا ماطلت في المحادثات مع واشنطن.