أكد الحقوقي عارف ضراغمة الخبير بشؤون الاستيطان والانتهاكات “الإسرائيلية” في منطقة الأغوار أن التدريبات العسكرية “الإسرائيلية” في منطقة الأغوار واقتحام الدبابات العسكرية مضارب البدو انتهاك صريح لحياة المواطنين ويشكل جريمة إنسانية بحق مئات المواطنين الذين يعيشون في المنطقة.
وقال ضراغمة في اتصال مع “المجتمع”: في صباح اليوم الثامن من مارس اقتحمت دبابات عسكرية منطقة المالح والمناطق المجاورة مضارب البدو وأخذت الدبابات مساراً لها بالقرب من مضارب البدو ولم تكن المسافة الفاصلة بين الخيمة والدبابة سوى أمتار قليلة ما أشاع الخوف في نفوس النساء والأطفال والرعاة، فمشهد الدبابات كان مرعباً، والقذائف كانت أيضاً تضيف للمشهد رعباً إضافياً.
وأضاف: نحن في الأغوار أمام مشهد يشبه الحرب، فالقانون الدولي يجرم التدريبات العسكرية بين التجمعات السكنية، وهذا استهتار بحياة المواطنين، ومن المخاطر التي تنجم عن هذه التدريبات مشكلات نفسية وخوف ورعب يسكن النفوس، وامتناع الرعاة عن الخروج خوفاً من الإجراءات العسكرية القريبة من مضاربهم، فحياة المواطن في ظل هذه التدريبات تعتبر جحيماً وكابوساً لا يمكن التعايش معه
وتابع قائلاً: إما على صعيد الخسائر المادية، فهذه التدريبات حرق الأخضر واليابس، فضباط الجيش يتعمدون إتلاف المزروعات الخاصة بالمزارعين من خلال تكثيف مسار الدبابات في الأراضي المزروعة وتخريبها بشكل متعمد، وهذا يتسبب بخسارة كبيرة وضياع محصول بالكامل.
وأردف ضراغمة قائلاً: الاحتلال دمر عشرات التجمعات السكنية في الأغوار عند احتلال الضفة الغربية عام 1967م، واليوم يكمل هذا المشوار لتفريغ الأغوار من السكان وتحويلها إلى منطقة عسكرية وإفساح المجال للمستوطنين بالتوسع على حساب التجمعات البدوية التي تعيش حياة صعبة، وتأتي الإجراءات العسكرية لتكمل المشوار في ترحيل ما بقي من سكان.
وتساءل ضراغمة قائلاً: هل تقوم الدبابات العسكرية بإجراء تدريبات عسكرية داخل المستوطنات الموجودة في الأغوار والقريبة من التجمعات البدوية، فالاحتلال يعامل الفلسطيني بإجراءات عنصرية مقيتة بينما المستوطن الدخيل على هذه الأرض يعطي كل التسهيلات لحياة أفضل ودون معوقات.
وطالب الحقوقي ضراغمة بضرورة رفع شكوى ضد جيش الاحتلال إلى المنابر الدولية للتحقيق في هذا الملف الخطير الذي يستهدف النساء والأطفال وكبار السن والمزروعات والدواب، فهذا الملف له مخاطر على المواطنين ومخلفات جيش الاحتلال من هذه التدريبات وقد أصيب العديد منهم جراء انفجار بعضها بالأطفال والنساء والدواب، فلا حماية للمواطنين أثناء التدريبات وبعد الانتهاء منها ، فالخطر متواصل على مدار الأيام.
وختم ضراغمة قائلاً: بالرغم من هذه الإجراءات الخطيرة فإن هناك تصميماً وإرادة قوية بالبقاء في الأغوار وعدم الرحيل عنها بالرغم من عمليات الهدم المتواصلة، فحياة أهالي الأغوار صعبة في الأصل.