تقرير أممي: السجناء في إيران يتعرضون لـ«الاغتصاب الجنسي بشكل ممنهج»

أكد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن السجناء في إيران يتعرضون إلى الاغتصاب الجنسي وأنواع الاعتداءات الجنسية الأخرى والتعذيب بشكل ممنهج ومنها بتر أعضاء جسم السجناء.

وحسب وكالة «فرانس برس»، أدان مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في تقريره الجديد منع النظام الإيراني تلقي السجناء العلاج الطبي واستمراره في انتهاك حقوق الإنسان.

وأضاف أن السلطات الإيرانية لا تزال تعتمد انتزاع الاعترافات القسرية تحت التعذيب وبثها على القنوات التلفزيونية كسياسة ثابتة.

وأكد التقرير الأممي أن السجناء في إيران يتعرضون بشكل ممنهج وفق تنسيق مسبق من قبل سلطات السجون إلى أنواع الاعتداءات الجنسية والاغتصاب، فضلاً على أشكال عديدة للتعذيب ومنها بتر أعضاء جسم السجناء.

وطالب المجلس الأممي إيران بوضع حد للأوضاع المأساوية التي يمر بها السجناء، وأن تحيل أولئك الذين قاموا بتلك الاعتداءات والتعذيب، إلى القضاء ومحاكمتهم بهدف منع تكرار تلك الجرائم.

وكانت المحامية الباكستانية الشهيرة والمقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بشؤون حقوق الإنسان في إيران عاصمة جهانغير، قد صاغت التقرير الجديد عن إيران قبل أن يغيبها الموت الشهر الماضي.

وأعرب مجلس حقوق الإنسان عن بالغ قلقه إزاء الوفيات المشبوهة في السجون التي تدعي إيران أن هؤلاء السجناء انتحروا في زنزاناتهم، وطالب طهران بالسماح لإجراء تحقيق مستقل من لجنة أممية للكشف عن الأسباب الحقيقة لتلك الوفيات المشبوهة، وحقيقة ما يجري في السجون الإيرانية.

وأفادت وكالة “رويترز” للأنباء أن النظام الإيراني بذل قصارى جهده لمنع نشر هذا التقرير، لكن تلك المحاولات الإيرانية الحثيثة باءت بالفشل.

وأثار ضجة كبيرة وموجة من الاحتجاجات حضور وزير العدل الإيراني علي رضا آوائي (الذي كان ضمن مسؤولي مجزرة إعدام أكثر من 38 ألف سجين غالبيتهم من أعضاء منظمة مجاهدي خلق دون محاكمة في عام 1988) في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة لإدلاء بموقف بلاده عن التقرير الأممي الجديد ضد إيران.

وكان الاتحاد الأوروبي قد صنّف منذ أكتوبر 2011 آوائي على لائحة سوداء تضم 29 مسؤولاً إيرانياً آخر، وفرض عليهم عقوبات بسبب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ولمشاركته المباشرة في التعذيب وإبادة السجناء السياسيين.

ولا تقتصر ممارسة إيران الأساليب غير الإنسانية بحق السجناء على المواطنين الإيرانيين، حيث أكد جيسون بالبت وهو محامي نزار زكا، المواطن اللبناني الأمريكي المعتقل في إيران، أن سلطات سجن إيفين في طهران، «أدمنت» نزار زكا على المخدرات عبر وضعها في طعامه، وأنه أُصيب بمرض السرطان في أمعائه هناك.

وأضاف أن السلطات الإيرانية تمنع زكا من تلقي العلاج رغم أن حالته الصحية تدهورت بشكل كبير، وأنه لا يستطيع أن يتناول الطعام، وأنه يشرب السوائل المغذية فقط بسبب معاناته من نزيف حاد في معدته.

وخلال عام 2015، أضرب زكا وهو الأمين العام للمنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات (أجمع) عن الطعام بسبب منعه من تلقي العلاج، وكشف جيسون بابلت أن السلطات الإيرانية اشترطت على زكا الاعتراف بما يُملى عليه مقابل موافقتها على تلقيه العلاج وانتقاله إلى المستشفى.

وأضاف المحامي أن سلطات سجن إيفين تضيف مواد مخدرة إلى الطعام والسوائل المغذية التي يتناولها زكا، وجيائو وانغ، المواطن الأمريكي الصيني الذي يقبع في السجن بإيران.

وحكمت محكمة الثورة الإيرانية على كل من زكا، ووانغ 10 سنوات بتهمة التآمر على النظام بهدف إسقاطه.

وسبق أن حذرت منظمة العفو الدولية من تدهور صحة زكا، وطالبت إيران بتوفير العلاج الفوري له ونقله إلى المستشفى.

وتجدر الإشارة إلى أن جيائو وانغ محقق في جامعة «برينستون» الأمريكية، وأنه ذهب إلى إيران لإجراء دراسة على الوثائق التاريخية وبتنسيق مع وزارة العلوم والأبحاث الإيرانية، لكن الحرس الثوري بعد أيام القى القبض عليه.

وسبق أن وصف موقع «مشرق نيوز» المقرب من الأجهزة الأمنية في الحرس الثوري، نزار زكا بأنه «الكنز الأمريكي الخفي».

واشتهرت إيران باعتقال مواطنيها مزدوجي الجنسية ومواطني الدول الغربية، واستخدامهم كرهائن لابتزاز الدول الغربية ونزع امتيازات اقتصادية وتنازلات سياسية منها، وفي عام 2015، أفرجت إيران عن 5 مواطنين أمريكيين مقابل إفراج إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عن 400 مليون دولار من أموالها المجمدة هناك منذ ثورة 1979، ودفع مبلغ مليار و300 مليون دولار غرامة لتجميدها لفترة 36 عاماً.

Exit mobile version