تونس: انتخابات المجالس العلمية بالجامعات تعزز ريادة الإسلاميين

بحلول مساء الخميس 1 مارس ستعلن نتائج انتخابات المجالس العلمية بالمؤسسات الجامعية التونسية، بينما تعلن النتائج النهائية يوم الجمعة 2 مارس، وكان الاتحاد العام التونسي للطلبة (إسلامي)، والاتحاد العام لطلبة تونس (يسار) وغيرهما من الفصائل والتنظيمات المنشقة أو المتصارعة مع بعضها بعضاً داخل اليسار والمستقلون قد استعدوا لهذه الانتخابات، من خلال التعريف ببرامجهم، ودعوة الطلبة للتصويت لصالحهم، مع العلم أن الانتخابات كانت مقررة في نوفمبر 2017 فإنه تم تأجيلها من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالاتفاق مع ممثلي الطلبة، بسبب انتخابات الهياكل الجامعية، وتعد انتخابات المجالس العلمية، الحدث الأبرز على الساحة الطلابية، لما تحمله من رمزية ولما تضفيه من حركية واسعة داخل الساحات الجامعية باعتبارها المحطة الانتخابية الوحيدة التي تجمع كافة الطلبة لاختيار ممثليهم بالمجالس العلمية.

انتصاراً للجامعة العمومية

تحت شعار “انتصاراً للجامعة العمومية”، شارك الاتحاد العام لطلبة تونس انتخابات المجالس العلمية، التي تنافس فيها على 428 مقعداً ودعّم 30 مترشحاً ومترشحة من المستقلين، من أصل 556 مقعداً، وأعلن الاتحاد العام التونسي للطلبة في ندوة صحفية حضرتها “المجتمع” عن فوزه بـ132 مقعداً لغياب المنافس، وقد رشح الاتحاد في قائماته 37% من الطالبات، و67% من الطلبة.

وقد أكد الاتحاد العام التونسي للطلبة في حملته الانتخابية التشبث بالجامعة العمومية خياراً وطنياً في التعليم العالي، والرفع من ميزانية التعليم العالي من أجل تحقيق جودة التكوين والخدمات الجامعية، والتسريع في تنزيل مخرجات مؤتمر تفعيل إصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، وإضفاء الصبغة التقديرية على دور ممثلي الطلبة في المجالس العلمية، وعقد ملتقى ممثلي الطلبة قبل انتهاء السنة الجامعية 2017/ 2018، وحل الإشكالات العالقة والمستعجلة في خصوص التأطير وحجب الأعداد ونظام الدراسات لشعبة التربية والتعليم بالإضافة إلى مطالب قطاع الطب، وتعزيز ميزانية العمل الثقافي وتعميمها على النوادي الجامعية، وتيسير الاستفادة من الفضاءات الجامعية في الأنشطة الطلابية، واحترام معايير الجودة على مستوى الخدمات الجامعية وتقريبها من عموم الطلبة، وكان الاتحاد العام التونسي للطلبة قد دعا في بيان بهذا الخصوص عموم الطلبة لوضع ثقتهم في ممثليه والتصويت لقائمته من أجل المشاركة الجادة والفعلية للطلبة في اتخاذ القرار داخل الجامعة.

وأكد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للطلبة، نجم الدين الفالحي، في تصريح خاص بـ”المجتمع”، أن الاتحاد العام التونسي للطلبة يعتبر طرفاً رئيساً في عملية الإصلاح، وبإمكانه إفادة الأسرة الجامعية، ولذلك كان شعارنا في هذه الانتخابات “تتصلح بأولادها”، وأشار إلى أن الاتحاد العام التونسي للطلبة فاز في المحطات الانتخابية السابقة، وهو يجدد العهد مع الفوز: “فزنا في السنوات الثلاث الأخيرة على التوالي ونحقق الفوز في هذه الانتخابات بأغلبية مريحة بعون الله”.

وتطرق عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للطلبة فارس التارزي للخروقات التي شابت الحملة الانتخابية، ومنها الاتفاق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على ضرورة تقديم الترشحات على قوائم المنظمات، ولكن ما راعنا هو أن أغلب القائمات لم تعلق على هذا الأساس، وإنما على أساس الأفراد، إضافة لحالات العنف التي شابت عدداً من المؤسسات التعليمية.

خلافات داخل الاتحاد العام لطلبة تونس

وعلقت الأمينة العامة للاتحاد العام لطلبة تونس، أماني ساسي (يسار) على العملية الانتخابية بأنها روتينية، على حد تعبيرها، حيث عمد المترشحون لتجميع أنصارهم، واتهمت الاتحاد العام التونسي للطلبة بتلقي تمويلات من حزب حركة النهضة، إلى جانب الدعم الإعلامي واللوجستي، على حد تعبيرها.

ومن المشكلات التي يعاني منها الطلبة ذكرت ساسي أن من أكبر المشكلات البطالة التي يعاني منها الخريجون، ووجود الجامعات التونسية في أسفل الترتيب، وتعنت سلطة الإشراف، والمنحة شهدت زيادة طفيفة لا تفي بحاجيات الطالب ولا تمكنه من مواصلة الدراسة، كما اشتكت من تدخل الجبهة الشعبية (ممثلة في 11 حزباً يسارياً وقومياً) في العملية الانتخابية.

أما الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام لطلبة تونس، رياض جراد، فقد اشتكى من تدخل الجبهة الشعبية في انتخابات المجالس العلمية، كما أشار إلى أن الاتحاد العام لطلبة تونس لم تتم استشارته حول موعد الانتخابات.

وأكد مشاركة الاتحاد العام لطلبة تونس في التنافس على 503 مقاعد، وأنه فاز بـ63 منها بغياب المنافس.

وأشار إلى أن استقلالية الاتحاد العام لطلبة تونس على المحك؛ حيث هناك من يدافع عن استقلاليته ومن يريده حديقة خلفية للجبهة الشعبية.

وقال: إن نضال الخضراوي (يسار منافس) من الداعين لالتحاق الاتحاد بالجبهة، مشيراً إلى القيادي في الجبهة الشعبية الجيلاني الهمامي، مؤكداً دوره الرئيس في تشكيل قائمات تدين بالولاء للجبهة؛ وهو ما يعني في المحصلة النهائية خدمة حزب حركة النهضة، على حد وصفه.

وجدد اتهامه للجبهة بأنها تسعى لتوظيف الاتحاد العام لطلبة تونس وهو ما نرفضه، على حد قوله.

وختم بالقول: الجماهير الطلابية تساند من أفرزهم المؤتمر.

وفي كل الحالات، تعتبر الانتخابات في الجامعة التونسية رغم ما يشوبها منذ عدة سنوات، التجربة الديمقراطية السابقة لمرحلة الديمقراطية الناشئة في تونس.

Exit mobile version