مقدسيون: لا قبول لأي اقتراح يحاول الالتفاف عن القدس

ما رشح من مضمون الخطة الأمريكية المعروفة بخطة ترمب بخصوص القدس، واقتراح قدس جديدة للفلسطينيين تتضمن الأحياء السكنية المكتظة وضواحي القدس منها بلدة أبو ديس وممر إنساني للمسجد الأقصى يتعامل معه أهل القدس بعدم اهتمام، لأنهم الأصلاء فيها.

المقدسيون لا يرفضون ما تضمنته الخطة، بل لا يقبلون نقاش بنودها، فهم أهل الأرض وأصحابها، ومن جاء ليستوطن فيها فليرحل عنها.

لا بديل عن القدس

رئيس الهيئة الإسلامية وخطيب المسجد الأقصى د. عكرمة صبري سخر من نقاط ما يسمى خطة ترمب وقال لـ”المجتمع”: أهل القدس ومن معهم من أمة الإسلام لا يرفضون فقط خطة ترمب، فهم يرفضون كل قرار يمس بحقهم في القدس، ولا قدس غربية ولا شرقية فكلها أرض محتلة.

وأضاف: ونحن أعلنا مراراً أن أي طرح لا يطرد الاحتلال من القدس فهو مرفوض، والقدس حق خالص للمسلمين، فلا داعي لبحث أي اقتراحات من هنا وهناك، فموقفنا واضح لا لبس فيه وواضح وضوح الشمس، لا بديل عن القدس ولا قبول لأي اقتراح يحاول الالتفاف عن القدس، ولن يتغير موقفنا مهما كانت الظروف المحيطة.

وتابع: نقول لكل من يحاول تسويق خطة ترمب وغيرها من أبناء جلدتنا، ستفشلون وسيفضحكم شعبكم وأهل القدس خاصة، فمسرى الرسول صلى الله عليه وسلم غير قابل للمساومة، ومدينة القدس لها من القدسية كقدسية مكة والمدينة، ونحن كمقدسيين لا نهتم كثيراً بما يجري في الكواليس، لأننا نرفض أي خطط تتعلق بمصير مدينتنا ومقدساتنا.

أما المواطن المقدسي محمد الزغاري (75 عاماً) يقطن في طريق الواد الشهير في البلدة القديمة، وهو شريان المسجد الأقصى، قال في اتصال معه: لا ترمب ولا غيره له الحق في الحديث عن حقنا في القدس، ولا نقبل أي بديل عن مكاننا في القدس لو منحونا قصوراً خارجها، وقد عرضوا علينا سابقاً من قبل بلدية الاحتلال أراضي خارج البلدة القديمة في أحياء القدس الخارجية وإغراءات، إلا أننا رفضنا الحديث حول هذا الموضوع وليس الخوض في تفاصيله، وما يجري اليوم لا نعتبره ذات قيمة، لأن الكل المقدسي يرفض التخلي عن حجر من حجارة القدس، فكيف بالرحيل عنها.

المقدسيون متحدون

الباحث محمد قاسم الذي أشرف على خارطة البلدة القديمة بالتعاون مع الهيئة الإسلامية العليا قال لـ”المجتمع”: المقدسيون بكامل توجهاتهم في حالة توحد تام أمام كل خطة سواء كانت من أمريكا أو حتى من دول عربية تنال من وجودهم، فهم أصلب مما يتوقعه ترمب وغيره، ويعيشون ظروفاً قاسية ويصبرون عليها في سبيل الدفاع عن مدينتهم ومقدساتهم، ومن لا يعرف أهل القدس عليه الحضور والحديث أمام أي مقدسي بطريقة عشوائية عن خطة ترمب أو غيرها سيصدم من رد الفعل الغاضب، بحيث يتحول إلى بركان متفجر، وكلماته كالحمم الملتهبة، وخير دليل صمودهم أمام البوابات الإلكترونية الأمنية وبقاؤهم أمام باب الأسباط لأكثر من ثلاثة أسابيع وتزايد هبتهم ومقاومتهم.

صمام أمان

د. مصطفى أبو صوي، مدرس ومشرف على مدارس الأقصى، قال في اتصال معه: المقدسيون أصبح لديهم خبرة في كل المخططات والمؤامرات التي تجري، التي تهدف إلى النيل من وجودهم وعلاقتهم بمقدساتهم، وبالرغم من شراسة الهجمة عليهم وتآمر البعيد والقريب فإنهم صمام أمان، وهم لا يعتمدون في إفشال المؤامرة إلا على الله ثم على قواهم الذاتية، فتكاتف المقدسيين يربك مخططات الاحتلال في المدينة المقدسة، ولو طبقت إجراءات الاحتلال في أي منطقة في العالم لأدى ذلك إلى انهيار كامل للمنطقة بأكملها، فالمقدسيون لديهم ميزات تختلف عن غيرهم.

Exit mobile version