تصويت “الليكود” بشأن القدس يُدخل الفلسطينيين في دوامة جديدة من الصراع

لم يعد للفلسطينيين فرصة في أفق سياسي بعد القرارات الجديدة للإدارة الأمريكية بشأن القدس والتصويت بالإجماع من أكبر الأحزاب اليمينة “الليكود” حول القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م.

“المجتمع” التقت العديد من الفلسطينيين بالمقابلات الشخصية والاتصال الهاتفي، حيث أعربوا عن تخوفهم من هذه القرارات التي تسد الأفق السياسي المغلق أصلاً في وجههم.

قنابل حقيقية

صاحب الأرض خلف الجدار عزام شبيطة قال: تابعت قرار التصويت في وسائل الإعلام العبرية، وكانت النتيجة أننا في مرمى قنابل حقيقية وليست فقاعات وقنابل دخانية، فالمجتمع “الإسرائيلي” يميل إلى التطرف باتجاه الفلسطينيين، والمعظم لديهم لا يؤمن بحق الفلسطينيين في أرضهم، وأن الوطن الأصلي لهم الأردن، وعليهم الرحيل من هذه الأرض.

وأضاف: أنا أعمل مع مشغلين “إسرائيليين”، وقد لمست أن لديهم قناعة أن وجودنا على الأرض يسبب لهم المشكلات، وهناك 22 دولة عربية عليهم الرحيل إليها، ومن حق دولة “إسرائيل” بسط السيطرة على أرضها.

وأضاف: أذهب إلى أرضي خلف الجدار، وأتحسر عليها، فالاحتلال يستطيع منعي بسهولة من خلال سحب التصريح الأمني، وعدم وجود تصريح يعني أننا كأصحاب أراضٍ لن نستطيع الدخول إليها، وهذه مقدمة لاستملاكها من قبل الإدارة المدنية باعتبارها أراضي مصنفة كمحميات طبيعية.

واد قانا في مهب الريح

مزارعو واد قانا البالغ عددهم 120 مزارعاً وقع عليهم هذا القرار مثل الصاعقة، فالمستوطنات تحيط بالواد من جميع الجهات وتحاصره بحزام من المستوطنات الذي يتسع كل يوم باتجاه أراضي الواد التاريخي.

رئيس بلدية دير أستيا سعيد زيدان قال: يحاولون في الآونة الأخيرة بسط سيطرتهم باسم القانون، وقرار فرض السيادة سيكون له آثار كارثية، فمنطقة واد قانا تعتبر حسب تصنيف الاحتلال محمية طبيعية، وحارس الطبيعة يقوم بمراقبة أي تغيير فيها، وفي حال تم إقرار القانون في “الكنيست” فسيتم طرد كل المزارعين في الواد وإفراغه بشكل كلي من أصحابه، وآلاف الدونمات ستصبح أراضي تحت السيادة “الإسرائيلية”، وهذا يشكل نكبة تفوق نكبة عام 1948 ونكسة يونيو 1967.

صدمة واستهتار

بينما يرى صاحب الشركة الزراعية جمال قزمار من عزبة سلمان جنوب مدينة قلقيلية في القرار الجديد بمثابة الصدمة لنا كفلسطينيين واستهتار بوجودنا على هذه الأرض، وأراضي المزارعين الواقعة في منطقة “ج” ستكون ملكاً للمستوطنات، وهي التي تشكل القسم الأكبر من أراضي الضفة الغربية والأغوار.

وأضاف: خلال جولاتي على المزارعين لتوزيع المواد الزراعية عليهم، لمست غضبهم من الواقع المرير الذي يتزايد يوماً بعد يوم، ولم يعد لديهم الدافعية في إعمار هذه الأرض، وقال لي أحدهم: نعيش الحرب اليومية، وهذا القرار أدخلنا في دوامة جديدة من الصراع بحيث نزع عنا ملكيتنا لهذه الأرض ومنحها للمستوطنات، ومن السهل مصادرة باقي الأراضي بذريعة أنها مناطق مغلقة في وجه المزارعين لاستخدامات متعددة سواء للناحية العسكرية أو التدريب أو لاحتياجات المستوطنات السكانية في قادم الأيام.

ولفت قزمار قائلاً: نحن نعيش في ظل قرار في طياته نزع جذورنا من أرضنا، إلا أن هذا القرار لم يجعلنا نستسلم مهما كانت النتائج، فلم يعد للفلسطيني أي خيار سوى البقاء في أرضه والحفاظ على ما تبقى من أرض.

يشار إلى أن أراضي الضفة الغربية المصنفة بتصنيف “ج”، حسب “اتفاقية أوسلو”، تصل مساحتها إلى 65% من مجمل المساحة البالغة 5500 كم.

Exit mobile version