في الذكرى المئوية لميلاد الشيخ الغزالي.. باحثون وعلماء يوصون بتدريس كتبه

أوصى باحثون وعلماء في ندوة دولية عقدت في إسطنبول برعاية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الفترة من 22- 23 من الشهر الجاري، بمناسبة الذكرى المئوية للمفكر الإسلامي الشيخ الإمام محمد الغزالي رحمه الله، بعنوان “الشيخ محمد الغزالي رحلة عطاء”، حضرها ثلة من أهل العلم والاختصاص من تلاميذ الشيخ محمد الغزالي رحمه الله، ومشاركة تسع عشرة جهة ما بين جامعات ومراكز بحثية وروابط واتحادات علمائية، بتدريس كتب الشيخ الغزالي في المدارس والجامعات خاصة تلك الكتب المؤسسة للفهم الصحيح الرشيد للإسلام، وضرورة العمل على جمع إنتاج الشيخ خاصة تلك المادة الوفيرة التي ما زالت حبيسة المجلات والدوريات لم تظهر للنور بعد وكذلك مذكراته “قصة حياة” التي لم تطبع كاملة بعد.

وأوصى المشاركون في الندوة جمع المنجز الفكري للشيخ في صورة موسوعة موضوعية تضم أعماله الكاملة موزعة على مختلف الفروع العلمية التي كتب فيها، وتوجيه طلاب الدراسات العليا إلى دراسة الموضوعات المهمة التي لم تدرس بعد في تراث الشيخ الإمام.

كما أوصوا بدعوة الجهات الرسمية والمؤسسات العلمية والشعبية إلى إطلاق جائزة سنوية بعنوان “جائزة الشيخ الغزالي في الفكر الإسلامي والدعوة”، بحيث يظل فكر الشيخ حاضراً وعطاؤه موصولاً وفاعلاً في واقع الأمة.

وطالبوا بإقامة ندوات ومؤتمرات علمية حول فكر الشيخ في الأقطار المختلفة، وذلك لتعريف الأجيال بسيرته ومسيرته وعطائه الفكري وجهاده الدعوي، إضافة إلى عمل دليل للباحثين يشمل كل الموضوعات التي عالجتها كتب الشيخ ومؤلفاته، وكذلك جميع الدراسات والبحوث والرسائل الجامعية المتعلقة بفكر الشيخ الإمام وجوانبه المتنوعة.

وقد ناقش الحضور عدداً من البحوث المتخصصة التي عالجت جوانب مختلفة من فكر الشيخ الإمام، تنوعت بين العقيدة والأخلاق والفكر والفقه والأصول والسنن والتاريخ وعلوم القرآن والدعوة واللغة وآرائه في الإصلاح والتجديد والبناء الحضاري وقضايا الأمة المعاصرة في ضوء فكره الحي وعطائه الوفير وكتاباته الخالدة التي استمدت خلودها من خلود القرآن والسُّنة اللذين امتاح منهما وذاد عنهما وأخلص لهما أيما إخلاص.

واتفق العلماء والباحثون المشاركون على الحاجة الماسة لاستدعاء فكر الشيخ الغزالي في هذه المرحلة الدقيقة من حياة الأمة بما فيها من واقع أليم وتحديات كبرى وآلام عظيمة وآمال عريضة.

وقال المختص في مقاصد الشريعة د. وصفي أبو زيد في وصفه للشيخ الغزالي: إن الشخصية التي نقيم لها هذه الندوة الدولية نعتبرها قمة من قمم الفكر، وقامة من قامات الدعوة، وعَلَماً من أعلام الجهاد، وقيمة من قيم الاجتهاد والتجديد والإصلاح.

وأضاف: إنه الداعية المجاهد، والمفكر المصلح، والأديب المبدع المجدد الشيخ محمد الغزالي السقا، رحمه الله وطيب ثراه، الذي يمر هذا العامَ على ميلاده مائةُ عام، وعلى وفاته واحد وعشرون عاماً.

وتابع أبو زيد قوله: إننا حين نذكر هذا الاسم الجليل فإنه يستدعي مسيرةً حافلة بالعطاء المتواصل والتضحية النبيلة، وسيرةً عطرة بالجهاد الدعوي والفكري، ورحلةً ممتدة في سبيل نهضة هذه الأمة وتشخيصِ عللها وتقديم الأدوية الناجعة لها من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وأضاف: حين نذكر اسم الشيخ الغزالي فإننا نتحدث عن “معركة المصحف”، وعن “الحق المر”، نتحدث عن “قذائف الحق”، ونتحدث عن “فقه السيرة”، و”الجانب العاطفي من الإسلام”، نتحدث عن “الإسلام في وجه الزحف الأحمر”، وعن “الإسلام والأوضاع الاقتصادية”، وعن “مستقبل الإسلام خارج أرضه”، نتحدث عن “المحاور الخمسة للقرآن الكريم”، وعن “السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث”، و”قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة”.. إننا باختصار نتحدث عن جامعة متكاملة في فقه الإسلام والعمل به والدعوة إليه والجهاد في سبيله، تضمنت هذه الجامعةُ كلياتٍ في العقيدة والأخلاق والشريعة والاقتصاد والسياسة والدعوة والفكر والتزكية والسيرة والتاريخ واللغة والأدب والنهضة الشاملة.

Exit mobile version