الأسرى: قرار ترمب لا قيمة له فحقنا الديني والتاريخي في القدس عُمّد بالدم

الفلسطينيون في كل أماكن العالم انتفضوا ضد قرار ترمب الأخير بالاعتراف بمدينة القدس كعاصمة أبدية لـ”إسرائيل” ونقل سفارة بلاده إليها.

الأسرى في سجون الاحتلال كان لهم كلمتهم ورأيهم باعتبارهم هم من يدفع فاتورة النضال وفي مقدمة المواجهة.

“المجتمع” تمكنت من التواصل مع العديد من منهم داخل سجن النقب الصحراوي، الذي يعتبر أكبر مستودع يقبع فيه آلاف الأسرى.

لم نفاجأ

الأسير عبدالله محمد من أسرى الاعتقال الإداري قال: لم نفاجأ من قرارات ترمب، فهو صاحب فكر متطرف ومنحاز كلياً لـ”إسرائيل”، ولم نراهن كأسرى في يوم من الأيام على الموقف الأمريكي الذي لولاه لما كانت دولة الاحتلال قائمة، فهم يعتبرون “إسرائيل” ولاية أمريكية في الشرق الأوسط، إلا أن قرار ترمب لن يعطي “إسرائيل” الحق في أي وعد، فالقدس لفظت كل المحتلين على مر التاريخ، وسيكون قرار ترمب مصيره كمصير من حاول تغيير الواقع في القدس عبر التاريخ، فكل شيء في القدس لنا ويشهد على أحقيتنا التاريخية والدينية.

الحق لا يسقط

أما الأسير خالد نواره القابع في الاعتقال الإداري قال: الحق لا يسقط بالتقادم، والسياسة الأمريكية المنحازة لـ”إسرائيل” كشفت للقاصي والداني أن الرهان على الموقف الأمريكي كان رهاناً خاسراً بكل المعايير والمقاييس، والمطلوب فوراً أن تكون هناك فعاليات على أرض الواقع تستمر حتى تصل رسالة الكل الفلسطيني أن القدس لا تقبل أي قرارات مجحفة وتقوم على إلغاء الحق التاريخي والديني لنا كفلسطينيين.

وأضاف: الخطوات العملية لرفض القرار طرد السفير الأمريكي من العواصم العربية، ومقاطعة المنتوجات الأمريكية في الأسواق العربية، وعدم التعاطي مع أي طرح قادم من أمريكا، فالدول إذا هددت مصالحها تراجع حساباتها.

إسقاط التفاهمات

الأسير عزات المحكوم خمس سنوات ونصف سنة قال: يجب على القيادة الفلسطينية إلغاء اتفاقية أوسلو، وكل التفاهمات التي جرت في السابق، فالرد يجب أن يكون تراكمياً وبحجم الضرر الواقع، ونحن كأسرى لن نقف مكتوفي الأيدي، وسنقوم بمخاطبة كل العناوين من داخل أسرنا، وكلمة الأسرى لها وزنها في ظل الصراع القائم، ويجب سحب كل اعتراف بدولة الاحتلال، فقرار ترمب كشف مدى حجم المؤامرة على القضية الفلسطينية، وأن الإدارة الأمريكية أصبحت في طروحاتها متقدمة على موقف قادة الدولة العبرية.

انتفاضة عارمة

أما الأسير زياد قال وهو في حالة غضب عارمة: إننا كأسرى نطالب بانتفاضة وطنية شاملة، فالقدس تستحق منا كل تضحية، وعلى القيادة السياسية تقويض مكانة أمريكا في المجتمع الدولي، خصوصا أن القرار الأمريكي لم يلق موافقة بل معارضة قوية من دول العالم.

وأضاف: أما الرد الداخلي يكون بإنجاز المصالحة والوحدة والتوافق على برنامج وطني في ظل التحديات الجارية، فبدون ترتيب البيت الداخلي لن يكون هناك رد فعال وموجع.

بعد شهر من ذكرى “وعد بلفور”

الأسير محمد خضر القابع في الاعتقال الإداري قال: توقيت قرار ترمب الزمني الذي جاء بعد شهر من الذكرى المئوية لـ”وعد بلفور”، له معان سياسية خطيرة؛ فمن “وعد بلفور” إلى قرار ترمب تتضح الحقائق على الأرض، وعلينا كفلسطينيين أن نعي ما يجري حولنا، وعدم البقاء في مربع التسوية، فالتسوية لم تجلب لنا إلا مزيداً من التنكر لحقوقنا، ورسالة الأسرى واضحة للعالم بأن القدس عاصمة فلسطين الأبدية وبدون القدس لا تساوي فلسطين شيئاً.

يوم أسود

وختم الأسير نضال قوله: هذا اليوم أعتبره يوماً أسود في حياتنا، فهو راكم علينا أحزاننا، وقد شعرت وأنا مستلق على برشي في الغرفة ومعي العديد من الأسرى المصدومين، أن كارثة حلت علينا، والأيام القادمة ستشهد أحداثاً جساماً، فالقدس ليست وحدها كما يظن ترمب، فالقدس لها ظهير وإن كان صامتاً سينفجر في وجه كل المؤامرات.

Exit mobile version