نقل السفارة الأمريكية للقدس

قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إيقاف قراره بنقل السفارة الأمريكية في دولة الكيان الصهيوني من تل أبيب إلى القدس، وذلك بعد الاجتماع المشترك بين الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة عدم الانحياز، الذي قررت فيه الدول الإسلامية والعربية ودول عدم الانحياز بتهديد الولايات المتحدة الأمريكية  بقطع العلاقات الدبلوماسية وفرض قيود على التجارة الأمريكية ومنع المواطنين الأمريكيين من تأشيرات الدخول للدول العربية والإسلامية وكذلك قطع  النفط العربي والإسلامي عن الولايات المتحدة الأمريكية.

بالإضافة إلى إعلان هيئات كبار العلماء في العالم الإسلامي النفير العام للدفاع عن المسجد الأقصى والقدس الشريف.

وقد قابلت الشعوب العربية والإسلامية هذه القرارات بالارتياح، وذلك لوضع الولايات المتحدة في حجمها الطبيعي، فيما انخرطت التنظيمات السياسية تحت رايات الأنظمة التي يُحسب لها هذه القرارات بعد سنوات من الخضوع والهوان.

وكذلك قامت قوات الأمن في بعض الدول الإسلامية بإطلاق سراح المحبوسين على ذمة قضايا الرأي والقضايا السياسية، وقاموا بالتطوع للعمل ضمن صفوف المجاهدين لمنع  القرار الأمريكي.

كل هذا يا سادتي إنما هو حلم يحلمه كل مسلم وكل عربي شريف مقابل العربدة الأمريكية تجاه القدس المسلمة التي هي حسب قرارات الأمم المتحدة 15/ 36 والذي صدر يوم 28 أكتوبر1981م، الذي نصه “يعتبر أن أي تغييرات في منطقة القدس غير شرعية وضد القانون الدولي، وأن مثل هذه الأعمال تعدّ عائقاً أمام تحقيق السلام العادل والشامل”، وغيرها من القرارات.

بالنسبة لي شخصياً لا أظن أنه ستكون هناك أي ردود فعل من قبل الأنظمة العربية والإسلامية ودول عدم الانحياز؛ لأنها بكل بساطة لا تملك من قرارتها أي شيء وذلك لأن قرارتها ليست بيدها ولأن أغلبها ليس بينها وبين شعوبها أي حوار أو علاقة ما عدا علاقة الاستبداد والظلم و”التكويش” على مقدرات هذه الشعوب.

وأخيراً لو كانت بعض الأنظمة تصالحت وتصارحت مع شعوبها فإنها ستجد أن هذه الشعوب هي التي ستحميها وتبقيها، ولنا في الأنظمة المستبدة وكيف زالت من عهد فرعون، وقارون، وموسوليني، وهتلر، وشاوشيسكو والأنظمة في شرق آسيا، وعبدالكريم قاسم، والقذافي، وصدام حسين، وعلي عبدالله صالح، من قبل شعوبهم وتعاون بعضهم مع المحتل لإسقاط هذه الأنظمة.

عندما غزا أبرهة الأشرم مكة المكرمة وأراد هدم الكعبة وقف له عبدالمطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: “إن للبيت رباً يحميه”.

ونحن نقول: إن للقدس رباً يحميها وإن آمالنا بالشعب المقدسي الكريم شعب الجبارين ووجود بعض الشرفاء في العالم العربي والإسلامي والعالم الحر أن يوقفوا هذه المهزلة بنقل السفارة إلى القدس، وألا نسمع مقولة جولدا مائير، رئيسة وزراء دولة الكيان، عندما حرق الأقصى عام 1969م: “لم أنم ليلتها وأنا أتخيل العرب سيدخلون فلسطين أفواجاً من كل صوب، لكني عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء أدركت أن باستطاعتنا فعل ما نشاء فهذه أمة نائمة”.

أسأل الله أن يحقق الله حلمنا وأن نصحوا من منامنا.

Exit mobile version