مدرّس بوسني شاهد على تهديدات سفاح البوسنة “ملاديتش”

قال مدرّس من مدينة سربرينتسا البوسنية، إن تصريحات الجنرال الصربي البوسني السابق “راتكو ملاديتش”، المعروف بـ”سفاح البوسنة” كانت مليئة بالتهديدات، عند لقاءاته مع الجنود الأمميين وسكان المدينة، عقب سيطرة الجنود الصربيين عليها عام 199.

جاء ذلك في تصريحات للأناضول، أدلى بها المدرس “نسيب ماندزيتش” وهو أحد الأشخاص الثلاثة المشاركين في المفاوضات المزعومة التي أجريت في ذلك الوقت.

وتأتي تصريحات المدرس بمناسبة صدور حكم “المؤبد” بحق ملاديتش، من قبل محكمة الجنايات الدولية في لاهاي الأربعاء.

وقال ماندزيتش الذي شارك في المفاوضات التي ظهرت مشاهد منها في العديد من الأفلام الوثائقية والأخبار، إنه من غير الممكن نسيان أو غفران ما قام به الجنود الصربيين.

وأضاف “كنت مدرس مرحلة ثانوية في سربرنيتسا. لقد عشنا أيام مؤلمة جدا في المنازل التي أحرقت وخلال التهجير والمجازر”.

وأفاد المدرس أن الأغلبية الكبيرة لسكان سربرنيتسا لجأوا إلى قاعدة الأمم المتحدة مع دخول الجنود الصرب إلى المدينة، وأن “هذه القاعدة كانت محاصرة من قبل الجنود الصربيين. لقد كان الوضع سيئا رغم وجود الجنود الأمميين. كنا نعتقد بأن الجنود الهولنديين سيوقفون الصرب”.

ولفت إلى أن القاعدة التي كان يتولى المهمة فيها الجنود الهولنديون، كان فيها أكثر من 5 آلاف امرأة وطفل، مشيرا أنه بمبادرة من الجنود الهولنديين تم التخطيط لعقد اجتماع تفاوضي يشارك فيه ملاديتش، وشارك فيها ممثلون بوسنيون تم اختيارهم من القاعدة.

وأوضح أن القائد الصربي نظم اجتماعين استمرا ساعتين فقط، وأن “تصريحات ملاديتش كانت مليئة بالتهديدات. كان يقول بأن بقاء البوسنيين على قيد الحياة هو بيدي أنا كمدرّس. في حقيقة الأمر كان يقول إن مصير الشعب البوسني مرتبط به”.

وشدد على أن ملاديتش كان يلعب أدوارا مختلفة في السيناريو الذي كتبه بنفسه، خلال لقائه المؤسسات الدولية أو الممثلين البوسنيين المكونين من النساء والمسنين والأطفال.

وأكد على أن الاجتماعات التي نظمت على أنها مفاوضات، كان الهدف منها “اللعب” مع المؤسسات الأممية والبوسنية.

وقال في هذا الخصوص “كنت خائفا. كنا ضعفاء. ولم يكن هناك من يدعمنا، ولم تأت مساعدات من الأمم المتحدة”.

وبيّن أنهم بدأوا يشعرون بأن شيئا ما يتغير، عندما تم بدء فصل الرجال الذين لجأوا إلى القاعدة الأممية عن أسرهم، لذا فإنهم قاموا بتصوير البوسنيين هناك سرا، من أجل توثيق وجودهم.

وتابع: كل هذه الأحداث جرت بعد المفاوضات. لقد سجلنا المشاهد سرّا. كنا نهدف لإظهار وجود الرجال والنساء والأطفال البوسنيين هناك. هذه التسجيلات يتم الاحتفاظ بها في أرشيف الأمم المتحدة. أنا غادرت سربرنيتسا في 21-21 يوليو/ تموز مع مترجمي الجنود الهولنديين”.

– راتكو ملاديتش ومذبحة سربرنيتسا

وولد ملاديتش عام 1942 بالبوسنة، وتولى مهامًا في الجيش الشعبي اليوغسلافي، ثم في جيش جمهورية صرب البوسنة والهرسك، وقُبض عليه في صربيا عام 2011، بعد سنوات من الاختفاء هربًا من المحكمة الدولية.

جدير بالذكر أن القوات الصربية بقيادة “راتكو ملاديتش”، دخلت سربرنيتسا في 11 تموز/يوليو 1995، بالرغم من إعلانها منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة.

وارتكبت هذه القوات خلال عدة أيام مجزرة جماعية راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني مسلم، جلُّهم من الذكور، تراوحت أعمارهم بين 7 و70 عامًا، وذلك بعدما قامت القوات الأممية الهولندية بتسليم المنطقة، التي نزح إليها عشرات الآلاف من البوسنيين، إلى القوات الصربية.

Exit mobile version