متحدث الرئاسة التركية: ضرورة التحقيق في فضيحة مناورات “الناتو”

شدد متحدث الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، على ضرورة التحقيق في فضيحة الإساء إلى مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، والرئيس رجب طيب أردوغان خلال مناورات حلف شمال الأطلسي (ناتو).

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المسؤول التركي، في حوار أجرته معه قناة “فرانس 24” الفرنسية، من باريس، الإثنين.

والجمعة الماضية، سحبت تركيا قواتها من مناورات لحلف شمال الأطلسي في النرويج، عقب فضيحة وقعت في حادثتين منفصلتين.

تمثّلت الفضيحة الأولى بقيام أحد أفراد الطاقم الفني التابع للمركز العسكري المشترك بالنرويج، المشرف على تصميم نماذج المحاكاة للسيرة الذاتية لقادة العدو، بوضع تمثال لأتاتورك ضمن السيرة الذاتية لأحد قادة الأعداء المفترضين.

وفي الحادثة الأخرى، فتح أحد الموظفين المدنيين المتعاقدين مع الجيش النرويجي، أثناء دروس المحاكاة، حسابًا باسم “رجب طيب أردوغان” في برنامج محادثة، لاستخدامه في التدريب على “إقامة علاقات مع قادة دول عدوة والتعاون معها”.

وذكر قالن في تصريحاته أن تركيا “شريك قوي في الناتو، شاركنا في مناورات كثيرة، ونحن جزء من الحلف منذ 50 عامًا، ومن الضروري التحقيق في هذه الواقعة، وتحريها بكل دقة لمعرفة من يقف ورائها”.

وتابع في ذات السياق: “هذا حلف عسكري، ومن ثم فكيف يتم وضع أمور كهذه (في إشارة للواقعتين) في نظامه المنضبط بشكل صارم؟”، لافتًا أن تركيا تلقت اعتذارًا من الحلف في هذا الصدد.

وعما إذا كان الأمر مجرد حادثًا، قال قالن: “لا أعرف التفاصيل حاليًا، سنرى ذلك فيما بعد لا سيما وأن مصدر معلوماتنا حالياً هو تصريحات الحلف، ونعتقد أن يتم التحقيق، وقد سمعنا أنه تم طرد بعض الأشخاص”.

واستطرد: “لكننا نسعي لمعرفة كيف لشيء كهذا أن يحدث بالحلف، وهل من الممكن أن يحدث مستقبلاً؟ وحدوث هذا الأمر مع أي دولة غير مقبول، لا سيما لو كانت من مؤسسي “الناتو” (في إشارة لتركيا)”.

كما نفى المسؤول التركي نية بلاده قطع علاقاتها مع “الناتو” على خلفية الواقعة، مشددًا على أن أنقرة شريك قوي بالحلف، يتمتع بأهمية كبيرة.

العلاقات التركية الأمريكية

وفي سياق علاقات بلاده مع الولايات المتحدة قال متحدث الرئاسة التركية: إنها تعود لتاريخ طويل من التحالف الإستراتيجي، مضيفًا “غير أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا في مستواها حتى عهد الرئيس السابق، باراك أوباما”.

في ذات النقطة أوضح أن “هناك مشكلتين أدت لتوتر العلاقات الثنائية بيننا، أولها دعم الولايات المتحدة لتنظيم “ب ي د” (الذراع السورية لـ”بي كا كا” الإرهابية)، وجناحه العسكري “ي ب ك”، بذريعة محاربة داعش”.

وعن المشكلة الثانية قال قالن: “هي شبكة فتح الله كولن (الذي يقف وراء تنفيذ محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا يوليو 2016) التي يقيم عناصرها بالولايات المتحدة، حيث يستخدمون كافة الإمكانيات للهجوم علينا”.

وأوضح أن تركيا لم تلجأ إلى أي طريق غير قانوني، لإعادة كولن المقيم في أمريكا، مشيرًا أن أنقرة وواشنطن وقعتا عام 1960م اتفاقية خاصة بإعادة المتهمين المطلوبين “وبناء على ذلك طلبنا إعادته”، حسب “الأناضول”.

وخلال الآونة الأخيرة، انتشرت مزاعم مفادها أن مايكل فلين، المستشار السابق للرئيس، دونالد ترمب، تواصل مع الحكومة التركية، واتفقا على إعادة كولن بشكل غير قانوني مقابل الحصول على 15 مليون دولار، وهو ما نفته أنقرة، ومسؤولون أمريكيون في أكثر من مناسبة.

وعما إذا كانت تركيا قد فقدت أملها في إعادة كولن أضاف قالن “سنواصل العمل على هذا الأمر الذي يؤثر سلبًا على علاقاتنا، لأنكم إذا سمحتم لمجموعة من الأشخاص بارتكاب مثل هذه الأفعال ضد حليف مهم لكم، فكيف لكم أن تتوقعوا ردنا”.

كما نفى قالن وجود أي صلات بين الرئيس، رجب طيب أردوغان، ورجل الأعمال التركي من أصل إيراني رضا صرّاف، المعتقل في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوقفت السلطات الأمريكية في مارس 2016م، رضا صرّاف، في مطار ميامي (شرق)، على خلفية توجيه اتهامات له ولإيرانيين آخرين بالاحتيال لخرق العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، باستخدام ملايين الدولارات.

ولفت أن القضية برمتها “مسيسة بكل تأكيد”، في رد منه على سؤال بهذا الخصوص.

الاتفاق بين”ي ب ك/ب ي د” و”داعش”

في سياق آخر وصف متحدث الرئاسة التركية الاتفاق الذي وقع في وقت سابق بين تنظيمي “ب ي د/ي ب ك” و”داعش” الإرهابيين في محافظة الرقة السورية، بـ”المفزع”.

الاتفاق المذكور تم توقيعه بين الجانبين في أكتوبر الماضي، وبموجبه غادر عناصر “داعش” مع أسرهم من الرقة إلى ريف محافظة دير الزور.

وأضاف قالن قائلاً: “ولقد شاهدتم ردود فعلنا حيال هذا الاتفاق الذي يوضح أنه من الخطأ بمكان دعم تنظيم إرهابي مثل “ب ي د/ي ب ك” لمواجهة تنظيم آخر مثل “داعش”.

كما أوضح أن بلاده منذ البداية حذرت من مغبة استخدام تنظيم إرهابي في مواجهة آخر.

Exit mobile version