انطلقت في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية الأمسية الخيرية لاتحاد رعاية الأيتام تحت عنوان “رعاية الأيتام.. مستقبل نرسمه” وذلك بحضور مجموعة من الجمعيات والمؤسسات الخيرية والإنسانية في مقر الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بمنطقة جنوب السرة الذي يسعى إلى تحقيق مصلحة الأيتام من خلال تقديم الدعم، ورفع كفاءة المؤسسات العاملة في مجال كفالة ورعاية الأيتام، بحسب المنظمين.
الطاقات والخبرات
وفي هذا الصدد، قال الأمين العام لاتحاد رعاية الأيتام صلاح الجارالله: إن اليتيم الذي فقد أبويه فقد اهتمام المجتمع وأصبح مصيره مجهولاً ومعرضاً للأمية والانحراف والظلم، وأمام تلك التحديات فإن المنظمات الخيرية والإنسانية يقع على عاتقها مسؤولية تقديم أقصى درجات الدعم والرعاية لليتيم بكافة أنواعها الصحية والتعليمية والنفسية، مستفيدين من كل الطاقات والخبرات في مجال رعاية الأيتام وأسرهم.
وأوضح الجارالله أن تأسيس “اتحاد رعاية الأيتام” جاء بالتنسيق مع العديد من المنظمات الخيرية والإنسانية في الدول العربية وتركيا وأوروبا، وذلك بهدف ربط المنظمات بعضها ببعض وللعمل على سد الثغرات التي من الممكن أن تحدث في العمل الإنساني، ومما لا شك فيه أن العناية بالطفل وخاصة اليتيم وقت الأزمات والحروب هو أشد حاجة وضرورة.
وبين الجارالله أن أهم أسباب النجاح لأي مشروع أو برنامج أو منظمة هو عمل الفريق والتكاتف سوياً لتقديم خدمة مميزة في حق العمل الإنساني، مبيناً أن الاتحاد يسعى من خلال مكاتبه التنفيذية في غازي عنتاب وإسطنبول ولندن إلى نشر رسالته وهي بناء الشراكات والتشبيك مع أكبر المنظمات الخيرية والمؤسسات البحثية للعمل مع المنظمات الأعضاء على رفع قدرات العاملين في أقسام الأيتام ومع المشرفات والمنسقين الميدانيين بما يعود بالنفع العام على اليتيم وأسرته حيثما كانت نقطة تواجده سواء في البيت أو الخيمة أو مراكز الأيتام.
وأضاف الجارالله أن مبادرة اتحاد رعاية الأيتام انبثقت من رحم كويت الخير، وقد وجدت لها صدى في العديد من المؤسسات الخيرية المحلية والمنظمات الدولية بهدف لفت الأنظار وتوزيع الأدوار بين العاملين في حقل الأيتام، فقد خلفت الأزمات الإقليمية كوارث إنسانية تتجاوز الخمسة مليون يتيم وأكثر من مليون ونصف المليون أرملة، وهو ما يستوجب تضافر الجهود وتنسيق الأعمال حتى يحظى المتضررون بالحد الأدنى من الرعاية الشاملة وفِي مقدمتهم الأيتام.
الارتباطات المادية والدنيوية
ومن ناحيته، قال المدير التنفيذي فادي محمد إسكندراني: إن اليتيم في مجتمعنا هو اختبار من الله سبحانه وتعالى ففيه بلاء للفرد اليتيم والمجتمع بأسره فكانت العناية الإلهية لليتيم توصيه الناس به واعتبار رعاية اليتيم من أهم أعمال الإحسان التي يقوم بها المسلم، وشدد على معاملته بالحسنى وعدم التعدي على حقوقه والمحافظة عليها.
وبين إسكندراني أن الإسلام قدم هذه الفئة إلى المجتمع في أروع صورة إنسانية شهدتها المجتمعات الحضارية، ولم يقدمهم على أنهم ضحايا القدر أو بقايا المجتمع كما هو شائع في المجتمعات الأخرى، بل كانوا موضوعاً لآية قرآنية كريمة رسمت عنهم صورة إيمانية تسمو على كل الارتباطات المادية والدنيوية يقول الله تعالى: (وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ).
وأوضح إسكندراني أن الاتحاد بدأ مسيرته للعمل تحت شعار” يمكننا القيام بأي شيء إذا آمنا به فعلاً وأردنا تحقيقه”، مشيراً إلى أنه وبعد مرور أشهر على اتحاد رعاية الأيتام استطاع أن يثبت وجوده المؤسساتي في عالم المنظمات الإنسانية والخيرية، وقد تجلى ذلك بالسعي إلى كل ما فيه مصلحة اليتيم وأسرته وجميع المحتاجين والمنكوبين على حد سواء.
هذا وقد عقد اللقاء التشاوري الأول بين المنظمات الإنسانية العاملة في مجال رعاية وكفالة الأيتام المانحة منها والمنفذة في مدينة إسطنبول التركية الجمعة الموافق 20 مارس 2015، وحضر اللقاء ما يقرب من 30 منظمة إنسانية خيرية من دول متعددة.