أدانت كلّ من فرنسا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية الغارات الجوية التي استهدفت حيّا سكنيا بمدينة درنة الليبية، من قبل طائرات “مجهولة”، وأوقعت قتلى وجرحى جلّهم من الأطفال.
وأوّل أمس الإثنين، استهدفت المدينة الواقعة شرقي ليبيا بقصف جوي نفذه طيران مجهول، ما أسفر عن سقوط 17 قتيلًا، وإصابة أكثر من 30 آخرين، بينهم نساء وأطفال.
وقالت البلدان المذكورة، في بيان مشترك نشره، اليوم، السفير البريطاني لدى ليبيا، بيتر مليت، على صفحته الرسمية عبر “فيسبوك”، إنّ “الغارات أسفرت عن مقتل مدنيين، بينهم 12 من النساء والأطفال، وإصابة عدد آخر بجروح”.
وأعربت البلدان عن تعازيها لأسر ضحايا القصف، مطالبة بـ “تمكين المساعدات الإنسانية من الدخول الفوري لمساعدة المصابين، ومنع المزيد من المعاناة في مدينة درنة”.
كما أدان البيان أيضاً ما وصفه بـ”القتل المروع وبدون محاكمة” لـ 36 رجلاً في منطقة الأبيار شرق مدينة بنغازي الليبية.
وفي 26 أكتوبر الماضي، عثر على 26 جثّة ملقاة جنوب منطقة الأبيار بضواحي مدينة بنغازي (شرق).
ولم يعلن حتى اليوم عمن يقف وراء مقتل أصحاب الجثث، فيما أثارت الحادثة إدانات محلية ودولية واسعة.
وشدّد البيان على أن “فرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة تراقب عن كثب الصراع الدائر في ليبيا”.
وتابع أنها “تطالب بتحقيق كامل مع الأشخاص المشتبه بارتكابهم لعمليات الإعدام دون محاكمة أو التعذيب أو إصدار أوامر لارتكاب تلك الأعمال”.
وتحاصر القوات المنبثقة عن مجلس النواب المنعقد شرقي ليبيا بقيادة خليفة حفتر، منذ أكثر من 3 أعوام، مدينة درنة الخاضعة لسيطرة ائتلاف كتائب يسمى “مجلس شورى مجاهدي درنة” (لا يعترف بأي حكومة)، والذي يمنع الدخول والخروج من المدينة باستثناء الحالات الصحية والإنسانية .
وأمس، اتهم حزب “العدالة والبناء”، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين الليبية، حفتر بالوقوف وراء قصف درنة.
من جانبه، أكّد رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، عبد الحمن السويحلي، ضمنيا، الاتهام في تغريدة عبر “تويتر”.
إلا أنّ قوات حفتر نفت، في بيان مصوّر، صلتها بتلك الضربات الجوية.
ومنذ 2011، تتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان، هما: حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليًا، في طرابلس (غرب)، و”الحكومة المؤقتة” في مدينة البيضاء (شرق)، وتتبع مجلس نواب طبرق، والذي تتبعه أيضا قوات حفتر .