اتفاق المصالحة يعزز صمود الفلسطينيين على أرضهم قبالة المستوطنات

اتفاق المصالحة الأخير الذي وقع في القاهرة، عزز من صمود الفلسطينيين على أرضهم قبالة المستوطنات التي سلبت منهم الحياة ومصدر دخلهم.

الريف الفلسطيني معظمه يقع ضمن تصنيف “ج”، وهذا جعل الاحتلال يتحكم فيه إدارياً وأمنياً، وأصبح الفلسطيني مهدداً في مصادرة أملاكه الخاصة، واتفاق المصالحة زاد من منسوب المعنويات في الثبات على الأرض.

الحاج فوزي غانم واسترداد الأرض

فوزي غانم (أبو خالد 70 عاماً) من قرية أماتين غرب نابلس له قصة طويلة مع المستوطنين وضباط الإدارة، بدايتها من عام 1991م، واسترداد أرضه المصادرة قبل أشهر يقول لـ”المجتمع”: اتفاق المصالحة زاد من تمسكي في أرضي وصد كل محاولات المصادرة والإغراء في شراء الأرض، فالمصالحة جعلتني متفائلاً أكثر، فهناك توحيد للجهود، وأنا فلاح أحب أرضي وأحب أن تكون الأمور هادئة على الصعيد الداخلي، فالمستوطنون يخافون من اتحادنا مع بعضنا بعضاً، بينما عندما تكون البغضاء والاقتتال بيننا يفرحون ويشمتون بنا، فالمصالحة ترعبهم وتقوينا، يقول الحاج فوزي.

ويضيف: الناس تتفاءل بالمصالحة ويكون هذا التفاؤل مصدراً للثبات، وموسم الزيتون الحالي كان مختلفاً عن غيره، فالكل ينشد تحقيق المصالحة حتى نتفرغ جميعاً لمواجهة الاحتلال على الأرض.

وتابع قائلاً: فرحتي بالمصالحة كانت أكثر من فرحتي في استرداد أرضي من المستوطنين، لأن استرداد الأرض أمر شخصي وفائدة لي وحدي، بينما المصالحة فرحة تعم الجميع، وهذا هو الذي له قيمة.

قوة في المواجهة

ويرى المزارع السبعيني عبدالله زيد الواقعة أرضه خلف الجدار في منطقة الكاره شمال قلقيلية في المصالحة بين “فتح” و”حماس” خطوة في تعزيز الجهود لمقاومة الجدار وآثاره، وقال بعفوية الفلاح الفلسطيني: أنا يومياً أذهب إلى أرضي عبر بوابة تسوفيم شمال شرق قلقيلية إلى منطقة الكاره، ومنذ توقيع المصالحة أدخل البوابة بقوة نفسية لا توصف، حتى إن سلوك الجنود تحسن تجاهنا كمزارعين، وأخبرني أحفادي أن الاحتلال يخشى المصالحة من خلال ما يكتب عنها من قبل الصحافة “الإسرائيلية”، وأنا أشاهد يومياً المجلات والصحف لدى الجنود عند البوابة وربطت بين ما أخبرني به أحفادي وما شاهدته على البوابة من انشغال الجنود في قراءة للصحف وقولهم لي بلغة السخرية: مبروك الصلح.

أثلج صدري

المزارع محمود جعيدي (70 عاماً)، ضاعت أرضه في النكبة وما تبقى منها في أراضي الـ67 ضاع مع إقامة الجدار يقول في حديث معه: أنا عمري قرابة السبعين عاماً، وخبر المصالحة أثلج صدري بالرغم من الحزن الكامن في قلبي على أرضي وأرض أجدادي، لأن المصالحة أمر سار لنا جميعاً، وتوحيد الجهود سيجعلنا أمام العالم نستحق الحياة والدولة، والدولة تحتاج إلى أرض حتى تقام، وعندما تكون العناوين واحدة والصراعات قد اختفت من المشهد، نحافظ على الأرض ويخشى الاحتلال من رد الفعل الشعبي في حال تغول في الأرض، فالمصالحة صمام أمان للأرض.

حقول الزيتون تتغنى بالمصالحة

ويرى حسن شبيطة، مدير دائرة العلاقات العامة والإعلام في بلدية عزون؛ أن اتفاق المصالحة بداية النجاح نحو تحقيق الأهداف، وقال: خلال تجوالي في حقول الزيتون كانت المصالحة حاضرة في قلوب المزارعين وأصحاب الأراضي، حتى إن المزارعين في جلساتهم تحت أشجار الزيتون وهم يأخذون قسطاً من الراحة يتغنون بالمصالحة، فلا صراعات ولا مناكفات، فالشعب الفلسطيني أصبح بقبطان واحد ورأس واحد، والدعاء باستمرار المصالحة لا يتوقف من قبل المزارعين في أرضهم وهم يشاهدون كيف يتوحد الاحتلال على أرضهم ويحمي المستوطنين والمستوطنات، وكان الأولى أن يتوحد الفلسطيني مع الفلسطيني لحماية الأرض.

Exit mobile version