مواطنون ونواب فلسطينيون: المصالحة إنجاز تاريخي وإنهاء مرحلة مؤلمة في حياتنا

الأخبار القادمة من القاهرة وما يجري من حوارات بين وفدي حركتي “فتح” و”حماس”، والوصول إلى اتفاق ينهي الانقسام كان له أثره الإيجابي على عموم الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده وخصوصاً في قطاع غزة والضفة الغربية، فمنسوب التفاؤل وصل ذروته مع إعلان الاتفاق التاريخي.

“المجتمع” هاتفت العديد من المواطنين من قطاعات مختلفة والنواب للاطلاع على الحالة الإيجابية السائدة، وآرائهم في الوسائل المطلوبة لتعزيز الحالة لتصبح واقعاً ملموساً على الأرض يشعر به المواطن الفلسطيني الذي عانى منذ عشر سنوات من انقسام مؤلم.

خريشة: مباركة ومطالبة

النائب د. حسن خريشة قال: أبرق للشعب الفلسطيني التهنئة والمباركة بهذا الإنجاز التاريخي وإنهاء مرحلة مؤلمة في حياتنا، فقد آن الأوان أن يفرح الشعب الفلسطيني بإنهاء مرحلة الانقسام وعودة اللحمة في ربوع الوطن، فالمصالحة ممر إجباري على الجميع المرور منه حتى يتم تحقيق إنجازات على الأرض.

وأضاف خريشة: بعد هذا الإنجاز التاريخي الذي ساهمت فيه القاهرة بشكل رئيس وفعال وبإرادة سياسية جبارة، المواطن ينتظر إلغاء العقوبات الواقعة على أهلنا في قطاع غزة، ومعالجة القضايا الطارئة والعاجلة مثل الكهرباء والرواتب والخصومات والمعبر، وبعدها يكون الاتفاق شاملاً لكل القوى الفلسطينية في إطار يبحث القضايا العامة منها تشكيل الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير.

وتابع خريشة قائلاً: سوف أشعر بالسعادة المطلقة عندما أتلقى من الرئيس محمود عباس دعوة لانعقاد المجلس التشريعي، حيث سيكون هذا بمثابة الخطوة والرافعة لاستقرار كل ما تم الاتفاق عليه، وفي ختام كلامي أبرق لشعبي هذه المصالحة التاريخية، فالشعب اللبناني عاش 17 عاماً من الاقتتال الداخلي وكان الوفاق والاتفاق بمثابة صمام الأمان لوقف هذا الاقتتال، واتفاق القاهرة سيكون صمام أمان لشعبنا بكل مكوناته للوصول إلى حالة من اللحمة الحقيقية.

أما النائب فتحي القرعاوي قال: يبدو أن قطار المصالحة قد انطلق، وتصريحات الأطراف في حوار القاهرة تشير إلى أنه لا عودة إلى الوراء، والإصرار على النجاح والإنجاح بعد فترة من الألم تجرعها الشعب الفلسطيني.

ولفت القرعاوي قائلاً: بغض النظر عن التأويلات المختلفة والمنغصات الكثيرة وكلام هنا وآخر هناك، فإن المتابع يرى أن مرحلة إيجابية في حياة الشعب الفلسطيني قد بدأت وانطلقت وانتهت عشر سنوات من القطيعة والانقسام، وما رافق ذلك من بروز ظواهر سلبية عديدة كانت من نتائج هذا الانقسام البغيض.

وشدد القرعاوي قائلاً: على المتحاورين في القاهرة اليوم العمل على حل كافة الإشكالات العالقة والمرور على الصغيرة والكبيرة منها والإعلان الصريح أنه تم الاتفاق على حلها وعدم ترك أي مسألة للتأويل أو التأجيل أو التراشق الكلامي، فشعبنا ما زال إلى الآن متردداً ما بين التصديق وعدم التصديق مما يجري من حوارات ويده على قلبه من كثرة ما رأى من لقاءات انتهت بلا اتفاق، لكن هذا الشعب يتوق اليوم لرؤية لحظة الحقيقة على أرض الواقع وطمس المرحلة السابقة التي دفع ثمنها غالياً ولا يزال كل فلسطيني حر وكل أسرة تنتظر التطبيق العاجل لبنود الاتفاق.

ويضيف: لهجة التناغم في التصريحات هذه المرة تختلف عن المرات السابقة التي تشير إلى حرص الأطراف المتحاورة إلى القفز على نقاط الخلاف والخروج إلى الشعب الفلسطيني بهذا الإنجاز العظيم الذي نتمناه وينتظره كل حر، ليس في فلسطين فحسب، بل كل محب لفلسطين في هذا العالم الواسع، عندها نستطيع القول: إن مرحلة جديدة من تاريخنا نحو التحرر والانعتاق قد بدأت.

مواطنون

“المجتمع” استطلعت آراء المواطنين من طلاب وتجار ومزارعين وعمال عن اتفاق المصالحة، باعتباره إنجازاً تاريخياً جاء في وقت تتعرض القضية الفلسطينية إلى الضياع.

الطالب الجامعي محمد شريم: بالرغم من عدم اهتمامي في العادة بالجانب السياسي، فإنني هذه المرة وجدت نفسي أتابع حوارات القاهرة بصورة عفوية غير مخطط لها، وشعرت بسعادة من انخفاض منسوب التوتر والاحتقان داخل الجامعة بين أنصار “حماس” و”فتح”، وهذا لم يكن موجوداً.

بدوره، قال التاجر ناصر عودة: اتفاق المصالحة هذه المرة له تأثير على نفوس الناس، فهناك تفاؤل ملموس يختلف عن السابق، وأصبحت كلمة مصالحة على ألسن الناس والتجار، فتكرار هذه الكلمة يشير إلى الاهتمام بهذا الموضوع.

أما المزارع أحمد زيد قال: على إحدى البوابات الزراعية عندما جاء موعد الدخول خاطبني أحد الجنود على البوابة قائلاً: “شو صار اتفق الحمساوي والفتحاوي علينا”، عندها شعرت أننا في المسار الصحيح، فهذا الجندي يحرس بوابة زراعية، فإذا به يهتم بما يجري في القاهرة، وكان جوابي له: “الصلح خير”، وواصلت طريقي إلى أرضي خلف الجدار شمال قلقيلية.

بيد أن العامل عماد خضر قال في حديث معه: أنا أعمل في ورشة “إسرائيلية” منذ سنوات، وكان المشغل “الإسرائيلي” في حديث جانبي يقول لي شامتاً: كيف سيكون لكم دولة وأنتم متفرقون؟ فـ”فتح” في الضفة و”حماس” في غزة، ولكن بعد اليوم لن يستطيع المشغل “الإسرائيلي” أن يشمت بنا، فخلال نشرات الأخبار العبرية التي تتحدث عن المصالحة كان المشغل “الإسرائيلي” يلتزم الصمت ولا يطرح أي سؤال.

بدوره، اعتبر د. هاشم المصري، رئيس بلدية قلقيلية، اتفاق المصالحة خطوة جبارة في تحقيق آمال الشعب الفلسطيني وقال: خلال استقبالي للوفود الشعبية والرسمية والأجنبية، يتم التطرق لاتفاق المصالحة، وكيف سيكون هناك أثر إيجابي على القضايا الحياتية والسياسية الخاصة بالفلسطينيين، فالبلديات من أكثر القطاعات التي ستستفيد من اتفاق المصالحة، كونها تمثل المظلة الخدماتية للفلسطينيين، وتحتاج إلى دعم متواصل، واتفاق المصالحة سيهيئ الظروف لتوفير هذا الدعم بعد توحيد كل العناوين في إطار واحد.

Exit mobile version