قالت “الديلي ميل”: إن محمد مهدي عاكف، مرشد جماعة الإخوان المسلمين السابق، الذي توفي في المستشفى عن عمر يناهز التسعين، الرجل الذي ساهم في تحويل الحركة الإسلامية في مصر إلى قوة معارضة كبرى بعد أن أمضى معظم حياته وراء القضبان.
وكان عاكف قد اعتقل في يوليو 2013، بعد أن أطاح الجيش بالرئيس الإسلامي (المنتخب) محمد مرسي وسجن مؤيديه من أعضاء الإخوان.
وقد أطلقت جماعة الإخوان حزب “الحرية والعدالة” الذي حل الآن، وعاكف أحد القادة التاريخيين للإخوان الذين خدموا الجماعة لأكثر من 70 عاماً.
وقد لد عاكف في عام 1928 – وهو العام الذي أسس فيه حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين – وشارك بعمق فيها في سن مبكرة.
وبعد قيادة قسم الطلاب، انضم مدرب التربية البدنية السابق إلى مكتب الإرشاد للجماعة في الثمانينيات قبل أن ينتخب كمرشد عام في عام 2004، وهو في سن 76 عاماً.
وتحت قيادته، فاز الإخوان بنسبة 20% من المقاعد البرلمانية في انتخابات عام 2005، وهو إنجاز كبير للحركة المحظورة برغم أنها جماعة متسامحة.
وأصبحت أكثر قوى المعارضة تنظيماً ضد نظام حسني مبارك، رغم مواجهتها لحملات وحشية من الشرطة من قبل نظام تميز بتفشي الفساد وعدم المساواة.
وقد أطيح بمبارك في عام 2011 بعد انتفاضة استمرت 18 يوماً ولم تكن جماعة الإخوان في البداية تؤيدها، كما كان مخططاً من قبل مجموعات أخرى.
ولكن بعد يومين من ظهور حشود أكبر مما كان متوقعاً في 25 يناير، أول يوم للانتفاضة، أعلنت الجماعة مشاركتها الرسمية.
وعلى عكس أسلافه الذين بقوا على رأس جماعة الإخوان حتى وفاتهم، تقاعد عاكف بعد ولاية واحدة مدتها ست سنوات.
وكثيراً ما أثار عاكف، وهو المحافظ المعروف وممثل للحرس القديم، جدلاً بقوله: إن “إسرائيل” سرطان يستحق الاستئصال، وقوله: إن المحرقة “أسطورة”.
وقد قضى عاكف أكثر من 26 عاماً في سجون النظام.
فبعد محاولة اغتيال فاشلة لجمال عبدالناصر عام 1954 تم اعتقاله وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
وأفرج عنه بعد 20 عاماً، من قبل أنور السادات، الذي كان يسعى للحصول على دعم الإسلاميين لكسب الشرعية وإضعاف اليسار.
وفي الثمانينيات، غادر إلى المملكة العربية السعودية وألمانيا، حيث كان يدير مركزاً إسلامياً في ميونيخ.
ولدى عودته، انضم إلى مكتب الإرشاد التابع للجماعة في عام 1987 وانتخب في البرلمان.
بيد أن محكمة عسكرية حكمت عليه في عام 1996 بالسجن ثلاث سنوات، وكانت هذه المرة في عهد مبارك.
وقد تم الحكم عليه مرة أخرى بعد الإطاحة (بالرئيس المنتخب) مرسي، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة لدوره المزعوم في مقتل 12 من المتظاهرين المناهضين للإخوان الذين حاولوا مهاجمة مقر قيادة الحركة في يونيو 2013.
وألغت محكمة النقض هذا الحكم وأمرت بمحاكمة جديدة تركته وراء القضبان، وقبل عشرة أشهر من وفاته نقل عاكف من السجن إلى مستشفى بالقاهرة لعلاج السرطان.