بوابات الاحتلال تقصم ظهور الفلسطينيين على مداخل التجمعات السكنية

تركيب البوابات الحديدية الأمنية من قبل سلطات الاحتلال على مداخل القرى والبلدات الفلسطينية تقصم ظهر المواطنين الذين يضطرون إلى الالتفاف عنها بمسافات طويلة للوصول إلى أراضيهم التي لا تبعد سوى عشرات الأمتار.

بلدة كفل حارس المطلة على واد قانا الشهير، يغلق الاحتلال مدخلها الرئيس ببوابة أمنية، تمنع من تواصلهم مع المحيط الخارجي، ويضطرون مشياً الانحناء من تحتها للمرور، وفي حال استخدام المركبات يتم الالتفاف عبر طرق ترابية وعرة لمدة تزيد على 5 كيلومترات.

عقاب جماعي

رئيس مجلس محلي كفل حارس عبدالرحيم بوزيه قال في حديث معه: هذا الإغلاق المستمر لمدخل البلدة لا يليق بالزمن الذي نعيشه في القرن الحادي والعشرين، وهذه سياسة عقاب جماعي عنصرية لمواطنين مدنيين لا حول لهم ولا قوة.

وأضاف بوزيه: الاحتلال دائماً يقوم بإغلاق المدخل الرئيس لبلدة كفل حارس بحجة إلقاء الحجارة على مركبات المستوطنين، ويدفع أهالي البلدة والقرى المحيطة ضريبة الالتفاف عبر طرق ترابية وطويلة للوصول إلى الشارع الرئيس الذي لا يبعد سوى 20 متراً فقط، وهذا يكلف المواطن فيها وخصوصاً الموظفين وقتاً إضافياً وتكلفة مادية باهظة.

تغلق الأنفاس

المواطن نافذ منصور من كفل حارس قال لـ”المجتمع”: هذه البوابة التي تغلق علينا أنفاسنا قبل مدخلنا تسبب لنا مشكلات اجتماعية ونفسية ومادية، وتقصم ظهورنا، فمسافة 20 متراً تحولت إلى 5 كيلومترات بطريق وعرة، فهذا الأمر لا يطاق، وسيارات المستوطنين تمرح وتسرح بحرية ونحن نحاصر في بلدتنا تحت شبهة محاولة إلقاء الحجارة.

أما في بلدة عزون شرق قلقيلية، فالبوابات الأمنية تخنق أنفاسهم باستمرار، وإغلاقها يؤدي إلى شلل كامل داخلها.

6 بوابات

مدير العلاقات العامة والإعلام فيها حسن شبيطة أكد لـ”المجتمع” ما تسببه هذه البوابات الأمنية من عذابات للمواطنين عند إغلاقها بزعم إلقاء الحجارة؛ حيث تصاب البلدة بالشلل التام وتتعطل مصالح المواطنين، ويتم تكرار البوابات الأمنية على مداخل عزون بشكل متكرر ومزاجي بهدف الانتقام من كل أهالي البلدة.

وأضاف: بلدة عزون حازت على الرقم القياسي في عدد البوابات الأمنية، فهناك بوابة على المدخل الشمالي الرئيس المطل على الطريق الالتفافي (رقم 55)، وبوابة على المدخل الغربي قرب عزبة الطبيب، وبوابة أسفل الجسر والمؤدي إلى مدينة طولكرم، وبوابة أمنية على المدخل الشرقي المغلق بقرار من الاحتلال، إضافة إلى بوابتين زراعيتين شرق البلدة، وجميعها تشكل كابوساً للمواطنين والقرى المجاورة.

فاتورة باهظة

أما مراد أشتيوي، منسق فعاليات مسيرة كفر قدوم الأسبوعية شرق قلقيلية، قال لـ”المجتمع”: الاحتلال يغلق مدخل القرية الرئيس منذ عام 2000م، وانطلقت المسيرة الأسبوعية في الأول من يوليو 2011م وهي حتى الآن والفاتورة التي دفعها أهالي القرية مقابل إغلاق المدخل الرئيس باهظة جداً، شملت أسرى في السجون من كافة الأعمار، تخريب بالممتلكات، جرى بإصابات مختلفة، غرامات مالية باهظة، اقتحامات يومية وشهيد مسن، وكل هذه الجراحات من أجل راحة المستوطنين.

وسيلة عنصرية

الخبير بشؤون الاستيطان بشار القريوتي قال: البوابات الأمنية وسيلة عنصرية لتجسيد العذاب على الفلسطينيين مقابل راحة المستوطنين، والقرى المجاورة للطرق الالتفافية والمستوطنات تدفع ضريبة سياسة الإغلاق باستمرار، وهناك أكثر من 400 قرية فلسطينية تعيش عذاب الإجراءات الأمنية وسياسة الإغلاق لمداخلها الرئيسة، وينجم عن هذه الإغلاقات انتهاكات إنسانية خطيرة يمكن تصنيفها بجرائم الحرب.

Exit mobile version