منظمة إغاثية مالطية تعلق عملياتها في المتوسط لمساعدة الروهينجيا

 

أعلنت منظمة إنسانية مالطية تعمل على إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط منذ ثلاث سنوات، أمس الإثنين، أنها ستوقف عملياتها فيه، وستتجه إلى خليج البنغال لنقل مساعدات لمسلمي الروهينجيا الفارين من العنف في ميانمار إلى بنجلاديش، وذلك بعد نداء البابا فرنسيس الذي طالب بتأمين الحماية لهم، وبعد تصاعد التوترات مع السلطات الإيطالية والليبية على مدى شهور.

وتشكل عمليات المنظمة المالطية “مايغرنت أوفشور أيد ستيشن” التي انطلقت في عام 2014 حبل نجاة لمساعدة من يحاولون العبور من شمال أفريقيا إلى أوروبا.

وتقول المنظمة: إنها قامت بإنقاذ ومساعدة أكثر من 40 ألف طفل وامرأة ورجل في مياه البحر المتوسط منذ إطلاق عملياتها، إلا أن جهود إيطاليا لإغلاق طريق العبور من أفريقيا إلى أوروبا عبر توقيع اتفاقيات مثيرة للجدل مع ليبيا ودول عبور أخرى، خلقت “سياقاً يزداد تعقيداً” لا تريد المنظمة الدخول فيه.

وأعلنت المنظمة: “في الوقت الراهن ما يجري في ليبيا غير واضح المعالم بالنسبة للأكثر ضعفاً هناك، يجب حماية حقوقهم بموجب القانون الدولي بهدف الدفاع عن القيم الإنسانية”.

وقالت المنظمة المالطية: إنها “لا تريد أن تكون جزءاً من آلية لا تضمن ملاذاً آمناً وترحيباً بأولئك الذين يتم إنقاذهم ومساعدتهم في البحر”.

وأعلنت أيضاً أنها عوضاً عن عملياتها في البحر المتوسط ستقوم بتوظيف إمكانياتها من أجل مساعدة مسلمي أقلية الروهينجيا في بورما بعد طلب البابا فرنسيس تأمين الحماية لهم.

ولجأ حوالي 90 ألفاً من الروهينجيا إلى بنجلاديش في الأيام العشرة الأخيرة في حين ينتظر نحو عشرين ألفاً آخرين العبور بعد اشتداد المعارك بين متمردين والقوات العسكرية البورمية في ولاية راخين غرب البلاد التي تشهد صراعاً دامياً.

وتحولت ولاية راخين الفقيرة التي تقع عند الحدود مع بنجلاديش إلى بؤرة للاضطرابات الطائفية بين مسلمين وبوذيين على مدى سنوات، مع اضطرار أقلية الروهينجيا للعيش في ظل قيود تطال حرية التحرك والجنسية أشبه بنظام الفصل العنصري.

وتشكل أعمال العنف الأخيرة التي انطلقت في أكتوبر بعد أن هاجمت مجموعة صغيرة من الروهينجيا عدداً من المراكز الحدودية أسوأ الموجات التي شهدتها الولاية منذ سنوات، وتشتبه الأمم المتحدة في أن الجيش البورمي قد يكون ارتكب انتهاكات ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية خلال تصديه للهجمات التي استهدفته، وأعلنت المنظمة أنها ستقدم “مساعدة إنسانية لشعب الروهينجيا هو بأمسّ الحاجة إليها” عند الحدود بين بنجلاديش وبورما.

Exit mobile version