النباتات البرية.. مصدر رزق مهم للفلسطينيين

لا يستسلم الفلسطيني أمام مصادرة أراضيه لصالح المستوطنات وشق الطرق الالتفافية وسياسة الإغلاق المتكررة ونصب الحواجز العسكرية الدائم منها والمؤقت .

فلسطينيون صمموا على توفير لقمة عيشهم من الأعشاب البرية التي تنبت في الجبال والأراضي القريبة من المستوطنات، وإنتاج بعض المنتجات ذات الثمن المرتفع بعد جمع المواد الخام وتصنيعها في المنازل.

الذهب الأحمر

يطلق العديد من الفلسطينيين على السماق البلدي اسم الذهب الأحمر لندرته وغلاء سعره ولونه الأحمر، فثمن الكيلوجرام منه يصل إلى ما يقارب الثمانين شيكلاً (22 دولاراً) في بعض الأحيان.

الحاج معين جادالله أبو علي من مدينة سلفيت من قاطفي ثمار السماق البلدي من الجبال المحيطة يتحدث عن مهنه الشاقة قائلاً: يتم السير بعيداً إلى الأراضي البرية مع مجموعة من الأشخاص، حيث يتم قطف هذه الثمرة من شجر بري لونها يميل إلى اللون الأحمر، وبعد أن يتم تنشيفه من خلال أشعة الشمس يطحن ثمر السماق البلدي بلونه الأحمر.

مصدر دخل

ويضيف: هذه الأعشاب البرية مصدر دخل مهم لنا، فارضنا فيها من الأعشاب البرية على مدار العام ما يمكن الاستفادة منها بشكل اقتصادي وتوفير دخل مهم منها، إلا أن الاحتلال يلاحقنا لمنعنا حتى من الاستفادة من أعشاب أرضنا البرية.

الميرمية والزعتر

أما المواطن محمد قاطش من بلدة عزون شمال الضفة الغربية فيقوم بجمع نبات الميرمية ونبات الزعتر البري “زعتر البلاط” ويقوم ببيع ربطات منه في سوق قلقيلية ويقول لـ”المجتمع”: هذه الأعشاب البرية مطلوبة لدى المواطنين عند عمل الشاي، وكل أربع ربطات من الميرمية بعشرة شواكل، ويحتاج جمع الميرمية والزعتر إلى عمل يوم شاق من خلال السير في المناطق الجبلية المحيطة بعزون، وهناك خطورة من المستوطنات المحيطة فالسير بالقرب منها فيها خطورة من قبل الحراس ودوريات الجيش، لذا ابتعد عن سياج المستوطنات وفي اليوم أقوم بجمع كيس من الحجم الكبير من الميرمية وزعتر البلاط، وبعد يأتي دور التنشيف وتقسيمها إلى ربطات صغيرة حتى يتم بيعها للمستهلك.

مغتربون

ويضيف: المغتربون من الفلسطينيين يقومون بالتوصية على الميرمية البرية والزعتر، وهناك زبائن لي من فلسطينيين في دول الخليج، حيث يتم إرسالها لهم عن طريق الزيارات وهي تعطي مذاقاً رائعاً للمشروبات الساخنة، كما أنها تغلى كدواء لبعض الأمراض في الجهاز الهضمي والتنفسي.

حجارة لها ثمن

يتحدث المواطن قاطش قائلاً: لا يمكن الاستهانة بدخل الميرمية والزعتر، فأرضنا فيها خيرات كبيرة، فمن حجارتها يمكن العيش، وقد يسخر من يقرأ هذا الأمر، فهناك تجارة الحجارة التي تجمع من الأرض الفلسطينية لعمل مناظر داخل المنازل والحدائق، وأنا شاهدت عمالاً معهم سيارة شحن تقوم بجمع حجارة من الأرض بأحجام مختلفة حيث يتم البناء فيها لصنع أشكال جميلة داخل المنازل والحدائق وحتى في الأماكن العامة، ومواصفات هذه الحجارة تكون ذات أشكال مختلفة وألوانها زاهية وفيها فراغات متعددة، والأرض الفلسطينية غنية بهذه الأحجار التي تكون في مناطق معينة وفي بعض الأحيان يتم الاستعانة بجرافة “باجر” لنبشها من الأرض.

Exit mobile version