الذكرى السابعة والعشرون للغزو العراقي للكويت

في الثاني من أغسطس 1990م قامت القوات العراقية بغزو غاشم للكويت، اخترق فيه كل الأعراف والمواثيق الدولية والإسلامية في خطوة لم يُقْدم عليها إلا النظام النازي في ألمانيا بغزوه لفرنسا.

بل كان الغزو العراقي الغاشم هو خيانة الأخ لأخيه الذي وقف بجانبه 8 سنوات في الحرب العراقية الإيرانية، تحمل خلالها الكويتيون كل أصناف الإرهاب من التنظيمات الإرهابية.

واللافت للنظر أن الغزاة لم يجدوا كويتياً واحداً يتعاون معهم؛ مما عجل بفشل مشروعهم التوسعي في المنطقة، وأنشأ الكويتيون “لجان التكافل” التي عملت على تيسير الأمور العاجلة داخل الكويت.

لقد أكد الشعب الكويتي حبه لأرضه وقيادته من خلال قيادتهم للبلد أثناء الغزو، بل أن الكويتيين في الخارج نظموا مؤتمراً شعبياً في 14/ 10/ 1990م بمدينة جدة السعودية وبايعوا فيها سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله الصباح، بالإضافة للدور العظيم الذي قام به طلبة الكويت في الخارج من خدمة القضية الكويتية.

وأثبتت دول مجلس التعاون الخليجي أنها لُحمة واحدة في مواجهة أي عدوان، فكانت كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله: “يا ترجع الكويت أو تروح السعودية والكويت”.

لقد أثبت الغزو العراقي للكويت أن الشعب الكويتي أثناء المحن هو لُحمة واحدة لا تفرقه أي فوارق، وكذلك أثبتت أيام الغزو أن الله تعالى حامي هذه البلاد بسبب العمل الخيري، كما ذكر الشيخ عبدالرحمن السميط بعد الغزو أن قرى في مجاهل أفريقيا كانت تدعو للكويت.

لقد أثر الغزو العراقي تأثيراً سلبياً على العلاقات العربية – العربية، وعلى قضية العرب المركزية فلسطين والقدس.

إن ما نعيشه اليوم من تفكك في الأمة العربية وعدم ثقة في البعض لهو أحد الآثار لهذا الغزو.

لقد حطم الغازي البيئة من خلال حرقه للآبار وعاشت البشرية حلماً مزعجاً إلى اليوم.

Exit mobile version