دراسة: “إزالة أزهار الشجر” سلاح جديد لمواجهة الملاريا في أفريقيا

أفادت دراسة دولية، بأن هناك سلاحًا قويًا للتصدي للملاريا يتمثل في العناية بالحدائق، لأنه يساعد في القضاء على تجمعات البعوض الناقلة للمرض بالتخلص من مصدر تغذيته.

الدراسة أجراها باحثون بجامعة ميامي في الولايات المتحدة بالتعاون مع باحثين في مالي، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية “أبحاث الملاريا”.

واختبر الباحثون هذا النهج الجديد في مكافحة المرض في 9 قرى في منطقة باندياجارا في مالي غرب القارة الإفريقية.

وأشار فريق البحث إلى أن نوعًا منتشرًا من النبات في منطقة باندياجارا يعتبر مصدرًا رئيسيًا للغذاء للبعوض الناقل للملاريا.

وتنتشر شجيرة تسمى “بروسوبيس جوليفلورا”، التي تجتاح غيرها من النباتات وتغطي مساحات واسعة، على ملايين الهكتارات في أفريقيا.

وأجرى العلماء تجربة زراعية، لمعرفة ما إذا كانت إزالة الأزهار من هذه الشجيرة ستساعد في القضاء على البعوض في المنطقة.

وأظهرت النتائج أن نزع الأزهار من تلك الشجيرات في المنطقة كان له تأثير في القضاء على إناث البعوض البالغة الأكبر عمرًا التي تنقل الملاريا.

ووجد الباحثون أنه في القرى التي أزالوا فيها الزهور انخفض إجمالي البعوض بنحو 60%، ويعتقد الفريق أن البعوض قتل جوعًا نتيجة لنفاد مصدر غذائه.

ويعتقد العلماء أنه بدون رحيق الأزهار فإن البعوض الأكبر سنًا يموت جوعًا، لذا فالقضاء على إناث البعوض قد يوقف دائرة نقل الملاريا.

ولا يزال الملاريا واحدة من أكثر التحديات الصحية الصعبة في العالم، حيث يصيب المرض أكثر من 200 مليون شخص سنوياً ويقتل نحو نصف مليون، معظمهم من الأطفال في إفريقيا.

وتعتبر مناطق أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى الأكثر تضررًا من هذا المرض، ويبلغ نصيبها 90% من إجمالي الحالات في العالم عام 2015.

وحتى الآن لا يوجد أي لقاح للملاريا مرخص به في أي مكان بالعالم، وينتقل الملاريا عن طريق طفيلي أحادي الخلية.

وتقوم أنثى بعوض (أنوفيليس) بالتقاط الطفيلي من الأشخاص المصابين بالعدوى، عند لدغهم، للحصول على الدم اللازم لتغذية بيضها، بعدها يبدأ الطفيلي بالتكاثر داخل البعوضة، وعندما تلدغ شخصًا آخر، تختلط الطفيليات بلعابها، وتنتقل إلى دم الشخص الملدوغ.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن نحو 3.2 مليار شخص، أي نصف سكان العالم تقريبًا، معرضون لخطر الإصابة بالملاريا، كما أن المرض يقتل طفلًا في إفريقيا كل دقيقة.

وأضافت المنظمة أن الملاريا أودى بحياة نحو 627 ألف شخص عام 2012، غالبيتهم من أطفال جنوب صحراء إفريقيا وتقل أعمارهم عن 5 أعوام، ويتسبب الوباء في وفاة 1300 طفل يوميًا في الدول الإفريقية الواقعة فى منطقة جنوب الصحراء الكبرى.

Exit mobile version