محررون من داخل “الأقصى” يبرقون رسائل لإخوانهم الأسرى “من المسرى إلى الأسرى”

في اليوم الثامن والعشرين من شهر رمضان من داخل ساحات المسجد الأقصى، أبرق العديد من المحررين المعتكفين داخل المسجد في لقاءات متعددة رسائل إلى إخوانهم الأسرى وعيد الفطر السعيد يمر عليهم بعد إضراب الكرامة، وتغول الاحتلال في إجراءاته العنصرية.

من المسرى للأسرى

تكررت مقولة من “المسرى إلى الأسرى” على ألسنة المحررين وهم يتحدثون عن إخوانهم ويبرقون لهم رسائل الدعم والحب والمودة.

المحرر محمد مصطفى شتات (55 عاماً) أمضى 11 عاماً في الأسر يقول: المسرى والأسرى تحت قبضة الاحتلال، وخلال اعتكافي لا أذكر أن سجدة خلت من الدعوة لهم بالإفراج والتحرر من قيد السجن مع دموع حارة نابعة من قلب يحترق على أوضاعهم.

وأضاف: الاحتلال يأسر لي نجلين أحدهم حكم خمس سنوات والآخر مازال موقوفاً، ولي أقارب وأصدقاء، وهذا كله يجعل في داخلي بركاناً متوقداً، ووجودي داخل المسجد الأقصى فرصة للدعاء لهم، فنحن هنا نتضرع إلى الله في الدعاء لهم.

العباسي والدعاء

المحرر إبراهيم العباسي من بلدة سلون، أمضى 19 عاماً في الأسر وتحرر منذ عدة أشهر يقول: لم يغب الأقصى عني لحظة واحدة وأنا في الأسر، وبعد التحرر لم يغب الأسرى عن مخيلتي وقلبي وتفكيري، وخلال شهر رمضان التقيت بمحررين كنت معهم، ولم نتوقف عن الدعاء لزملائنا الأسرى في صلاة التراويح والقيام، فلا نملك لهم إلا الدعاء في محراب المسجد الأقصى وهي وصيتهم لنا قبل التحرر.

إعلاميون

الكثير من الإعلاميين من داخل المسجد الأقصى ركزوا في تقاريرهم الصحفية على واقع الأسرى داخل المسرى.

الصحفي طارق أبو زيد يقول: لا بد أن يكون للأسرى حيز مهم في المادة الصحفية التي تخرج من ساحات المسجد الأقصى لدعم الأسرى في سجونهم.

أما الإعلامي نواف العامر يقول: الصحفي والإعلامي هو من أكثر الفئات التصاقاً بقضايا شعبه، وقضية الأسرى من أهم القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني؛ لذا فالتقارير الصحفية سواء كانت مكتوبة أو مرئية أو مسموعة تتحدث عن الأسرى ومعاناتهم وشوق عائلاتهم، وكيف في موسم رمضان داخل المسجد الأقصى يكون للأسرى حضور واسع.

زوجة أسير

تقول المربية أسماء حوتري، زوجة الأسير رائد الحوتري من قلقيلية، والمحكوم 23 مؤبداً للقدس: خلال تواجدي في الأقصى في الجمع الرمضانية مع ابني مقداد وابنتي حور لا نتوقف لحظة واحدة عن الدعاء لزوجي رائد ولكافة الأسرى، وشاهدت زوجات وأمهات الأسرى في قبة الصخرة وهن يبكين في الصلاة من أجل الأسرى، ومسجد الصخرة أفضل مكان يتم التضامن فيه مع الأسرى لقداسة المكان وخصوصية الدعاء فيه.

الدعاء في صلاة التراويح

لا يتوقف أئمة المسجد الأقصى خلال صلاة التراويح وفي دعاء صلاة الوتر من الدعاء للأسرى، وأن يردهم إلى أهاليهم سالمين غانمين، وعند ذكر الأسرى في الدعاء يتفاعل كل من خلف الأمام بصوت مرتفع “آمين”، فتبرة الاستجابة تكون عالية مع صوت حزين.

يقول المحرر لؤي داود الذي أمضى 11 عاماً في الاعتقال: عندما يأتي الإمام ويدعو للأسرى، تنتابني قشعريرة وأرجف منها، ومن يقف بجانبي ينتابه شعور بأني أعاني من السخونة الشديدة.

Exit mobile version