شبان فلسطينيون يمتهنون أعمالاً شاقة لتأمين لقمة عيشهم

لا يتوقف الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية عن البحث عن وسائل تضمن لهم ضمان دخل بسيط يؤمّن لقمة عيشهم في ظل تصاعد نسبة البطالة نتيجة الركود الاقتصادي الناجم عن الحصار والجدار.

شباب في عدة قرى فلسطينية يقومون بجمع العلب البلاستيكية التي يلقيها من يسافر على هذه الطرقات من المستوطنين على جانب الطريق.

مخاطر جمع هذه العلب البلاستيكية تكمن في اصطيادهم من قبل قطعان المستوطنين، فلا ضمان لهم وهم وحدهم يحملون أكياسهم يضعون فيها العلب البلاستيكية.

الصباح الباكر

أفضل الأوقات لجمع العلب البلاستيكية وقت الصباح الباكر قبل أن تشرق أشعة الشمس اللاذعة في شهر يونيو.

يقول الشاب محسن صنوبر، من قرية يتما جنوب نابلس، الذي يجمع هذه العلب لبيعها إلى تاجر يشتريها منهم، لـ”المجتمع”: نعمل في اليوم 6 ساعات من الساعة السادسة صباحاً حتى الساعة الثانية عشرة في أجواء رعب وخوف، فنحن نتعرض للدهس وخطر المستوطنين وخطر أشعة الشمس من أجل جمع 1000 علبة بلاستيك وبيعها بـ50 شيكل (15 دولاراً)، وتكون أجسامنا محروقة من الشمس، والإرهاق ينهكها.

الشاب محسن يخرج من بيته من قرية يتما جنوب نابلس مع صديه وكل واحد منهم يتولى جانباً من الطريق بشكل موازٍ، فجمع العلب يحتاج إلى رفيق درب خوفاً من حدوث أي مكروه من قبل المستوطنين.

الاحتلال أغلق علينا

يقول الشاب محسن: أقوم بهذه المهنة الشاقة لعدم وجود فرص عمل، نستطيع من خلالها سد رمقنا ورمق عائلاتنا، فالاحتلال أغلق علينا كل المنافذ والتهرب إلى داخل الورش “الإسرائيلية” في الداخل له مخاطر السجن والغرامة والضرب، وقد يكون إطلاق الرصاص، لذا أفضّل أنا وصديقي العمل على جمع العلب وتأمين يومية بقيمة 50 شيكلاً أفضل من مبلغ كبير داخل الورش “الإسرائيلية”.

وأضاف الشاب محسن: أسير أنا ومن معي مسافة عدة كيلومترات حتى أجمع ألف علبة، وبعد عملية الجمع يتم فرزها في البيت إلى مجموعات حتى يسهل عدها وبيعها.

التاجر خيري صنوبر يقول: أنا أشتري منهم الألف علبة بـ50 شيكلاً، وأقوم ببيعها بـ70 شيكلاً، وعملهم شاق وخطير، ولكن لا يوجد بديل لهم، فلا فرص عمل موجودة.

أطفال على الطرقات

وفي محافظة قلقيلية تكثر الطرق الالتفافية، ويرى فيها العديد من الشباب فرصة لجمع العلب البلاستيكية والحديدية بشكل يومي.

الشاب عماد أخليف يقول: هذه المهنة ليست جديدة، والخطير فيها أن يقوم بعملية الجمع أطفال صغار، بينما الشباب الكبار يمكن أن يقدروا الموقف على الطرقات ويخشى المستوطن الاعتداء عليهم، أما الأطفال الذين نشاهدهم فعليهم خطر شديد، حيث يمكن السيطرة عليهم بسهولة والاعتداء عليهم أو حتى خطفهم وإعدامهم.

ظروف قاسية

الناشط في مقاومة الجدار والاستيطان محمد زيد قال لـ”المجتمع”: نحن نتكلم عن ظروف عمل قاسية على طرق التفافية، فهؤلاء الشباب هدف سهل لقطعان المستوطنين سواء بضربهم أو قتلهم أو دهسهم، وتتكرر حوادث الدهس للفلسطينيين على هذه الطرق، ويمكن قتلهم بسهولة من خلال شماعة الشبهة الأمنية.

وتابع الناشط زيد قائلاً: الأصل حماية هؤلاء الشباب وتوفير فرص عمل لهم وإبعادهم عن هذه الطرقات وعن هذه المهنة الخطيرة، فالمستوطنون يمكن أن يستفردوا بهم بسهولة، إضافة إلى جنود الاحتلال الذين يطلقون النار عليهم بسهولة وبدون رحمة.

Exit mobile version