جحيم الموصل.. 10 دولارات لكيلو الحشائش و5 للتر الماء الملوث!

قال فارون من الجانب الغربي للموصل، شمالي العراق: إن الوضع الإنساني تدهور بشدة بعد نفاد الحشائش وأغصان الشجر، آخر الأغذية بالنسبة للسكان، ووصل سعر ما تبقى منها 10 دولارات للكيلو، و5 دولارات للتر المياه الملوثة.

وأضاف النازحون، من منطقة الساعة، إحدى مناطق الموصل القديمة (الجانب الغربي)، في أحاديث لمراسل “الأناضول”؛ أن عشرات آلاف المدنيين العالقين وسط الحرب يعانون من الجوع وسوء التغذية.

والتقى مراسل وكالة “الأناضول” الفارين العراقيين عند خط الصد (الدفاع) الأول لقوات الشرطة الاتحادية في حي الزنجيلي، غربي الموصل، عقب خروجهم من المدينة.

وحذر النازحون من أن الوضع الإنساني للمدنيين، وخاصة كبار السن والأطفال، متدهور؛ فلا وجود للطعام والماء وأبسط الخدمات اللازمة لديمومة الحياة.

وأشاروا إلى أن الحشائش وأغصان الأشجار، التي كان المدنيون يقتاتون عليها، قد نفدت، والمتبقي منها يباع الكيلو الواحد بـ13 ألف دينار عراقي (نحو 10 دولارات)، وأن لتر الماء الملوث يباع بـ7 آلاف دينار (نحو 5 دولارات).

وحذروا من أن المحاصرين لا يمتلكون المال لشراء حتى الحشائش والماء الملوث الأمر الذي يعرضهم لخطر الموت.

وتابعوا، بينما كان بعضهم يبكي بحرقة، أن كل شخص فقد 20 – 25 كجم من وزنه، وأن أمراض سوء التغذية باتت تفتك بالجميع، وبات كبار السن والأطفال غير قادرين على الحركة أو الكلام من شدة الجوع والعطش.

وأشاروا إلى أنهم شاهدوا، خلال رحلة فرارهم، عشرات الجثث لرجال ونساء وأطفال ملقاة في الطرق.

وبشأن وضع تنظيم “داعش” في المناطق التي لا تزال تحت قبضته، قال النازحون: إن مسلحي التنظيم ينتشرون وبكثرة لاسيما في أوقات الصباح الباكر بكل مكان ويعملون ليل نهار على تعزيز مواقعهم وقدراتهم القتالية للتصدي للقوات العراقية التي تقترب كل يوم من حصنهم الأخير.

ونجح النازحون في الفرار من جحيم “داعش” بالاختباء بالمنازل غير المأهولة، خلال تنقلهم من حي لآخر، حتى وصولهم إلى القوات العراقية، على مشارف حي الزنجيلي المحاصر.

وتحكم القوات العراقية حصار المنطقة القديمة، منذ أسابيع، لكنها لم تحقق تقدماً ملموساً نتيجة المقاومة العنيفة التي يبديها “داعش” وسط أزقة ضيقة مكتظة بالسكان.

ويتعذر على المركبات العسكرية المرور فيها، كما تحد طبيعة المنطقة من إمكانية استخدام الأسلحة الثقيلة والقصف الجوي.

وإضافة إلى المنطقة القديمة، لا يزال “داعش” ينتشر في حيي “الشفاء”، و”الزنجيلي”، وهو كل ما تبقى له في الموصل، والتي شنت القوات العراقية هجوماً، بدعم التحالف الدولي، لاستعادتها في أكتوبر الماضي.

ونزح أكثر من 700 مدني من الموصل القديمة والمناطق المحيطة بها منذ بدء حملة عسكرية لانتزاع المدينة من قبضة تنظيم “داعش”.

ولا تزال حركة النزوح مستمرة من الجانب الغربي للمدينة ومناطق إلى الغرب على حدود سورية، حيث تتواصل المعارك بين الجانبين.

Exit mobile version