سورية: الذكريات تعصف بأهالي المعتقلين والشهداء في رمضان والدعاء يبقى الأمل الوحيد

يوقظ شهر رمضان المبارك الذكريات في نفوس أهالي المعتقلين والشهداء، نتيجة غياب ذويهم، وعدم مشاركتهم أجواء هذا الشهر الفضيل، كصلاة التراويح والجلوس على مائدة الإفطار والسحور وغيرها.

وتقول أم سليمان، والدة أحد المعتقلين، بحسب وكالة “مسار برس”: لم أعد أشعر ببهجة رمضان لأن ولدي معتقل في سجون نظام الأسد ولا أعلم عنه شيئاً، كما أن زوجي استشهد في قصف للطيران الحربي على الغوطة الشرقية.

وأضافت أم سليمان: دموعي لا تجف، فمعيل الأسرة شهيد وفلذة كبدي معتقل، فكيف لي أن أعيش أجواء رمضان كبقية العائلات.

بدورها، تحدثت أم يحيى عن شعورها عندما تجلس على مائدة الإفطار وولدها الوحيد لا يجلس بقربها، قائلة: بعد سماع أذان المغرب الناس تبدأ بتناول الطعام، أما أنا لا أستطيع التوقف عن البكاء، وأبدأ بالدعاء والتضرع لله بأن يرد لي ولدي المعتقل، مضيفة: أخشى أن أفارق الحياة قبل أن أشاهده مرة ثانية، أمنيتي الوحيدة أن يعود لي سالماً.

من جهتها، أكدت أم أحمد، زوجة المعتقل مروان، أنها تشعر بتعب نفسي كبير بشهر رمضان، لأن ذكريات الماضي تعود إليها دفعة واحدة، فتتذكر الأيام الجميلة التي كانت تعيشها مع زوجها ولا سيما أثناء الاستعداد لاستقبال رمضان، والجلوس على مائدة الإفطار والذهاب معاً إلى المسجد لأداء صلاة التراويح.

أما أبو عصام، والد المعتقل عصام البالغ من العمر 24 عاماً، ذكر أن ولده يقضى حكماً بالسجن لا يعرف مدته، مشيراً إلى أن هذه السنة الثالثة التي يأتي فيها رمضان وولده غائب عن المنزل.

ولفت أبو عصام إلى أن أسرته لم تذق طعم الفرح منذ مدة طويلة، وأن الحزن يرافق جميع أفراد العائلة بانتظار إفراج قوات الأسد عن عصام.

ينطبق حال أبو عصام في شهر رمضان على آلاف الأسر السورية التي تعاني من غياب ذويهم؛ إما بسبب الاعتقال أو الاختفاء القسري، حيث توقظ أجواء رمضان الشوق والذكريات في نفوس الأهالي لأبنائهم الغائبين الحاضرين، والكثير من العائلات تجد في هذه الأيام المباركة فرصة للدعاء إلى الله عز وجل بأن يفك أسر أولادهم ويعيدهم سالمين.

Exit mobile version