شخصيات مقدسية: الاحتلال سلب صلاحيات الأوقاف بالمخالفة لكل الأعراف الدولية

باب الغوانمة من أبواب المسجد الأقصى المستهدفة

حذرت شخصيات مقدسية من تغول الشرطة “الإسرائيلية” بقرارات من المستوى الأمني في حكومة الاحتلال، لسحب كل الصلاحيات المخولة بها دائرة الأوقاف لإسلامية التابعة إدارياً إلى الأردن.

مخالفات خطيرة

رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري قال لـ”المجتمع”: الاحتلال يمارس مخالفات خطيرة بحق المقدسات في القدس، ومن ضمنها المسجد الأقصى، فمطالبة الأوقاف بعودة الوضع القائم إلى ما هو عليه قبل عام 2000م يعني أن الأوقاف لها الصلاحيات المطلقة منذ احتلال المدينة عام 1967م، وتم سحب هذه الصلاحيات بعد عام 2000م، والاحتلال يفسر الوضع القائم بما يجري الآن وليس ما قبل عام 2000م، وهذا التفسير خبيث يهدف إلى تضليل الرأي العام العالمي.

صلاحيات مسحوبة

وأضاف صبري: الصلاحيات التي سحبت من الأوقاف تتمثل في سيطرة الاحتلال على الأبواب الخارجية بشكل مطلق، ومنع الأوقاف من التدخل في إدارة الأبواب الخارجية للمسجد الأقصى، ومنع الموظفين التابعين للأوقاف بالتدخل في فتحها أو إغلاقها.

واستطرد صبري قائلاً: تحديد أعمار المصلين يعتبر تدخلاً مباشراً في صلاحية الأوقاف وإدارة المسجد، إضافة إلى حظر الرباط ومصاطب العلم، واعتبار الرباط تنظيماً غير مشروع يعاقَب من تثبت عليه تهمة الرباط في المسجد الأقصى، كما أن الاحتلال سحب صلاحية حراس المسجد الأقصى واعتدى عليهم وأبعدهم وتم اعتقال الكثير منهم.

تحكم في كل شيء

وقال صبري: حتى إن الاحتلال يتحكم في عملية إدخال مواد الصيانة والترميم، وفي شهر رمضان يعرقل إدخال وجبات الإفطار والسحور، ويقيم مراكز للشرطة داخل ساحات المسجد الأقصى، منها مركز في صحن الصخرة، إضافة إلى الكاميرات الأمنية.

شكل بلا مضمون

أما الخبير المقدسي د. جمال عمرو قال لـ”المجتمع”: دعوة مدير الأوقاف للعودة إلى ما قبل عام 2000م؛ لأن الأوقاف أصبحت شكلاً بدون مضمون، في ظل إجراءات الاحتلال المستمرة في سحب كل الصلاحيات، ومن ضمن ما يفعله الاحتلال بحق الأوقاف يتمثل في ضرورة تقديم طلب خطي إلى ما يسمى بضابط جبل المعبد لإدخال كيس إسمنت أو ماسورة صغيرة، وانتظار موافقة أو عدم موافقة هذا الضابط التوراتي، وإذا كانت هناك موافقة لا يسمح بالعمل إلا بإشراف سلطة البيئة والآثار، فالأوقاف عبارة عن هيئة لا صلاحيات لها على الإطلاق، بينما كانت في السابق قبل عام 2000م هي صاحبة السيادة، وكان الاحتلال عندما يريد أن يتجول في المسجد الأقصى يقدم طلباً للأوقاف حتى تسمح له، وبعدها يتم مرافقة من يدخل من “الإسرائيليين” بحراس تابعين للأوقاف، وتكون المرافقة من البداية حتى النهاية.

كنيس في صحن القبة

وأضاف عمرو: اليوم الاحتلال هو السيد في المكان، حتى إن هناك كنيساً داخل مركز شرطة الاحتلال في صحن قبة الصخرة، وهو مخصص لرجال الشرطة المتدنيين، وعندما تم تدمير هذا المركز قبل عامين من قبل مصلين غاضبين في ليلة القدر، أعيد ترميمه وتوسعته بأموال وقفية حسب رغبة الاحتلال، وهذا الأمر يدلل على أن الأوقاف لا وزن لها ولا صلاحية، وهي إدارة فارغة من محتواها، وصرخة الأوقاف تأتي في سياق ضعيف؛ لأن الاحتلال لم يعد يقبل بأي دور لأي جهة.

نتنياهو: لن نفتح الملف

رئيس أكاديمية القرآن ومدير الأقصى سابقاً د. ناجح بكيرات قال: رد رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو على دعوة الأوقاف للعودة إلى ما قبل عام 2000م كان سريعاً بالقول: لن نفتح هذا الملف، وهذه رسالة إلى إلغاء دور الأوقاف والدور الأردني في المسجد الأقصى، إضافة إلى قيام اليمين المتطرف بشن حملة مسعورة على الأوقاف بعد تصريح مديرها على الفور، مطالبين بردع من صرح وعقابه، في صورة عنصرية تجاه كل من يريد أن يرجع السيادة للمسجد الأقصى.

وأضاف: هذا الصلف الاحتلالي يؤكد أن الاحتلال ماضٍ في مخططاته الخبيثة والخطيرة، ونحن في القدس نؤكد أن الاحتلال غير شرعي وقائم على الظلم، ومهما كانت الإجراءات على الأرض قاسية فأهل القدس لن يسمحوا للاحتلال بتمرير مخططاته.

يشار إلى أن حكومة الاحتلال قد أقرت جلساتها الأسبوعية في ساحة البراق؛ استفزازاً لكل المسلمين في العالم رداً على تصريحات الأوقاف بإعادة الوضع القائم إلى ما هو عليه قبل عام 2000م. 

Exit mobile version