القضايا الصحية والفوائد المرتبطة بشهر الصوم.. ما هي؟

عندما يستعد مسلمو العالم الذين يقدر عددهم بالمليارات للصيام خلال شهر رمضان – وهو ركن من الأركان الخمسة للإسلام – تبرز مخاوف دائمة من أن يظل المرء دون أي طعام أو ماء لمدة تصل أحياناً إلى 18 ساعة في اليوم.

ومع ذلك، وهذا ليس مستغرباً، هناك العديد من الفوائد الصحية للصوم، إذا ما استعد المسلم بشكل جيد للصيام، وإذا ما صام بالطريقة الصحيحة.

فعلي الرغم من الشعور المحتمل ببعض الحرقة في المعدة وبعض التوتر وبعض الجفاف والانخفاض في مستويات التركيز، يقول د. رازين مهروف، وهو طبيب تخدير من أكسفورد، اشترك في وضع دليل للصيام الناجح خلال شهر رمضان: إن هذا الوقت من السنة لا يعتبر دائماً وسيلة لإنقاص الوزن؛ لأن التركيز يكون على الجانب الروحي أكثر من الجانب الصحي، لكنه فرصة كبيرة للحصول على فوائد مادية أيضاً.

وواحدة من المفاهيم الخاطئة الشائعة عن رمضان كما يضيف د. مهروف هي أن جميع المسلمين يجب أن يشاركوا في الصوم، وهذا لا ينطبق علي المرضى أو الضعفاء، وهناك استثناءات أخرى تشمل النساء الحوامل والمسنين والأطفال بشكل خاص.

ولذلك، بالنسبة لأولئك الذين سيصومون هذا العام، هناك بعض الفوائد الصحية التي يمكن جنيها من الصيام إذا ما صاموا بطريقة صحيحة واتبعوا نظاماً غذائياً جيداً من قبل شروق الشمس حتى غروبها.

ويبدأ يوم الصيام قبل شروق الشمس وحتى غروبها، وفيه يمكن استبدال الطاقة في الجسم من خلال وجبتين من الطعام يومياً، ومن المهم للصائم أن يحصل على الغذاء المتنوع من جميع المجموعات الغذائية الرئيسة الخمس، وهذا سوف يوفر انتقالاً أسهل من استخدام الدهون إلى حرق الطاقة المخزونة في الجسم بدلاً من استخدام الجلوكوز.

وهذا يعني أنه يمكن تخفيف الوزن، ويمكن الحفاظ على العضلات، وتقليل مستويات الكوليسترول، مع مزيد من السيطرة على مرض السكر وضغط الدم.

وفضلاً عن هذا، فبعد بضعة أيام من شهر رمضان، يبدأ الجسم في التكيف مع نمط الأكل والشرب الجديد، كما تظهر مستويات أعلى من الإندورفين في الدم، مما يجعل الصيام في حالة أحسن من التأهب، ويشعر الصائم بأنه أكثر سعادة، ويعطيه الصوم شعوراً عاماً بصحة عقلية أفضل.

وعلى وجه العموم، يجب على الصائمين تجنب الأطعمة المفرطة في الدهنية والأطعمة المقلية، وبدلاً من ذلك عليهم اختيار الخبز، وتناول المشويات في وجباتهم اليومية.

والإفطار على التمر والحلوى والمشروبات التي تحتوي على الحليب أمر شائع في العديد من الأسر، وهذه توفر دفعة من الطاقة التي تشتد الحاجة إليها بعد يوم من الصيام، وشرب الكثير من الماء مهم للإماهة أو تعويض السوائل وضمان الحفاظ على الجسم نشيطاً ولكن يراعى الحد من الإفراط.

وبشكل عام، يقول د. محروف في دليله: إن الطريقة التي يتبعها المسلمون في اتباع نظام غذائي أثناء الصيام تشبه النظام الغذائي الذي ينبغي أن يتبعوه في تناول الطعام في غير رمضان على أي حال، مضيفاً: يجب أن يكون لديك نظام غذائي متوازن، مع نسبة مناسبة من الكربوهيدرات والدهون والبروتينات.

المصدر: “الإندبندنت”.

Exit mobile version