لا لإلقاء اللوم على المسلمين فيما حدث في مانشستر

لاني سيلينجر (*)

 كما أصبح منمطاً ومألوفاً، استجاب كثير من الناس للهجوم الإرهابي المروع في مانشستر بمزيد من “الإسلاموفوبيا”، لا تلوموا المسلمين على هجوم مانشستر، المسلمون ضحايا لأعمال الإرهاب التي ترتكبها بعض الجماعات الإسلامية كما يمكن أن يحدث من أي جماعات دينية أخرى، وعندما تتبع موجة من “الإسلاموفوبيا” الهجوم، تجعل الأمور أسوأ بكثير بالنسبة للأشخاص الذين يعانون بالفعل من العنف.

دعونا نكون واضحين بخصوص شيء مهم؛ “تنظيم الدولة”، الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم مانشستر، لا يمثل الإسلام، ولكن يمثل أجندة متطرفة يدعي أن لها جذوراً أيديولوجية في الإسلام، ولكنه في الواقع يتحرك خارج كل الاعتراف، بطريقة بغيضة بشكل كامل للمسلمين في العصر الحديث، وعن “تنظيم الدولة”، قال المدير التنفيذي لمجلس الشؤون العامة الإسلامية في عام 2015م: يجب أن نتعامل معه بمصداقية أكثر كأي مجموعة أخرى من المتعصبين.

وعندما ينفذ “تنظيم الدولة” هجوماً إرهابياً، فإن هدفه يكون إثارة الخوف بين الناس وهم يمارسون حياتهم اليومية، فهدف المجموعة هو جعل الناس يشعرون بعدم الأمان في منازلهم، وأماكن عملهم، وأماكن عبادتهم، ومهاجمة حدث ترفيهي واحتفالي مثل حفلة “البوب” ​​تلك يقصد به حتماً التخويف من الفرح، وتحويل الاحتفال لحداد، وأعتقد أن هذا الشعور أصبح يؤثر على الناس في مانشستر، بغض النظر عما إذا كانوا يصلون في كنيسة أو مسجد، أو أي مكان آخر.

هناك ما يقرب من 3 ملايين مسلم في المملكة المتحدة، أي ما يقرب من 5% من السكان، وهذا الهجوم الإرهابي كان موجهاً إليهم أيضاً، وسيؤثر عليهم بنفس الطريقة التي سيؤثر بها على 95% من السكان البريطانيين الآخرين، وهم لم يرتكبوا أي جريمة، والمسلمون بحق يستحقون فعلاً تعاطفاً أكبر الآن من أي وقت، لأنهم يرون كلمات نصوصهم المقدسة تشوه لخدمة أيديولوجية سياسية خطيرة.

وعندماً يتفاعل الناس من خلال نظراتهم القذرة للمسلمين في الشوارع وجلدهم على “تويتر”، مدعين عدم وجود “الإسلاموفوبيا” لأنه من العقلاني ومن الطبيعي أن يخافوا من جميع المسلمين، فإن هذا يغذي رواية الإرهابيين المتطرفين، فـ”الإسلاموفوبيا” شيء مدمر وغير عادل، وتجاهل لرسائل التعاطف والدعم التي يرسلها للتطرف.

الرد على هجمات مانشستر لا يكون فقط بالتعاطف والرحمة مع الضحايا وأسرهم، ولكن أيضاً بالتعاطف مع المسلمين الذين يواجهون الآن كراهية مضللة في كل مكان، فقط لأن “تنظيم الدولة” يدعي خطأ التحدث نيابة عنهم، لا ينبغي أن يكون لـ”الإسلاموفوبيا” مكان في عالم يريد السلام.

/www.bustle.com

 (*) كاتبة أمريكية تعيش في جمهورية التشيك  

Exit mobile version