على هامش الملتقى الدولي لأوقاف القدس المقام في إسطنبول برعاية وحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أقامته كل من إدارة الأوقاف التركية، والمعهد الدولي لأوقاف القدس، الذي ساهمت فيه فعاليات كثيرة من داخل القدس وفلسطين وخارجها من العالم الإسلامي، ساهم الأمين العام السابق للأمانة العامة للأوقاف في دولة الكويت د. عبدالمحسن الجارالله الخرافي بورقة عمل تحت عنوان “العطاءات والأوقاف الكويتية في أرض الإسراء” التي لخصت أوجه العطاءات الكويتية القديمة والحديثة.
وبشكلٍ طبيعي استهل الباحث بخلفية علمية عامة عن الوقف ومكانته عموماً وأهمية توجيهه إلى أرض الإسراء خصوصاً.
ثم استعرض الصور المتعددة لدعم الكويت وأهلها حكومة وشعباً أفراداً ومؤسسات لأرض الإسراء مادياً وعلمياً وإعلامياً وبحثياً.
واستعرض بالتفصيل أوجه العطاءات والأوقاف الكويتية الموجهة إلى أرض الإسراء من قبل المؤسسات الرسمية والأهلية منطلقاً من المكانة التاريخية لأرض الإسراء و مكانتها لدى المسلمين منذ القدم.
وقد ختم هذا الاستعراض المفصل بفصلٍ مستقل عن عطاءات الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي الكويتي تمويلاً ومقراً، وجهوده في دعم أرض الإسراء وقضاياها من حيث تثبيت الهوية الفلسطينية هناك، وتأكيد هوية القدس؛ حيث يخصص الصندوق الكويتي 10% من ريعه السنوي للقدس وفلسطين فقط، بينما تتوزع الـ90% الأخرى من ريعه لبقية دول العالم المستحقة للدعم.
وبعد السرد الطويل والسياق التفصيلي الكبير الزاخر بالعطاءات الكويتية لأرض الإسراء توقف د. عبدالمحسن الجارالله الخرافي عند أبرز التحديات في طريق إنجاز هذه الدراسة بشكلها المتكامل المفترض، حيث فوجئ عند وصوله للجانب التحليلي لآثار هذه العطاءات الكويتية بعدم وجود باحثين متخصصين أو مراكز بحثية متخصصة ترصد الأثر الميداني لهذه العطاءات بحيث تخرج بصورة تقييمية توجه المتبرعين للأولويات من جهة ومدى تحقيق أهداف المتبرعين من جهة أخرى.
وقد لخص هذه التحديات بالعوامل العشرة التالية وبشكل متسلسل مترابط:
1- طبيعة الدراسة استردادية ذات طابع وصفي.
2- السرد يحتاج إلى تحليل.
3- التحليل يقوم على رصد الآثار.
4- رصد الآثار يحتاج إلى استقصاء ميداني.
5- الاستقصاء الميداني يقتضي المعايشة على أرض الواقع.
6- المعايشة الميدانية غير ممكنة في ظل ظروف الاحتلال الغاشم.
7- وبالنسبة للمستفيدين المستهدفين بالدعم داخل الأراضي المحتلة:
– التواصل معهم ليس سهلاً:
– المعلومات المتاحة حساسة جداً ويفضل المستفيدون كتمانها تجنباً للحرج الشديد.
8- في سبيل حل ذلك الإشكال تواصل الباحث مع بعض الباحثين المتخصصين في هذا المجال، فلم يجد أحداً متخصصاً بهذا النوع من البحوث.
9- وبشكل طبيعي تم التحول إلى أحد المراكز البحثية لعل فيه المبتغى، ولكن المركز فوجئ بأن هذا الأمر غير مطروق لديه أصلاً، ولا يعرف من يشتغل فيه.
10- نشأ لدى المركز البحثي تحدٍّ ذاتي للوصول إلى مثل هذا التحليل من أجل توجيه مسيرة العمل الخيري الوجهة الصحيحة.
هذه الجوانب التحليلية يمكننا تحديد بعض الجوانب المهمة منها في مثل ذلك التحليل المطلوب فيما يلي:
– ما أثر تلك العطاءات والأوقاف في تحسين الأوضاع الاقتصادية في المناطق التي وصلتها، وكذلك الأوضاع التعليمية والصحية والاجتماعية والإسكانية وفي مجالات دعم البنية التحتية ومكافحة البطالة؟
– وقد بين الباحث أنه إلى حين كتابة هذا البحث، فإن الجزء التحليلي له هو الآن في ضوء الدراسة والمتابعة الجادة، التي لو انتهت كما هو مخطط لها سيشكل البحث إضافة بحثية من شأنها ترشيد توظيف تلك العطاءات والأوقاف الخيرية.