المسكّنات قد تزيد خطر الإصابة بالأزمات القلبيّة بنسبة 100٪

خطر احتشاء عضلة القلب هو الأكبر في الشهر الأول من تناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل ايبوبروفين إذا كانت الجرعة عالية، كما يقول الباحثون.

وتشير دراسة إلى أن المسكنات الشائعة التي تشمل الإيبوبروفين تزيد من احتمال الإصابة بأزمة قلبية خلال الشهر الأول من تناولها إذا ما استهلكت بجرعات عالية.

وقال فريق دولي من الباحثين: إن جميع العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات الخمسة التي تم فحصها يمكن أن تثير المخاطر في وقت مبكر من الأسبوع الأول من الاستخدام.

وخلصوا إلى أن هناك احتمال أكبر بأن 90٪  من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية كما تقول الدراسة كانت مرتبطة بخطر متزايد لحدوث النوبات القلبية.

وكانت الاحتمالات الإجمالية للنوبات القلبية تتزايد بنسبة تتراوح من 20٪ إلى 50٪  إذا استخدمت مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مقارنة مع عدم استخدام الأدوية علي الإطلاق، على الرغم من أنها تختلف في تقديرها باختلاف الأفراد، وقد شملت أيضاً نابروكسين، ديكلوفيناك، سيليكوكسيب وروفيكوكسيب.

وبما أنها كانت دراسة رصدية، فلا يمكن إثبات السبب والنتيجة بشكل قاطع.

ومع ذلك، فإن المؤلفين، بقيادة ميشيل بالي من مركز أبحاث مستشفى مونتريال بجامعة مونتريال، يقولون: “بالنظر إلى أن ظهور خطر احتشاء عضلة القلب الحاد (نوبة قلبية) حدث في الأسبوع الأول وظهرت أكبر نسبة في الشهر الأول من العلاج مع ارتفاع الجرعات، يجب على واضعي الوصفات النظر في مدى المخاطر والفوائد الناتجة عن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية قبل بدء العلاج، وخاصة عندما تكون الجرعات أعلى”.

وقد أشارت الدراسات السابقة إلى أن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية يمكن أن تزيد من خطر تلف القلب، وقال المؤلفون: إن التوقيت، وتأثير الجرعة، ومدة العلاج، والمخاطر المقارنة بين الأنواع المختلفة كانت غير مفهومة.

وبالنسبة للورقة التي نُشرت في مجلة بي إم جي أمس الثلاثاء، قام الباحثون بتحليل نتائج 446763 شخصاً على قواعد بيانات الرعاية الصحية في بلدان من بينها كندا وفنلندا والمملكة المتحدة، منهم 61460 نوبة قلبية.

وأشارت النتائج إلى أن خطر الإصابة بالأزمات القلبية مرتبطة باستخدام جرعات أكبر من المسكنات وخلال الشهر الأول من الاستخدام. ومع فترة أطول من العلاج، لم يظهر أن المخاطر تستمر في الزيادة ولكن لأن الباحثين لم يدرسوا أثرها على تكرار النوبات القلبية، فإنهم ينصحون باستخدام  مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية بحكمة ولفترة قصيرة قدر الإمكان.

وقالوا: إن نسبة زيادة الخطر المحتملة هي 75٪ للإيبوبروفين ونابروكسين وأكثر من 100٪ لروفيكوكسيب، ولكنهم غير متيقنين من مدى زيادة الخطر بالنسبة للايبوبروفين ونابروكسين.

وقال الدكتور مايك كنابتون، المدير الطبي المساعد في مؤسسة القلب البريطانية: إن الدراسة “تبرز بشكل مثير للقلق مدى سرعة تعرضك لخطر الإصابة بأزمة قلبية بعد بدء تعاطي مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية”.

وقال: “اذا كنت تستخدم المسكنات مثل ايبوبروفين، أو تشتريها دون وصفة طبية، يجب أن تكون على بينة من المخاطر وينبغي النظر في الدواء البديل كلما كان ذلك مناسباً”.

ولكن عدم وجود مخاطر مطلقاً من النوبات القلبية – بالنسبة للأشخاص الذين يستخدمون مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية وأولئك الذين لا يستخدمونها – كما في البحث، وعدم تمكن الباحثين من استبعاد العوامل المؤثرة المحتملة الأخرى، أدت ببعض المعلقين المستقلين إلى استنتاج أنه كان من الصعب تقييم أهميتها.

وقال ستيفن إيفانز، أستاذ علم الأوبئة الدوائية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي: “إن أبحاث الرصد جيدة”، لكنه أضاف: “إن هذه الدراسة تشير إلى أن استخدام المسكنات لبضعة أيام يرتبط بزيادة الخطر، وقد لا يكون هذا دقيقاً كما يقترح المؤلفون أنفسهم. والمسألتان الرئيستان هنا هي أن المخاطر صغيرة نسبياً، وبالنسبة لمعظم الناس غير المعرضين لخطر الإصابة بأزمة قلبية، فإن هذه النتائج لها آثار ضئيلة”.

ونصح بأنه “لا يوجد سبب للحث على القلق لدى معظم مستخدمي هذه الأدوية”.

وقالت البروفيسور هيلين ستوكس – لامبارد، رئيسة الكلية الملكية للأطباء: “يمكن لهذه الأدوية أن تكون فعالة في توفير تخفيف للألم على المدى القصير لبعض المرضى – وما هو مهم هو أن أي قرار بوصفة طبية يرتبط بالظروف الفردية للمريض والتاريخ الطبي، ويتم مراجعتها بانتظام”.

ويذهب حوالي 190 ألف شخص سنوياً إلى المستشفىات بسبب النوبات القلبية في المملكة المتحدة، وفقاً لما ذكرته مؤسسة القلب البريطانية.

Exit mobile version