لينا الجربوني.. في عيون محررات عايشن حنانها وقوة شخصيتها في الأسْر

تنسُّم الأسيرة لينا الجربوني من بلدة البطوف في الداخل المحتل الحرية، بعد اعتقال استمر 17 عاماً، وكانت تحمل راية عميدة الأسيرات الفلسطينيات، دغدغ ذاكرة أسيرات محررات تذكرن لحظات الأسر مع المحررة لينا الجربوني لحظة تحررها من الأسر وتنسمها عبق الحرية التي حرمت منه 17 عاماً.

المحررة منى قعدان من مخيم جنين، تصف المحررة لينا الجربوني بـ”أم الأسيرات” التي تعطف على كل الأسيرات بحنانها وخدمتها لهن في كل المجالات، فهي الأم الحقيقية كما يقولن، فوجود لينا داخل الأسر خفف على الأسيرات معاناة كبيرة، فهي كانت البلسم الشافي والكافي لهن، وخصوصاً الأسيرات الصغار في عمر الزهور، فوجود لينا بينهن خفف عنهن، وأصبح الأسر جامعة تعليم لكل الأسيرات، فالمحررة لينا تتقن فن التعليم والتوجيه والتعبئة الفكرية والشخصية القوية، فالكل كان يلتف حول لينا التفاف السوار بالمعصم.

وأضافت في حديث مع “المجتمع”: المحررة لينا سيكون لها أثر كبير في نفوس الأسيرات بعد أن غادرت السجن، فلا أحد يستطيع أن يحل محل المحررة لينا، وأسأل الله أن يعوض الأسيرات عن لينا خير العوض.

المحررة الطفلة كريمان سويدان من بلدة عزون شرق قلقيلية تقول لـ”المجتمع”: المحررة لينا الجربوني كانت بمثابة أمي خلال الأشهر القليلة التي قضيتها، منها تعلمت الصمود والثبات داخل الأسر، وكذلك أهمية الصبر على المحن والشدائد والتعامل مع السجان بقوة وبدون خوف، إضافة إلى تعلم مهارات منها مثل مهارة القراءة وحب التعلم، فأنا عند اعتقالي كنت في الصف العاشر، وخلال الاعتقال شعرت أنني في جامعة شاملة في كل المجالات بفعل الأم لينا الجربوني.

وتقول المحررة نتالي شوخي (16 عاماً) من قرية رمون قرب رام الله: كانت الأسيرة لينا الجربوني أمي بامتياز، وقد فرحت كثيراً عندما شاهدت صور تحررها من السجن، وأتمنى أن أراها بعد تحررها.

وكانت شهادات الأسيرات المحررات في لقاءات سابقة مع “المجتمع” تؤكد دور المحررة لينا الجربوني في الحياة الاعتقالية، وصمود الأسيرات في وجه السجان.

يذكر أن الأسيرة لينا أحمد جربوني ولدت في الحادي عشر من يناير 1974م، لأسرة فلسطينية مناضلة في بلدة عرابة البطوف، وكان والدها الحاج أحمد قد اعتقل أواخر سبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الماضي وأمضى 8 سنوات في السجون “الصهيونية”.

واعتقلت لينا الجربوني في الثامن عشر من أبريل 2002م بتهمة مساعدة رجال المقاومة في تنفيذ عملياتهم الفدائية وأنشطتهم ضد الاحتلال، وصدر بحقها حكم بالسجن الفعلي لمدة 17 عاماً، وتعتبر لينا إحدى الأسيرات الخمس اللواتي لم تشملهن صفقة “وفاء الأحرار” الأولى والثانية بزعم أنها من مناطق الـ48.

ومن الجدير ذكره، أن الاحتلال يعتقل في سجن هشارون وسط فلسطين المحتلة أكثر من 60 أسيرة، بينهن أمهات وأسيرات في عمر الطفولة ومصابات برصاص جنود الاحتلال عند الاعتقال. 

Exit mobile version