“معرف الوقود”.. مشروع فلسطيني ريادي ينافس على مستوى العالم

لا يعجز الفلسطيني رغم خضوعه تحت أعتى احتلال في العالم عن إيجاد حلول لمشكلات عالمية، فالعقل الفلسطيني ليس له حدود في الإبداع وطرح مشاريع يستفيد منها البشر.

في مدينة نابلس العاصمة الاقتصادية للضفة الغربية، حصدت مدارس طلائع الأمل المرتبة الأولى في معرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا 2017م – السنة السابعة، وتنافس على مستوى المديريات 652 مشروعًا، أفرزت 71 مشروعاً تأهل للمنافسة المحلية على مستوى وزارة التربية والتعليم العالي.

معرف الوقود

مشروع “معرف الوقود” كان المشروع الريادي الذي حصل على المرتبة الأولى للطالبتين حلا أشتيه، ولانا الهقش.

منسقة العلوم في مدارس طلائع الأمل في مدينة نابلس أسماء هندية تتحدث لـ”المجتمع” عن بداية المشروع وآلية تنفيذه وخروجه للنور ليصبح مشروعاً فاعلاً، يستفيد منه أصحاب المركبات وعدم وقوعهم في الخطأ أثناء تعبئة الوقود من محطات الوقود.

تقول هندية: في كل عام يتم اختيار مشاريع للمنافسة، واختيار المشروع له آلية في نادي داخل المدرسة يسمى نادي “أطور فكرة”؛ حيث يوجد عدة نوادٍ علمية داخل المدرسة تختص بمشاريع تخص المجتمع وإيجاد حلول لها.

وتضيف هندية: الطالبة حلا أشتيه جاءت بفكرة وقوع خطأ متكرر بضخ الوقود داخل المركبات ما يتسبب بتلف وخسارة، حيث يتم ضخ البنزين في محطة الوقود داخل مركبة مصممة للعمل على السولار، والعكس يتكرر، وعائلة هذه الطالبة وقعت في هذا المشكلة، عندها تم اعتماد الفكرة والنزول للميدان للتأكد من أن هذه المشكلة قائمة وهي مشكلة عالمية، فمثلاً في العاصمة البريطانية يتكرر هذا الخطأ بـ160 ألف حالة، وفي مدينة ميونخ بـ200 ألف حالة وعندنا في فلسطين بشكل مذهل بنسبة 10%.

اختراع الجهاز

تقول هندية: بعد التأكد من وجود المشكلة قمنا بالاستعانة بمتخصصين لصناعة مجسات توضع على فوهة الخزان في المركبة وقارئ إلكتروني يوضع على جهاز الضخ “فرد البنزين”، فإذا كانت المركبة مصممة على وقود البنزين وعليها ملصق لذلك وأخطأ عامل المحطة ووضع مضخة وقود السولار فلن تعمل المضخة على الإطلاق، كون القارئ الإلكتروني لا يستجيب لملصق المجسات على فوهة خزان المركبة؛ وبالتالي يتم تفادي الخطأ الذي سيكلف صاحب المركبة خسارة كبيرة.

وأضافت هندية: الجهاز لم يتم استخدامه، حيث يتطلب قيام محطات الوقود بتمويله وتوزيع الملصقات على المركبات، وهو سهل أن يكون متداولاً، ففكرته سهلة جداً.

قدرة فائقة

أما هديل حميض، منسقة العلاقات العامة والإعلام في مدارس طلائع الأمل، قالت لـ”المجتمع”: مدارس الأمل يوجد فيها نوادٍ علمية متعددة، وفي كل عام يتم اختيار مشاريع كي تنافس في معرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا السنوي، وكانت فكرة الطالبة حلا أشتيه رائعة، ويعاني منها الكثير دون وجود حل؛ لذا كانت عملية الفوز وحصد المرتبة الأولى، فالمعلمات المتخصصات في المدرسة يقمن بتعليم الطالبات كيفية اختيار الفكرة؛ ومن ثم كيفية حلها، وهذا يؤكد أن الفلسطينيين لديهم قدرة فائقة في إيجاد حلول خلاّقة لمشكلات مستعصية، وهذا الفوز يؤكد أن الشعب الفلسطيني يستحق الحياة بكرامة وحرية وبدون قيود.

طوق نجاة

وتضيف حميض: خلال استطلاعات عن نسبة الخطأ في ضخ الوقود تبين وجود 10% من السائقين يقعون في هذا الخطأ في الضفة الغربية، لذا كان هذا المشروع طوق نجاة من خسارة كبيرة، كما أن هذا المشروع هو الثالث لمدارس طلائع الأمل، وسوف ينافس المشروع في منافسة عالمية في مايو المقبل، وعملية التحكيم للمشروع كانت من قبل لجنة معاييرها دقيقة وصعبة، وهذا يثبت مدى أهمية المشروع بالنسبة للمجتمع المحلي.

وقالت الطالبة لانا الهقش، المشاركة مع الطالبة حلا أشتيه في اختراع الجهاز: تكلفة الجهاز ما بين 200 – 300 دولار توفره المحطة، بينما الملصقات توزع مجاناً على المركبات من قبل المحطة، وبمبلغ بسيط يتم تفادي أخطاء تسبب خسائر فادحة.

Exit mobile version