قال “آفي يسسخاروف” محلل الشؤون العربية بموقع “walla” العبري: إن المسؤولين عن اغتيال مازن فقهاء القيادي بحركة حماس، عملوا بشكل مهني للغاية، وأن هذا هو الدليل الوحيد حتى الآن على تورط إسرائيل في العملية، مشيرًا إلى أن حركة حماس اختارت عدم الرد بإطلاق صواريخ تجاه إسرائيل، لكن الرد يتوقع أن يكون أكثر خطورة.
وانطلقت بعد ظهر أمس السبت 25 مارس في غزة جنازة فقهاء، أحد قادة الجناح العسكري لحماس، الذي أغتيل الجمعة في حي تل الهوى بالمدينة.
تصريحات قادة الجناح العسكري والسياسي لحماس لم تترك مجالاً للتخمين، بالتأكيد على تورط إسرائيل في حادث الاغتيال الذي نُفِذ بمسدس كاتم للصوت، متوعدين تل أبيب برد قاس.
وبحسب “يسسخروف : “المشكلة – وربما أيضًا الشيء الجيد – أنه ليس لدى حماس في هذه المرحلة أي دلائل دامغة على تورط إسرائيل”، مضيفاً: “هذا الوضع يتيح للتنظيم مساحة مناورة كافية لعدم البدء في معركة مع إسرائيل، وألا يكون ملزمًا برد قد يدفع الطرفين للحرب”.
ومازن فقهاء أساساً من بلدة طوباس جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، أطلق سراحه في إطار صفقة شاليط 2011. وكان قد اعتقل عام 2002 على يد قوة خاصة إسرائيلية، بعد أن اتهمه الاحتلال بالتخطيط لعمليات استشهادية. وكالكثيرين من محرري صفقة شاليط، جرى إبعاد الفقهاء إلى قطاع غزة.
هناك – كما يقول الإسرائيلي “يسسخاروف” – أقام مع الأسير المحرر عبد الرحمن غنيمات من بلدة صوريف الواقعة شمال غرب مدينة الخليل، “قيادة الضفة”، التي تضم عدداً من المنتمين للجناح العسكري للحركة من سكان الضفة الذين أبعدوا للقطاع. كانت مهمتهم تشجيع وتعزيز البنية العسكرية لحماس بالضفة، والتخطيط لتنفيذ عمليات فدائية ضد الاحتلال.
وتقول الرواية الإسرائيلية: إن “كل منطقة في الضفة كان لها مسؤول في “قيادة الضفة”، يقيم بقطاع غزة، على أن يكون في الأصل من سكان تلك المنطقة. لوحظت بصمات فقهاء وغنيمات في عشرات المحاولات لتنفيذ هجمات خلال الأعوام الماضية في الضفة وداخل إسرائيل، التي كانت لديها مصلحة مؤكدة في التخلص من الرجل”.
“يسسخاروف” قال: إن اغتيال فقهاء، الذي كان مثل الكثيرين بقيادة الحركة الذين يتحركون داخل القطاع بدون حراسة، ويشعرون بأنهم آمنون في غزة في غير أوقات الحرب مع إسرائيل، قد أثبت للحركة أن هذه النظرية غير صحيحة، بعد اغتياله أمام منزله القريب من الشاطئ.
وأضاف: “من الآن وصاعداً يمكن أن نتوقع أن تغير كل قيادة الحركة جدول أعمالها وتحركاتها اليومية: لا أحد في مأمن، ولا يمكن لأحد الاعتقاد أن حياته آمنة في أعقاب مثل هذا الاغتيال”.
وتابع: “سيضطر القادة من الآن التحرك بحراسة وربما أيضا تغيير منازلهم وأماكن اختبائهم، تماماً مثلما عاش المطلوبون في الضفة الغربية في العقد الماضي. في هذه المرحلة، من الأهمية الإشارة، إلى أنه ليس هناك تأكيد لمسؤولية إسرائيل عن الاغتيال. مع ذلك، من نفذ ذلك الاغتيال أراد نقل هذه الرسالة بالضبط لقيادة حماس: كلهم مستهدفون”.
ومضى المحلل الإسرائيلي قائلًا: “عمل المغتالون بشكل محترف للغاية، وبعكس فقهاء ورفاقه، لم يتركوا أدلة على الأرض تكشف هويتهم. الحرفية العالية، واستخدام كواتم الصوت، والاختفاء النظيف من المنطقة، يجعل أحد أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مشتبهًا في تنفيذ العملية، لكن ليس أكثر من هذا. بفضل عدم وجود أدلة يمكن أن تكتفي حماس في هذه المرحلة بتصريحات مهددة ترددت مرارًا: “لن نقف مكتوفي الأيدي”، “لن نصمت”، “لن نسمح أن تمر معادلة الاغتيالات بلا رد”… إلخ”.
“الآن، امتناع حماس عن رد في الساعات الأولى بعد الاغتيال، ليس دليلًا بالضرورة على أنها لن ترد. على رأس التنظيم في غزة يقف اليوم يحيى السنوار، الذي يعتبر زعيماً خطيراً وغير متوقع. أثبت في كثير من الأحيان أن شيئاً لا يوقفه. ربما يفضل السنوار تحين الفرصة وضرب إسرائيل عندما لا تكون مستعدة”. أضاف محلل “walla”.
وختم “يسسخاروف” بالقول: “يمكن أن يأتي الرد في هجوم على شكل عملية اختطاف، أو العودة للأسلوب الذي نعرفه منذ العقد الماضي – العمليات الانتحارية. في مثل هذه الحالة، ستحاول حماس عدم ترك بصمات كيلا تجر غزة للحرب، لكن مع رسالة واضحة لإسرائيل مفادها أن استمرار الاغتيالات سيجلب رداً قاسياً” بحسب مصر العربية.