«وقفية القدس» لدعم المسجد الأقصى وأهلنا المقدسيين

ـ الوقفية تشمل كل المشاريع الخيرية الداعمة لأهلنا في القدس وللمسجد الأقصى

ـ أهل القدس من أشد الناس معاناة في فلسطين وهم بحاجة كبيرة للدعم

ـ الموقف الرسمي الكويتي مشرف وهو نابع من أصالة هذا الشعب وقيادته الحكيمة

قال طارق الشايع، المنسق العام لرابطة شباب لأجل القدس العالمية: إنهم في الرابطة انتقلوا من العمل الثقافي – وهو مستمر – إلى الدعم المالي لأهل القدس، لذلك أنشؤوا «وقفية القدس» تحت مظلة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وأضاف أن أهلنا في القدس يحتاجون للكثير من الدعم، خصوصاً أن تكاليف الضرائب وعمليات الترميم مرتفعة جداً عليهم، مشيراً إلى أن الوقفية انطلقت من الكويت وستمتد إلى البحرين وقطر وغيرها من الدول.

* في البداية، نريد إلقاء الضوء على رابطة «شباب لأجل القدس العالمية».

– رابطة شباب لأجل القدس العالمية تم تأسيسها منذ 11 عاماً، وبالتحديد في عام 2006م، وكان الهدف الذي أقيمت من أجله الرابطة هو حماية القدس والمسجد الأقصى، ونصرة أهالينا في القدس، وشرح الأوضاع والمستجدات التي تحدث في القدس والأقصى، من انتهاكات وتعديات من جانب الكيان الصهيوني، كذلك جزء من أعمال الرابطة هو التفاعل مع واقع القدس اليوم؛ لأن واقع القدس اليوم مرير، خصوصاً الاقتحامات التي يتعرض لها المسجد الأقصى، والاعتداء على المرابطين والمرابطات، وعمليات إخراج أهالي القدس خارج البلدة القديمة، وخارج القدس، ومصادرة ممتلكاتهم.

والرابطة خلال السنوات الماضية كانت تعمل في المجال الثقافي، لأنه مجال مهم جداً بالنسبة لنا من أجل تعريف الناس حول العالم بواسطة 25 فرعاً منتشراً تابعاً لنا في الدول المختلفة.

وقد ارتأينا أن نقوم بخطوة متقدمة، بالانتقال من العمل الثقافي – وهو مستمر بإذن الله – إلى موضوع الدعم المالي، لأهلنا في القدس، لذلك أنشأنا وقفية القدس تحت مظلة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.

* ما طبيعة «وقفية القدس» التي تفضلت بالإشارة إليها؟

– «وقفية القدس» تشمل عمل كل المشاريع الخيرية والداعمة لأهلنا في القدس، وكذلك المسجد الأقصى، سواء أعمال الترميم له، أو لبيوت المقدسيين، لتثبيتهم داخل القدس؛ لأن هناك قوانين ظالمة وجائرة من هذا الكيان الصهيوني الغاصب، القاضي بأن أي بيت في القدس لا يتم ترميمه كل فترة زمنية معينة يتم مصادرته بحجة أن هذا البيت آيل للسقوط.

لذلك فأهلنا في القدس يحتاجون للكثير من الدعم، خصوصاً أن تكاليف الضرائب وعمليات الترميم مرتفعة جداً عليهم، فلذلك قمنا بإنشاء هذه الوقفية في الكويت، وبإذن الله تعالى سوف يتم إطلاقها في عدد من البلدان مثل البحرين وقطر وغيرهما من الدول.

* كيف يتعايش المقدسيون مع تلك المعاناة؟

– أهل القدس من أشد الناس معاناة في فلسطين عموماً، فعلى سبيل المثال، حينما نتحدث عما يسمى بالبطاقة الصحية، التي يتم سحبها من المقدسي بسبب أو بدون سبب، وهو ما يعد بمثابة عملية ذبح مباشر لهذا المقدسي الذي تُسحب منه؛ فهي بها كل التكاليف التي يستطيع من خلالها أن يتعالج في المستشفيات، فإن لم تكن تلك البطاقة موجودة معه فسيُمنع علاجه، والبديل صرف أموال باهظة لا يستطيع أحد من أهل القدس أن يتحملها، خصوصاً أن وظائف أهل القدس متدنية جداً في موضوع الرواتب، فهي لا تتجاوز الـ700 دولار شهرياً، يتوزع على عدة بنود تشمل الضرائب والمحاكمات والإيجارات وغيرها، والمحصلة أن أكثر الراتب يذهب للخزينة الصهيونية ولا يستفيد منه المقدسيون.

* يتعرض المرابطون والمرابطات حول الأقصى للعديد من المضايقات والانتهاكات من قبل السلطات الصهيونية.. فما طبيعة ذلك؟

– المرابطون والمرابطات يتعرضون للعديد من الانتهاكات والمضايقات بشكل يومي، وأي شخص يشارك في الرباط حول «الأقصى» يتم تصنيفه في خانة الإرهاب من قبل السلطات الصهيونية، حتى إن التكبير داخل المسجد الأقصى أصبح جريمة، وأي شخص يرفع صوته بالتكبير يتم القبض عليه بتهمة إرعاب السياح المقتحمين للمسجد الأقصى، سواء كانوا صهاينة أم سياحاً أجانب.

* هل يوجد تعاون بينكم وبين لجان الزكاة داخل الكويت وخارجها؟

– في الأيام القادمة بعون الله تعالى سوف نفتح مثل تلك الأبواب، للتعاون بيننا وبين الجمعيات الخيرية، والكويت دائماً لها اليد الطولى في الدعم والمساندة في أعمال الخير.

* هل لديكم تواصل مع الأسرى الفلسطينيين في الكيان الصهيوني الغاصب؟

– لا يوجد تواصل مباشر بيننا وبين الأسرى الفلسطينيين في الكيان الغاصب، نحن لدينا فروع في غزة ونابلس، ولكن داخل القدس يصعب تواجدنا؛ لأن الحس الأمني الصهيوني ما زال عالياً، ولكن هناك تعاوناً بيننا وبين مؤسسات فلسطينية تعمل لصالح الأسرى، ومقر إحدى هذه المؤسسات هو لبنان، وهي مؤسسة عالمية، وتسمى مؤسسة «تضامن»، وهي الحملة العالمية للتضامن مع الأسرى، حيث يوجد بيننا وبينهم مذكرة تفاهم، والكثير من المشاريع والبرامج لنصرة الأسرى.

* هل تدعون من هم خارج القدس لزيارتها؟

– نحن ضد هذه الزيارة، كرابطة شباب لأجل القدس العالمية، نتبنى فتوى وزارة الأوقاف في الكويت، ونص الفتوى: «عدم جواز زيارة القدس أو أي أرض محتلة من قبل الكيان الغاصب».

وحبنا للقدس لا يعني القيام بزيارة تطبيعية؛ لأن الزيارة لا تتم إلا بواسطة أخذ «الفيزا» من سفارة الكيان الغاصب، فلا يستطيع أي كويتي – وأنا أتحدث بصفتي كويتياً – الذهاب إلى داخل فلسطين باستثناء غزة إلا عن طريق أخذ «فيزا» من السفارة الصهيونية في عمَّان، ومن ثم إعطاؤه «الفيزا» بورقة خارجية تطبيعية لدخول المسجد الأقصى.

فالقصة لدينا اليوم ليست صورة «سيلفي» في قبة الصخرة أو داخل المسجد الأقصى، اليوم نتحدث عن نصرة حقيقية للمقدسات، فإن كنت تريد أن تنصر قضية القدس والمسجد الأقصى سيكون ذلك إما بالمال أو بالعمل على نشر توعية المسلمين بأحوال القدس ومعاناة أهلها.

* ما موقف الكويت الرسمي من قضية القدس؟

– الموقف الرسمي ولله الحمد مشرف، وهو نابع من أصالة هذا الشعب الكويتي، والقيادة الكويتية جزء من هذا الشعب الأصيل، لذا فقيادة الدولة ترى أن القدس من أولويات الأمة العربية والإسلامية، وكل القوانين في الكويت تمنع التعامل المباشر أو غير المباشر مع هذا الكيان الغاصب، حتى إن التلفزيون الرسمي لدولة الكويت يسمي الأمور على حقيقتها بشكل واضح، مثل: «الشهداء، انتفاضة القدس، وجيش الاحتلال»، فهذه المصطلحات هي التي تتعامل بها الحكومة الكويتية وكل أجهزة الدولة.

ودور مجلس الأمة الكويتي – ممثلاً في رئيسه – بطرد الكيان الصهيوني من منظمة البرلمانات العالمية موقف مشرف لكل برلماني كويتي، أن يطالب رئيس المجلس بإخراج هذا الكيان الغاصب وممثليه من المؤسسات الدولية، وهذا جزء من عملنا، وهذا الموقف نابع من روح وأصالة الشعب الكويتي.

* هل المقدسيون يشعرون بأن الشعوب العربية والإسلامية وخصوصاً الشعب الكويتي يتضامنون معهم ويقفون خلفهم؟

– نحن نتواصل بشكل يومي مع إخواننا المرابطين والمرابطات وأهل القدس الكبار والصغار عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، فأي موقف يصدر عن الكويت حكومة وشعباً يتلقونه مباشرة بصدر رحب، ويتواصلون معنا قبل أن نتواصل معهم، ويعبرون عن شكرهم وامتنانهم وترحيبهم بمثل تلك المواقف المشرفة.

* ما رسالتك للشباب المقدسي؟

– ندعو الله تبارك وتعالى أن يحفظهم ويرعاهم، ويثبتهم على ما يقومون به؛ فهم خط الدفاع الأول، ووجودهم في هذا المكان هو واجب عليهم؛ لأن ثباتهم هو تثبيت لنا، قبل أن يكون تثبيتاً لهم؛ لأن ثباتهم يرينا أن هناك شعباً يريد استرجاع أرضه، وهي رسالة للشباب في الخارج وخصوصاً الشباب العربي والمسلم، أن هذا الشعب بحاجة إلى نصرة مهما تعددت الجراح في هذه الأمة الإسلامية، فتبقى القدس هي الأولوية.

* في النهاية.. ما آلية العمل في «وقفية القدس»؟

– أطلقنا «رابطاً» للتبرع على الموقع الإلكتروني التابع للهيئة الخيرية الإسلامية، وهذا الموقع يتيح التبرع للمتابعين داخل الكويت وخارجها، بواسطة «الكي نت» بالكويت، و«الفيزا» في الخارج.

Exit mobile version