حاجتنا إلى تحالف سني قوي

واهم من يظن أن معركة سورية تدور من أجل الأسد. إنها معركة السنّة في العراق وسورية ولبنان وفلسطين والأردن.

الأسد أحد أكابر مجرميها ولكن بقاءه ليس مهما الا بقدر ما ينفذ من مخطط تهجير وإضعاف السنة في المنطقة وبعد أن يتحقق هذا الهدف يصبح وجوده وعدمه سيان.

ما هو مخطط أهل السنة البديل؟ لا شيء.  

“إسرائيل” وإيران تتقاربان كأقليات في المحيط السني وقد تلاقت أهدافهما بتمزيق المنطقة لتمكين الأقليات من السيطرة عليها وتهجير السنة أو استعبادهم.  

حفاظا على “إسرائيل” ولعدم وجود مصالح أخرى وقف الشرق والغرب مع هذا المخطط القذر، وأعلنوا دعمهم له وجلبوا روسيا إلى الواجهة لتنفيذه مع رعاية مصالحها في المنطقة وإعطائها حصة لا بأس بها في المستقبل.

لن ننتصر إلا بتحالف سني يبدأ داخليا من سورية ويمتد ليضم أهل السنة في بقية الأقطار المذكورة ثم تدعمه الدول السنية الأبعد بقدر إمكانياتها واهتمامها وفهمها لمصيرها الذاتي ومستقبلها إذا كان عندها بقية من فهم.  

التحالف السني الداخلي يحتاج إلى نظرية ومخطط ووسائل وبشر ونحن لا نمتلك حاليا سوى البشر والإنسان المؤمن الذي ليس له للأسف لا مخطط ولا نظرية فكرية ولا وسائل مادية إلا القليل منها.  

لن تنفعنا الشعارات، ولا كلمة الجهاد لوحدها، ولا الإسلام هو الحل، ولا سنقيم دولة الإسلام، ولا ثورتنا عادلة ونحن على الحق، ولا كل الرايات والأفكار المطروحة ولن يكون هناك بديل عن نظرية متكاملة تحمل روح الأيديولوجية ومعها مخطط واضح للسير.  

هذا هو دور النخب المثقفة والسياسية التي تغرق اليوم، إلا من رحم ربي، في جدالات بعيدة كل البعد عن هذا الهدف الرئيسي والتي لم يجتمع منها ثلاثة لوضع أسس نظرية لمخطط العشرين سنة أو العشر سنوات القادمة.  

من يحتل الساحة هي نخب سياسية وإعلامية ضائعة بلا رؤى مستقبلية ابعد من ايام او أشهر وفصائل مسلحة برؤى مصلحية آنية ومعظمها أو كلها لا تملك حتى رؤية عسكرية للمستقبل القريب ولا البعيد.  

قد يعترض البعض بأننا الآن وسط الحريق ولا بد من إنقاذ ما يمكن إنقاذه ولا وقت لدينا للتنظيم والتخطيط والاجتماع والنقاش والجدال.  

وأقول: لقد جربنا هذا ست سنوات كاملات فمن أعجبته النتائج فليستمر ومن يظن أن هناك حتما بديلا أفضل فليغير المسار وليبدأ بالبحث عن حل ناجع.

 

المصدر: رابطة العلماء السوريين.

Exit mobile version