«القدس» كما يراها الرأي العام الأمريكي

– الأغلبية الأمريكية تريد القدس ضمن السيطرة الدولية طالما لا يوجد سلام بين الطرفين

– مراكز استطلاعات الرأي الأمريكية تصف عمليات المقاومة الفلسطينية في الأماكن المدنية بالإرهابية

– في عام 2001م رفض 55 – 62% من الأمريكيين نقل سفارتهم من تل أبيب إلى القدس

– مع مجيء «ترمب» رفض 56.2% نقل السفارة الأمريكية للقدس وأيده 38.3%

 

بالرغم من محورية قضية القدس في الصراع العربي «الإسرائيلي» وتسويته؛ فإنها لم تحظ باهتمام استطلاعات الرأي العام الأمريكية، إلا في فترات الحديث عن إمكانية تسوية الصراع العربي «الإسرائيلي»، وبعض الأحداث المميزة منها؛ مثل تولي الرئيس الأمريكي المثير للجدل «ترمب» رئاسة الولايات المتحدة والتصريحات المتذبذبة التي يصدرها بشأن نقل السفارة الأمريكية للقدس، والتي تمثل انتصاراً للسياسات «الإسرائيلية» في تكريس الاحتلال بكل جوانبه والسيطرة على المدينة المقدسة.

هذه خلاصات أعرضها بشكل عام دون نثر أرقام تفصيلية بعد تتبع سلسلة استطلاعات رأي للأمريكيين حول القدس، من شأنها أن تحيطنا بملامح توجهات الرأي العام نحو القدس ضمن سلسلة زمنية طويلة نسبياً، وختامها توجهات نقل السفارة الأمريكية للقدس:

1- تؤيد الأغلبية الأمريكية أن تكون القدس ضمن السيطرة الدولية ما دام لا يوجد سلام واتفاق عليها بين الطرفين، وهو ما يدعم فكرة رفض الأغلبية للسيطرة الفلسطينية، والتحفظ بشأن سيطرة «إسرائيل» عليها.

2- تؤيد الأغلبية أن تكون القدس الشرقية ضمن أراضي الدولة الفلسطينية أو عاصمتها في حال اعترف العرب بـ»إسرائيل»، وارتبط هذا التوجه بفكرة تقاسم الأرض بين السلطة الفلسطينية و»إسرائيل» تمهيداً لإنهاء النزاع.

3- تتفق آراء العامة من الأمريكيين والنخبة حول مسألة تقاسم القدس مع الفلسطينيين، كما أيدت الأغلبية أن تضغط الإدارة الأمريكية على كلا الطرفين من أجل تقسيم القدس.

4- تشير نتائج بعض استطلاعات الرأي إلى أن هناك درجة متابعة متوسطة من قبل الأمريكيين لما يجري في القدس من أحداث بارزة، وفيما يتعلق بالقضايا الكبرى مثل المستوطنات، ولكنها في الوقت ذاته فوق المتوسط بالنسبة لغيرها مما يتابعه الأمريكيون في قضايا الصراع العربي «الإسرائيلي».

5- لم تنشغل استطلاعات الرأي الأمريكية بطرح أفكار حركات المقاومة الفلسطينية فيما يتعلق بمطلب السيطرة الفلسطينية الكاملة على القدس.

6- ينقسم الأمريكيون في موقفهم من بناء مستوطنات في القدس، وترتفع نسبة لوم الطرف «الإسرائيلي» بشكل أكثر في استطلاعات الرأي العام الأمريكي عنها في أكثر موضوعات الصراع العربي «الإسرائيلي».

7- تغيرت نتائج استطلاعات الرأي فيما يتعلق برغبة الأمريكيين في سيطرة أممية على القدس لصالح «إسرائيل» في الاستطلاعات التي خاطبت العاطفة.

8- لم تطرح أسئلة استطلاعات الرأي الأمريكية، المتعلقة بالقدس، أي فكرة توحي بانفراد أي جهة بالقدس، باستثناء الجهة التي أشير إلى انحيازها الواضح إلى «إسرائيل».

9- نلاحظ في سياق الحديث عن العمليات وأعمال العنف أن مراكز استطلاعات الرأي الأمريكية – بشكل عام – تصف العمليات التي يقوم بها الفلسطينيون ضد «الإسرائيليين» في الأماكن المدنية بأنها أعمال إرهابية.

10- لم تتناول استطلاعات الرأي الأمريكية موضوع بناء السفارة الأمريكية في القدس، المؤجل منذ سنوات عديدة، بالرغم مما له من أهمية في العلاقات الأمريكية «الإسرائيلية»، وتأثيره على الطرفين الفلسطيني والعربي باستثناء ما جاء في استطلاع زغبي في عام 2001م، حيث جاء فيه أن نسبة 55 – 62% رفضوا نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، إلا أنه مع مجيء «ترمب» وزيادة وتيرة الحديث حول الموضوع نشطت قياسات الرأي بهذا الخصوص مع بداية العام 2017م لتعزز من نتيجة رفض أغلبية الأمريكيين بنسبة 56.2% نقل السفارة الأمريكية للقدس، وتأييد 38.3% حسب استطلاع «IRmep poll”، ورفضت نسبة 41% نقل السفارة حسب استطلاع “Politico and Morning Consult” مقابل تأييد 33%.

بالمجمل؛ تبقى قضية القدس ونقل السفارات الأجنبية إليها من القضايا التي يتعامل معها الرأي العام العالمي، ومنها الأمريكي، لمصلحة الطرف الفلسطيني والعربي، ولكن هذا لا يعني الركون لهذه النتائج، فهناك حالة صدامية بين “ترمب” وإداراته مع مزاج الرأي العام؛ مما قد يقلب بعض ملفات الصراع لصالح الكيان “الإسرائيلي”.

 

*مشرف عام مركز الآراء الخليجية – الكويت

Exit mobile version